"سد بيش".. هاجس أهالي جازان ما بين "زلازل" و"مياه ملوثة"

"الدفاع المدني" يُحذّر من المفيض ووزارة "المياه" تطمئن السكان
"سد بيش".. هاجس أهالي جازان ما بين "زلازل" و"مياه ملوثة"
فهد كاملي- سبق- جازان: يشكّل سد "وادي بيش" هاجساً مرعباً في نفوس أبناء جازان، تارة من ارتفاع منسوب المياه فيه في موسم الأمطار، وتارة من الزلازل التي شهدتها جازان مؤخراً، وآخرها من ضخ المياه التي يختزنها السد للسكان وهي غير صالحة للاستخدام الآدمي، وفقاً لبعض المصادر الطبية، وسط ما وصفه البعض بتناقض الأجهزة الحكومية، واجتهاداتها العشوائية في التعامل مع الأمطار وكوارث السيول، وتحلية المياه.
 
ويُعتبر سد بيش، ثاني أكبر سد بالمملكة؛ حيث إن الأمطار التي تحصل في عسير يرِد منها السيول إلى سد وادي بيش كميات كبيرة، وهذا السد يحتوي على مخزون كبير من المياه بمعدل 94 مليون متر مكعب، وبحيرة السد تمتد إلى مسافة 40 كيلو شرقاً.
 
ورصدت "سبق" مؤخراً في موسم الأمطار، مشارفة سد بيش على "المفيض"؛ مُهدداً بكارثة بشرية وطبيعية ستدمر، في حال وقوع ما حول السد من قرى وتجمعات سكانية؛ فيما تذمّر الأهالي من قرار وزارة المياه والكهرباء الذي يقتضي بإيقاف ضخ التحلية لمنطقة جازان كلياً، من المؤسسة العامة لتحلية المياه في مركز الشقيق بجازان، وتحويلها لمنطقة عسير؛ فيما حوّل ضخ مياه محطة التنقية لسد وادي بيش غير الصالح للاستخدام الآدمي؛ حيث إن إمكانية محطة تنقية سد وادي بيش على إيصال درجة أمان المياه لدرجة مرتفعة، مقارنة بمحطة تحلية الشقيق أمر مستبعد.
 
وعلمت "سبق" أن خبراء من محطة تحلية الشقيق توجهوا لسدّ وادي بيش لقياس مستوى صلاحية المياه، ووصلت نسبتها إلى درجة 1 بمقاييسهم المعينة؛ مؤكدين أن هذه النسبة غير صالحة للاستخدام الآدمي كلياً؛ خصوصاً بعد أن عثرت الجهات الأمنية على جثث كثيرة للآدميين في السد ويتم استخراجها؛ في حين أن جثث الحيوانات التي لا تستخرج تنتج بكتيريا وجراثيم لن تستطيع محطة التنقية علاجها؛ بحيث لا تتوفر فيها إمكانية إضافة الكلور، كما هي في محطة تحلية الشقيق ومواد أخرى كيميائية لتنظيفها، ولن تصل جودتها لما تصل إليه المحطة.
 
دراسات مختصين
وأجرت جامعة جازان -ممثلة في كلية الهندسة- عدداً من الدراسات لوضع سد وادي بيش؛ حيث أكد الأستاذ المساعد في الهندسة الإنشائية بكلية الهندسة بجامعة جازان الدكتور هشام شربيني، خلال محاضرته "المخاطر الزلزالية للمنشآت سابقة الصب"، خطورة استخدام خرسانات الصب الجاهزة في البناء بالمناطق الزلزالية؛ كونها غير مقاومة للزلازل والحرائق.
 
وأكد الدكتور ياسر عبدالله -المتخصص في هندسة المياه والهيدروليكية- عدم تأثر السدود الكبيرة بالزلازل، ونسبة تأثرها لا تتجاوز 6%؛ مستشهدا بالزلزال الذي حدث في الصين 2008م وكانت قوته 7. 9 على مقياس ريختر، وزلزال الهند 2010م بقوة 8. 8 على مقياس ريختر، وكلاهما لم يحدث فيهما أي انهيارات؛ مشيراً إلى أن من الأسباب التي تؤثر على سلامة السد وصولاً إلى انهياره: سوء كفاءة التصميم، وسوء الصيانة؛ مؤكداً أن سد وادي بيش هو من السدود الكبيرة التي قامت بها شركات متخصصة في هذا المجال.
 
وأضاف وكيل كلية الهندسة الدكتور جبريل خمج، أنه تم عقد عدد من المحاضرات المتعلقة بالمناطق الزلزالية، وتأتي في إطار التعاون بين الجامعة والدفاع المدني، وفرع وزارة المياه بالمنطقة؛ من أجل تقييم المنشآت المائية بجازان عموماً، ومنها سد وادي بيش بشكل خاص، والاستفادة من خبرات الجامعة العلمية الحديثة المبنية على دراسات وبحوث ميدانية تُعنى بهذا الشأن.
 
كما وافقت إدارة جامعة جازان على مقترح إنشاء وحدة نُظم المعلومات الجغرافية، بمعهد البحوث والخدمات الاستشارية بالجامعة.
 
الزلازل توصي بتفريغه
في ذات السياق تحدّث مدير عام المركز الوطني للزلازل بهيئة المساحة الجيولوجية المهندس هاني زهران، أنه أوصى احترازياً بتفريغ مياه سد وادي بيش؛ إذ إن كميات كبيرة وضخمة محتجزة خلف هذا السد، وأن وصول هزات إلى 6 درجات -لا سمح الله- سيكون تأثيرها على السد أكبر، وخصوصاً إذا كانت كمية المياه التي يحجزها كبيرة، واحتمالية أن تكون الهزات القادمة إذا كانت قريبة من السد ستشكل خطراً أكبر.
 
الدفاع المدني يُحَذّر ويستعدّ
وحذّرت المديرية العامة للدفاع المدني من وصول مياه السد للمفيض آنذاك، وأكدت المديرية أن السد من الناحية الإنشائية -حسب التقارير التي تصلها من اللجنة المُشكّلة والتي يرأسها أمير المنطقة- تفيد بأن السد سليم من الجهة الإنشائية؛ ولكن المياه بالسد أوشكت على المفيض، والمفروض أن يتم تصريف المياه تحسّباً لأي طارئ؛ فيما خضع أكثر من 50 ضابطاً للتدريب على كيفية التعامل مع الزلازل، وهندسة الزلازل والتصاميم الهندسية.
 
 
وزارة المياه تطمئن الأهالي
من جانب آخر أكد الناطق الإعلامي بالمديرية العامة للمياه بمنطقة جازان علاء خرد، في تصريحات صحفية، أن سد بيش صُمّم ليستقبل كميات كبيرة من مياه الوديان التي قامت بتنفيذه وزارة المياه والكهرباء، بحسب مواصفات عالمية وليس هناك أي خوف منه.
 
وأضاف "الخرد" أن المديرية العامة للمياه بمنطقة جازان تقوم بصيانة سد بيش بحسب جداول الصيانة والتي تكون بشكل مستمر من قِبَل مقاول التشغيل والصيانة لسد بيش، بالإضافة إلى متابعة وزير المياه والكهرباء ومهندسي ومشرفي المديرية.
 
 
 
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org