عزاؤنا أن سلمان خليفة عبدالله!

عزاؤنا أن سلمان خليفة عبدالله!
ذرفنا الدموع كباراً وصغاراً لوفاة والدنا وقائدنا عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عنا خير الجزاء -؛ فقد تجمعت فيه صفات القائد القوي والأب العطوف، أحب شعبه فأحبوه، وارتبط بهم ارتباطاً وثيقاً؛ فكان نعم القائد، حتى وهو في شدة مرضه كان همه مصالح الأمة الإسلامية والعربية؛ فكم قاد من مبادرات قبل رحيله، أدت إلى لَمّ شمل الأمة، وأعادت الوحدة العربية، بعد أن كادت تعصف بها المحن. ولا أدل على ذلك من ترتيب البيت الخليجي، وإعادته إلى وضعه الطبيعي بعد أن كان الشامتون ينتظرون انفجار القنبلة التي حاولوا زرعها بين أبناء الخليج، ثم سعى إلى حل بعض الخلافات بين قادة العرب، وكأنه كان يعلم أنه سيفارق الحياة؛ فعمل على جمع الصفوف وتوحيد الكلمة.
 
لن أسهب في الحديث عن الإنجازات الكبيرة التي تحققت في عهده؛ فالواقع الذي نعيشه خير شاهد على ما قدمه للوطن وللمواطن من مشاريع ستبقى تحمل اسم عبد الله بن عبد العزيز، خاصة ما تم إنجازه من توسعات للحرمين الشريفين، وافتتاح 27 جامعة؛ لتغطي جميع مناطق السعودية، وافتتاح العديد من الطرق، وإنشاء قطار المشاعر، واعتماد قطار الحرمين الذي أُنجزت أجزاء كبيرة منه.
 
وقد رُصدت في عهده أكبر ميزانية في تاريخ السعودية، ومعها تم مضاعفة الأصول الاحتياطية؛ فقد وصلت إلى نسبة 368 % مقارنة مع عام 2005م، وتم خفض الدَّين العام لتصبح السعودية أقل دول العالم في نسبة الدَّين العام، وهذا ما أكده صندوق النقد الدولي، وغير ذلك مما تحقق في عهده - غفر الله له، وجعل ذلك في موازين حسناته -.
 
واليوم ونحن نبايع والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملكاً شرعياً للبلاد فإنما نبايع قائداً تشرب فنون القيادة من عهد والده - المغفور له بإذن الله - الملك عبد العزيز، مروراً بالملوك من إخوانه - رحمهم الله - فهو ليس بجديد على الحكم، وسيكون - بإذن الله - خير خلف لخير سلف.
 
لقد انبهر العالم بسلاسة وهدوء انتقال السلطة في وطننا، وأصبحت حديث الساسة والمثقفين في العالم بأسره، إضافة إلى شعور المواطنين بالراحة والطمأنينة، وأكسبهم ذلك مزيداً من الثقة في قادتهم، وأنهم في أيادٍ أمينة.
 
حفظ الله قائدنا خادم الحرمين الشريفين، وحفظ ولي عهده الأمين وولي ولي عهده، وحفظ لوطننا أمنه واستقراره.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org