في خطبة الجمعة.. "الحذيفي" يدعو إلى المداومة على الاستقامة

نصف مليون أدوا أول صلاة للجمعة بالمسجد النبوي عقب رمضان
في خطبة الجمعة.. "الحذيفي" يدعو إلى المداومة على الاستقامة
واس- المدينة المنورة: قال إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ علي الحذيفي، في خطبة الجمعة اليوم: إن صحائف الشهر المبارك قد انطوت بما فيها ولن يعود يوم مضى، إلى يوم القيامة، مشيراً إلى أن من وفقه الله فيه فليحمد الله على الطاعات والبعد عن المحرمات، وليداوم على الاستقامة.
 
وفي حديثه عن انقضاء شهر رمضان وأحوال العباد من بعده، قال الشيخ "الحذيفي": "الاستقامة أعظم كرامة من داوم عليها حفظه الله من المهلكات وسبق في الآخرة إلى الجنات، بدليل قول الله تعالى: (إِن َّالَّذِينَ قَالوا رَبنَا اللَّه ثمَّ اسْتَقَاموا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا همْ يَحْزَنونَ* أولَئِكَ أَصْحَاب الْجَنَّة خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانوا يَعْمَلونَ).
 
وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي: "الاستقامة تتضمن أبواب الدين كلها ويدخل فيها كل أمر ونهي؛ فهي تشمل جميع الطاعات ومجانبة كل المحرمات، ولما سأل سفيان ابن عبدالله عن وصية جامعة وقول يجمع له الدين قال عليه السلام: "قل آمنت بالله ثم استقم".
 
وأردف: لعظم مكانة الاستقامة أمر الله عز وجل بها رسوله عليه الصلاة والسلام شكراً على نعمة النبوة وسنة يقتدي بها أتباعه عليه السلام قال تعالى (فَاسْتَقِمْ كَمَا أمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّه بِمَا تَعْمَلونَ بَصِيرٌ).
 
وقال الشيخ "الحذيفي": "الله تعالى قد أمر بالمحافظة على العمل الصالح بقوله تعالى (وَاعْبدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين) وإن أفضل أحوال العبد الاستقامة حيث يتبع الحسنة الحسنة ويبعد عن السيئات وهذه درجة السابقين بالخيرات وأوسط أحوال العبد أن يتبع السيئة الحسنة بالتوبة وبما يكفر الذنوب من العمل الصالح أما أسوأ أحوال العبد الانقطاع عن الأعمال الصالحة وفعل المحرمات".
 
وأضاف: "عدونا إبليس كان في شهر رمضان مع مردة الشياطين مأسورين ولم يتمكنوا فيه أن يصلوا إلى ما يريدون، فعلى المسلمين ردهم مدحورين خاسرين بالتوكل على الله وتوحيده والدوام على عبادته والاستكثار من الخير وعدم احتقار الذنب مهما صغر وعدم الغرور بالأمل ولا التعويل على فسحة الأجل".
 
وأردف: "كما مضى رمضان وما قبله من أيام ستمضي الشهور والأعوام؛ فاسعوا إلى الجنة سعيها تدخلوا الجنة دار السلام".
 
وقد أدى اليوم أكثر من نصف مليون مصل صلاة الجمعة بالمسجد النبوي، بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، في ظل منظومة متكاملة من الخطط الأمنية والخدمات، حيث شهد مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام منذ الساعات الأولى من هذا اليوم توافد المصلين للمسجد الذي امتلأت أروقته وأدواره وساحاته والسطوح بالمصلين.
 
وأشرف أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز على الخدمات التي تقدمها الجهات المعنية والرعاية الشاملة التي وفرتها أجهزة الدولة في مختلف المجالات بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد، حيث جندت كل القطاعات المعنية بخدمة قاصدي المسجد النبوي كل طاقاتها البشرية والآلية لتقديم أفضل الخدمات وتحقيق كل ما يمكن الزوار والمعتمرين من أداء شعائرهم بكل يسر وأمان وسهولة.
 
وسخرت شرطة المدينة المنورة جميع أجهزتها لخدمة المصلين وظهرت جهود رجال الأمن العام في مجال خدمة زوار المسجد النبوي حيث شكلت تلك الجهود سياجاً أمنياً منيعاً أساسه العمل الدؤوب والسهر على راحة الزوار ونتاجه النجاح الذي يتوافق مع تطلعات المسؤول عبر جميع أفرع إدارات الأمن العام بالمنطقة.
 
إلى ذلك هيأت وكالة الرئاسة لشؤون المسجد النبوي مرافق المسجد وتشغيل الخدمات فيه بداية من فتح الأبواب وحراستها ونظافة المسجد وأروقته وساحاته وتوفير السجاد والفرش ونظافته وتوفير ماء زمزم المبرد وتشغيل الإنارة والتكييف والعناية بالمصلين والزوار وتلبية احتياجاتهم في المسجد النبوي، وذلك من خلال تنظيم حركتهم دخولاً وخروجاً وتوفير عربات لذوي الاحتياجات الخاصة واستدعاء الإسعاف في الحالات الطارئة وحفظ المفقودات وإرشاد التائهين.
 
من ناحية ثانية؛ جندت إدارة مدير مرور المنطقة المدينة المنورة رجال المرور بكافة كوادرهم عبر تنظيم الحركة المرورية من وإلى المسجد النبوي الشريف ومنع الازدحام وفك الاختناقات المرورية والزحام وتنظيم حركة المشاة ومنع دخول السيارات الصغيرة للمنطقة المركزية وضبط المخالفين من السائقين حفاظاً على أرواح المصلين.
 
بدورها، قدمت أمانة المدينة المنورة خدماتها من خلال خطط متكاملة أعدتها تقوم على مضاعفة الخدمات في مجال صحة البيئة والأسواق وخاصة فيما يتعلق بالنظافة العامة والرقابة الصحية وتنظيم الأسواق على مدار الساعة حيث تم حشد جميع الطاقات البشرية والمادية وتجهيز المعدات والآليات وتسخير كافة الإمكانيات اللازمة لتقديم أعلى المستويات في الخدمة وذلك لراحة زوار طيبة الطيبة وساكنيها.
 
وفي مجال الصحة؛ حرصت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة على تحقيق أعلى مستوى من الأداء للخدمات الصحية للمصلين وزوار المسجد النبوي من خلال توفير منظومة متكاملة تشمل البرامج العلاجية والوقائية والإسعافية في المراكز الصحية الواقعة حول المسجد النبوي.
 
وضاعفت هيئة الهلال الأحمر السعودي بالمدينة المنورة من معدل خدماتها من خلال تنفيذ خطتها باستحداث مركز للإسناد البشري والآلي وزيادة فرق العناية من فرقتين إلى أربع فرق إسعافية وانتشار عربات الهلال الأحمر الميدانية وفرقها حول المسجد النبوي ريف حيث يعمل في كل عربة مسعفون مؤهلون تأهيلاً أكاديمياً يمكنهم من فحص الحالة وتقديم الخدمة الإسعافية المناسبة.
 
وقد تم تجهيز هذه العربات بأجهزة القياس الطبية لدرجة الحرارة والضغط والسكر وغيرها وطبيب يتواجد على مدار اليوم يقوم بالكشف وتشخيص الحالة ومن ثم علاجها في الموقع أو نقلها لأقرب مستشفى أو مركز صحي.
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org