"خلي بالك" من تعليم البنات..!!

"خلي بالك" من تعليم البنات..!!
يبدو أن بعض التربويات من منسوبات المدارس، حتى بعد دمجهن في إدارة واحدة "بنين/ بنات"، لم يستوعبن بعد أنهن أصبحن تابعات لوزارة التربية والتعليم، بعدما مكثن ردحاً من الزمن تحت عباءة "الرئاسة العامة لتعليم البنات"؛ فمنذ أن تم ضم تعليم البنات في عام 1423هـ، بعد حريق متوسطة البنات الشهير، إلى وزارة التربية والتعليم ونحن نسمع بقصص وحكايات، تثبت لنا عدم انسجامهن بعد في خط واحد، و"رتم" واحد، وهدف واحد مع "تعليم البنين" تحت مظلة التربية والتعليم!
 
وأكبر دليل على عدم اندماجهن مع تعليم البنين هو عدم تقيُّد بعض مديرات المدارس بتعاميم التربية، أو حتى إدارات التربية؛ فكثيراً ما نسمع ونرى ونقرأ عن حالات كثيرة، تثبت لنا عدم صلاحية بعضهن كي تقود مدرسة، هدفها الأول التربية قبل العِلم، كما هو اسم وزارتها (وزارة التربية والتعليم)، الذي يبدو أنهن نسينه أو تناسينه.. فهذه تريد أن تتميز مدرستها، وتقوم بالضغط على منسوبات المدرسة من مُعلمات وإداريات بأعمال وتكليفات حتى في إجازة الأسبوع!! الأمر الذي جعل بعضهن يكرهن عملهن، ويُفكرن بالاستقالة، ونسين هُنَّ ومن على شاكلتِهن من الإداريين، إن وُجد وهم قِلة؛ لأنهم سيجدون من يتصدى لهم من المعلمين والإداريين لو تم تكليفهم بما لا يُطيقون!! وغالباً تجد من تلك حالِهن من المديرات يشتكين من الضغط والسُّكر.. إلخ. فلِمَ تجهدين نفسك ومن حولك إذن؟!
 
الإدارة هي فَنْ وذُوق وأخلاق، فن في التعامل مع من معك كفريق واحد، يُجير العمل للجميع لو نجحوا، ويُلام الجميع حينما يتأخرون ولا يُحققون النجاح المطلوب. وهي ذوق وأخلاق في التعامل حينما تقوم بتعديل السلوك من سَلبي إلى إيجابي، ليس فقط على الطلاب والطالبات، بل حتى مع المعلمين والمعلمات والإداريين والإداريات؛ فهم بشر؛ لديهم ظروف وآلام ومآسٍ.. فكم من مدير أو مديرة واعية نجحوا في مساعدة من تحت إداراتهم، وأخذوا بأيديهم لبر الأمان.
 
إدارات التعليم تُريد تربية وتعليماً بالقدوة والسلوك، لا بالبهرجة وتزيين الفصول، وتكليف أولياء الأمور بما لا يستطيعون من مبالغ (هناك تعاميم من مسؤولي التربية تُشدد على منع أخذ رسوم مهما كانت حتى لو ريال واحد من الطلاب أو الطالبات ولا بتكليفهم بتكاليف مُرهقة). تعليم البنين مُلتزم بذلك في الغالب، بينما تعليم البنات ضرب بتلك التعاميم وغيرها عرض الحائط، كالعادة، لا جديد!! 
يُحدثني أحد تجار الجُملة في "القرطاسية"، ويقول: "لولا مدارس البنات لأغلقنا محالنا من زمان!!". فقلت له: "والطلاب ألا تكسبون منهم؟!". فقال: "استفادة بسيطة لا تُذكر، ولو كان تعليم البنات مثلهم لأغلقنا محالنا!!". وهذا يُبين لنا بجلاء تلك التكاليف التي ترهق كواهل أولياء الأمور من طلبات، في تزيين الفصول ومُجسمات وطلبات لا تنتهي.. ولا يكتفين بما سبق، بل تجد كثيراً من مدارس البنات، في مكة خاصة - ولو أراد مسؤولو تعليم البنات لذكرتها بالاسم!! ـ يُفرقون بين البنات في التعامل، فمن لديها ابنة أو أكثر من المعلمات تقوم المعلمات بحملهن على كفوف الراحة من حيث عدم تكليفهن بـ"ملفات الإنجاز"، التي تثقل كواهل الأمهات، ويخصصهن بالثناء، وبهدايا أثمن.. بينما بقية الطالبات، ممن أمهاتهن لسن مُعلمات أو إداريات بالمدرسة، فمصيرهن التهميش حتى لو كانت الأولى على الفصل. فهل هذا تعليم أم مُحاباة؟!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org