"حيدر".. قصة طفل أنهت يد الإرهاب حياته القصيرة

لم يتجاوز الخامسة من العمر.. وتخرج حديثاً من الروضة متفوقاً
"حيدر".. قصة طفل أنهت يد الإرهاب حياته القصيرة
تم النشر في
عبد الله البارقي- سبق- الرياض: عينان صغيرتان لا حدود لطموحهما، ومقعد خاو على طاولة أسرة المقيلي في رمضان القريب، بحزن ولوعة لا يتوقفان بعدما قطفت يد الغدر والإرهاب حيدر الصغير الذي لم يتجاوز عمره حاجز الخمس سنوات.
 
يتناقل رواد مواقع التواصل صوراً لحيدر الصغير وبقية الأبرياء شاهدة على دناءة وانحطاط الإرهابيين وجرائمهم ضد الأبرياء.
 
أسلم "حيدر" روحاً طاهرة صغيرة لبارئها، دون أن يدري بأي ذنب قتله هؤلاء الخونة الأنذال، "حيدر" مات ساجداً لربه ظهر الجمعة الماضي بعد عمل إرهابي جبان وظلامي نُفذ في أحد بيوت الله، حيث كان أكبر دلالة على الجهل والقذارة، وعدم خشية الخالق، ولا يرحم الأبرياء صغاراً ولا كباراً.
 
"حيدر" الذي تجهز لصلاة الجمعة وخرج بعطره بخطوات البراءة ليؤدي فريضة صلاة الجمعة، لم يكن يعرف أنه على موعد مع خالقه، كان بلا شك قد وضع خططاً أكثر للعب والاستمتاع بالإجازة.. خرج حيدر ليصلي ويلاقي أقرانه بعد الصلاة ليلهو معهم في ساحة المسجد بعد الانتهاء من صلاة الجمعة كعادته من كل أسبوع.
 
في الفناء الخارجي كانت الشمس ترخي خيوطها الذهبية على وجه حيدر، وراح الطفل يسرع الخطى دون يعلم أن ذئباً ماكراً شريراً قد حزم نفسه ليكون بالمرصاد له ولبقية المصلين في جامع علي بن أبي طالب بالقديح عند أول ركعة يركعها الإمام، حيث دمر الانفجار المسجد، ونثر أشلاء المصلين ومنهم حيدر الذي وقع ساجداً على الأرض وهو يصرخ ويتألم.
 
سمع الجميع صراخ حيدر ووالده الذي كان يتبعه للصلاة، وهبوا لإنقاذه والمصلين.
 
كان والد حيدر يستعد للحاق بالصلاة، لكن صوت الغدر المفزع انتشله ليهرع بسرعة إلى المسجد بعد سماع دوي الانفجار، وتمكن من الوصول إلى ابنه الذي كان ينزف بغزارة من أعضاء متفرقة في جسمه، فحمله إلى مستشفى مضر بالبلدة، حيث كان يلفظ أنفاسه الأخيرة بشكل خافت.
 
لم يتمكن حيدر من الوداع إلا بطريقته الخاصة.. حيدر الذي اعتاد أداء الصلوات في المسجد القريب من منزله، الذي لا يبعد سوى 100 متر، كان محطته الأخيرة بعد الانفجار الكبير الذي حدث في الصفوف الخلفية.
 
حيدر حديث التخرج في الروضة، وتم تسجيله في مدرسة سلمان الفارسي الابتدائية في البلد، وكان جاهزاً لإكمال مشواره التعليمي، ولكن جاء موعد الإرهاب الذي نال روحه الطاهرة.
 
رحل حيدر ورحل معه شهداء آخرون لكن لسان حالهم كما لسان كل مواطن على أرض هذا الكيان: لن تفرقنا الطائفية، ولن يشتتنا الإرهاب، وسنبقى لحمة واحدة، وسيكون هناك ألف حيدر يفدون وطنهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org