"المُعَلِّمُون": حُقُوْقُنَا.. قَبْل "بَصْمَتِكُم"..!!

"المُعَلِّمُون": حُقُوْقُنَا.. قَبْل "بَصْمَتِكُم"..!!
كتبت عن التعليم مقالات كثيرة، كان آخرها إبان إسناد حقيبة التعليم للأمير خالد الفيصل، وكان المقال بعنوان "ملفات ساخنة تنتظر وزير التربية". وتطرقت في هذا المقال لملفات عدة، كملف المعلمين وحقوقهم، والمناهج، والطلاب، والبيئة التعليمية.
 
وقد أوضحت في المقال أن المعلمين ينتظرون الكثير من سمو الوزير، وقد استبشروا خيراً بقدومه؛ لما يسمعون من سيرته، وحنكته، وحكمته.
 
ولكنني اليوم بعد إقرار "البصمة" في وزارة التربية، حتى وإن كان على مراحل ثلاث، أصبحتُ أسمع نغمة تذمر وتضجر من كثير من المعلمين من قرارات وزارتهم. ففي الوقت الذي كانوا يتأملون فيه أن يسمعوا شيئاً عن حقوقهم التي ينتظرونها بشغف كبير، من درجات مستحقة، وتأمين طبي أو مستشفيات خاصة بهم، ورتب المعلمين، وكادر الإدارة التربوية، ونقل،...،...،... يُصعقون بتصريح "التهديد" الخاص بالغياب.. وبعد محاولات الإفاقة من آثار تلك الصدمة، ومواساة أنفسهم بأن وزارتنا تحاول فرض الانضباط في أروقتها، وبث روح الجدية في جنباتها.. تأتيهم صدمة "البصمة".. التي بددت آمال الكثيرين منهم، وأحبطت أكثر، وجعلتهم يتذكرون قول الشاعر، ولكن بشيء من التصرف..
 
(مَنْ لَمْ يُحْبطْ "بِالبَصْمَةِ" أُحْبِطَ بِغِيْرِهَا *** تَعَدَّدَتِ "البَصْمَاتُ" والِإحْبَاطُ وَاحِدُ).
وأيضاً.. أثارت امتعاض الكثيرين، وحركت غضب أكثر؛ وليس ذلك خوفاً من نظام البصمة - كما يروج له البعض- فهم لم يتذمروا من نظام البصمة كنظام، ولم يحبطهم فرضها عليهم، ولم يرَها الكثير منهم على أنها قيود تكبلهم، ولكن غضبهم من طريقة وزارتهم في التعامل مع قضاياهم؛ ففي الوقت الذي ينتظرون منها الالتفات لحقوقهم وإعطاءهم إياها، في الوقت الذي كانوا يؤملون النفوس بالدرجات المستحقة.. بالتأمين.. برتب المعلمين.. بكادر الإدارة.. بتخفيف نصاب معلمي الثانوي على الأقل..بـ.. بـ.. يصدمون بنظام البصمة، وهذا ما جعل الكثير منهم يصاب بإحباط شديد، وخيبة أمل كبيرة، ويهمهمون: أعطونا حقوقنا، وافرضوا ما تريدون. وجعل البعض الآخر يردد: "حقوقنا قبل.. بصمتكم".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org