"مكة المكرمة" صوتنا إلى العالم

"مكة المكرمة" صوتنا إلى العالم
ترجّل معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة من منصبه وزيراً للثقافة والإعلام بناء على طلبه، بعد عطاء متميز وخدمة مشرفة، قدم خلالها للإعلام السعودي الكثير من الإنجازات، واستطاع بتواضعه ودماثة خلقه وثقته بالناس فتح مجالات للعمل عبر تحويل الهيئات، ودعم الثقافة والأندية الأدبية، وتشريع الصحافة الإلكترونية، والتواصل مع المثقفين، وحضور المناسبات المختلفة.
 
وفي المقابل، هناك من أمضى سنوات طويلة في مناصب إعلامية، لا يهمهم إلا التمسك بالمنصب، والوقوف أمام الأفكار الجيدة، ومحاربة الناجحين.. ولو بحثت عن بصمة إيجابية لهم لما وجدت.
 
وكان من إنجاز الدكتور "خوجة" تطوير صحيفة "الندوة"، وإعادة إصدارها باسم صحيفة "مكة المكرمة"؛ فخرجت لنا صحيفة بها جهد إعلامي جيد، تخدم منطقة مكة المكرمة، وتقدم عملاً صحفياً لجميع مناطق السعودية، إلا أن هذه الصحيفة لا تختلف في تبويبها وموضوعاتها عن أي صحيفة أخرى، رغم أنها تحمل اسم مكة المكرمة، أقدس بقعة ومهوى أفئدة المسلمين، بل مماثلة تقريباً لصحيفتَيْ الشرق والوطن.
 
وهنا أقدم مقترحاً، يمكن أن يطلق صحيفة مكة المكرمة بشكل مختلف؛ يحقق لها النجاح والتميز، وهو مقترح أقدمه لمعالي وزير الحج ووزير الثقافة والإعلام المكلف الدكتور المتميز بندر بن محمد حجار، ولسعادة الشيخ صالح عبدالله كامل رئيس مجلس إدارة صحيفة مكة المكرمة، وذلك في النقاط الآتية:
 
أولاً: تكون الصحيفة صحيفة دولية إسلامية، وتتخلص تماماً من المحلية، وتكون موضوعاتها وتحقيقاتها وكتّابها وتقاريرها شاملة للعالم الإسلامي، بحيث تتعرض للقضايا العامة لدول إندونيسيا وماليزيا والباكستان ومصر وتركيا وإيران والمغرب والجزائر، وغيرها من دول العالمين العربي والإسلامي، شاملاً ذلك الاقتصاد والسياحة والمعمار والقضايا الدينية والصحية والعلمية والأكاديمية والاجتماعية والثقافية والرياضية، مع استقطاب أشهر الكتّاب في تلك الدول.
 
ولا أعتقد أن مكافآت الكتّاب ستكون كثيرة. مع التركيز على القضايا الشاملة التي توحد المسلمين، وتقرب مواقفهم.
 
ثانياً: التركيز على توزيعها في مكة المكرمة والمدينة المنورة للحجاج والمعتمرين والزوار، وكذلك للمقيمين في السعودية، مع طبعات متزامنة في عواصم الدول المسلمة والدول التي تعيش فيها جالية مسلمة، مثل بريطانيا وألمانيا وكندا، وغيرها من الدول، وتكون الصحيفة باللغتين العربية والإنجليزية، أو بإصدارين بنفس المواد والموضوعات باللغتين العربية والإنجليزية.
 
ثالثاً: الحرص على أن تكون إعلاماً سعودياً بطريقة غير مباشرة؛ لأنه سيتيح وصول الرؤية السعودية إلى كل مكان، ولكن بأسلوب غير مباشر؛ حتى لا ينفر الناس منها، وتكون نسبة المادة السعودية مماثلة لكل دولة حسب الأهمية، مع التركيز على المشروعات في المشاعر المقدسة وإمداد المسلمين بالمعلومات التي يحتاجون إليها عن مدن العالم الإسلامي بشكل عام، ومكة المكرمة والمدينة المنورة بشكل خاص.
 
رابعاً: أن يكون لها فرق تسويق للإعلانات عن السلع والبضائع ومنتجات العالم الإسلامي وعن المواقع السياحية والأنشطة الاقتصادية والتجارية والصناعية.
 
خامساً: إن الاسم العظيم الذي تحمله الصحيفة يتطلب دعماً مادياً من وزارة الإعلام السعودية ومن رابطة العالم الإسلامي ومن منظمة التعاون الإسلامي؛ حتى تنجح الصحيفة، وتنتشر في كل أنحاء العالم، وأن يكون لها نسخة إلكترونية قوية، تصل للعالم، وأن تكون للصحيفة حضور وتنوع في المسابقات الترويجية والتحقيقات الصحفية، وأن تستقطب خبرات صحفية متميزة من جميع أنحاء العالم الإسلامي؛ لتكون قوية في طرحها وأسلوبها.
 
أتمنى أن يُدرس هذا الاقتراح، وتكون صحيفة مكة المكرمة صحيفة عالمية، نجدها في المطارات وداخل الطائرات ومكتبات العالم الإسلامي والمراكز التجارية الكبيرة والصغيرة.. وإذا ما تحققت هذه الفكرة فكل ما أطلبه هو الدعاء لتكون وسيلة دعوية، تنشر الإسلام، وتصل برسالته إلى جميع أنحاء العالم، بحول الله وقوته.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org