ذوبان الطبقة المتوسطة كارثة سياسية واقتصادية واجتماعية عندما تحل بأي بلد، وهي عبارة يعرف أهميتها من يتابع كبار المحللين الاقتصاديين في أمريكا؛ وذلك أن (الطبقة المتوسطة) في كل مجتمع هي الترمومتر الحقيقي لنماء واستقرار ذلك المجتمع، ومجرد اختلال الميزان لهذه الطبقة وتراجعها لخط الفقر - تماماً كما يحصل في السعودية - فإن هذا هو النذير العريان، وسيؤدي بكل تأكيد لانفلات أمني، وسرقات، ونهب، وتحوُّل البلد لنسخة أخرى من بعض دول أمريكا الجنوبية، حيث غنى فاحش لطبقة مترفة، لا تتجاوز ١٪، وفقر مدقع للأغلبية الساحقة. ولهذا تجد -مثلاً- الرئيس الأمريكي أوباما يركز في كل خططه الاقتصادية - كما في خطابه الأخير أمام الكونجرس - على مركزية الطبقة المتوسطة في كل مشاريعه وقراراته؛ وذلك أنها صمام الأمان للمجتمع الأمريكي، وهي القوة المحركة له.