ذرفنا الدموع كباراً وصغاراً لوفاة والدنا وقائدنا عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عنا خير الجزاء -؛ فقد تجمعت فيه صفات القائد القوي والأب العطوف، أحب شعبه فأحبوه، وارتبط بهم ارتباطاً وثيقاً؛ فكان نعم القائد، حتى وهو في شدة مرضه كان همه مصالح الأمة الإسلامية والعربية؛ فكم قاد من مبادرات قبل رحيله، أدت إلى لَمّ شمل الأمة، وأعادت الوحدة العربية، بعد أن كادت تعصف بها المحن. ولا أدل على ذلك من ترتيب البيت الخليجي، وإعادته إلى وضعه الطبيعي بعد أن كان الشامتون ينتظرون انفجار القنبلة التي حاولوا زرعها بين أبناء الخليج، ثم سعى إلى حل بعض الخلافات بين قادة العرب، وكأنه كان يعلم أنه سيفارق الحياة؛ فعمل على جمع الصفوف وتوحيد الكلمة.