محمد حضاض- سبق- جدة: دون ترتيب سابق تحدث بعفوية مدفوعاً بسعادة انتبه لها على وجه ولي ولي العهد، فاسترسل مباركاً ومبايعاً ومعبراً عن دفعة كاملة من حماة الوطن.. ذلك كان حال الملازم عساف بن محمد الشمري أول دفعة كلية الملك فهد البحرية بالجبيل خلال تكريمه من ولي ولي العهد يوم حفل التخرج.
وكشف لـ"سبق" أول دفعة كلية الملك فهد البحرية بالجبيل تفاصيل النقاش الذي دار بينه وبين سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، خلال تسلمه هدية تفوقه في حفل تخريج الطلبة بالمنطقة الشرقية أول أمس.
سعادة الأمير
وقال الملازم عساف بن محمد الشمري، والذي مثّل الطلبة المتخرجين باعتباره رقيب أول الكلية، إنه تحدث دون ترتيب سابق بعد أن لفت انتباهه سعادة سمو وزير الدفاع بتخرج دفعة جديدة من الضباط الذين دفع بهم إلى أرض الميدان للذود عن حياض الوطن.
وقال "الشمري": "الأمير محمد بن سلمان يمثل قدوة رائعة لمختلف شباب الوطن، فما أنجزه خلال فترة قصيرة يؤكد شجاعته وإقدامه".
الصعود للمنصة
ويضيف: "عندما تم نداء اسمي للصعود للمنصة واستلام الجائزة من يدي راعي الحفل، وقفت أمامه، وبعد أن حييته قلت له: نبارك لك ونبارك لأنفسنا اختيارك ولياً لولي العهد، وكنت أتمنى أن أكون أول رقيب أول كلية يحظى بشرف لقائك، ومن حظّي أنني التقيتك اليوم، وأردت أن أقول لك نيابة عن كل الزملاء في الكلية إننا نبايعك على السمع والطاعة. وردّ سموه بالشكر والتقدير، وأعرب عن فخره بوجودي ووجود زملائي في موقع مهم لوزارة الدفاع".
تكريم التفوق
وكان الملازم عساف الشمري قد تلقى تكريماً من سمو وزير الدفاع؛ نظير تفوقه العلمي والعسكري خلال الثلاث سنوات الماضية، والتي نجح خلالها في تولي مهام "رقيب أول الكلية"، وهي المهمة التي تمنح وفق بروتوكولات الكليات العسكرية للطالب الأكثر تفوقاً وتعطيه الصلاحية لقيادة كل الطلاب طوال العام النهائي وحتى تسليم علم الكلية لرقيب أول العام الذي يليه.
ولم يكن التفوق العسكري مستغرباً من الملازم الشمري، حيث وُلد وسط أسرة خدمت وطنها لسنوات طوال داخل السلك العسكري، فوالده العقيد البحري المتقاعد محمد بن عقيل الشمري عمل لفترة تصل لـ ٣٦ عاماً متنقلاً بين القوات البرية والبحرية، وشقيقه "سالم" يعمل رائداً في القوات المسلحة بالرياض، وشقيقه الآخر "طراد" ملازم أول في قوات حرس الحدود.
مصاعب الدراسة
"الشمري" الذي تحدث عن قصة نجاحه في الكلية منذ انضمامه قبل ثلاثة أعوام بتشجيع كبير من والده، وصف بداياته بالصعبة جداً، وقال: "تحتاج الدراسة في الكلية إلى إلمام كبير باللغة الإنجليزية، ومنذ اليوم الأول أبلغونا بأن من يفشل في اجتياز اختبار اللغة ٣ مرات متتالية سيُطرد من الكلية، ولذلك ركزت بشدة على الاستذكار لدرجة أننا نخرج عند الظهر مجهدين من اليوم الدراسي، ويتسابق زملائي للنوم خلال القيلولة، في حين كنت أنشغل بحفظ الكلمات الإنجليزية حتى نجحت ولله الحمد في اجتياز العام الأول بنسبة بلغت ٩٦% وهي نسبة عالية ولله الحمد".
ويواصل: "في العام التالي وضعت نصب عيني الوصول لموقع رقيب أول الكلية، وحاولت قدر الإمكان إتقان كل الأعمال الفنية والعسكرية، واستفدت كثيراً من معلمي الأول الملازم عبدالرحمن أبوفيه، والذي أتقنت معه كل الفنون العسكرية، حتى تم اختياري ولله الحمد رقيب أول الكلية في العام النهائي".
واقعة المحيط
ويتذكر "الشمري" رحلته التدريبية العام الماضي في المحيط الأطلسي، عندما أبحروا من مدينة برست الفرنسية حتى العاصمة البرتغالية لشبونة، حيث تم دمج عدد من الطلبة داخل السفينة، وفوجئ حينها بانشغال القبطان الفرنسي بجواله عند اقترابهم من الشواطئ البرتغالية، وعدم تطبيقه لنظام الطرق البحرية بعد التقائه بسفينة أخرى، لولا أنه نبّهه لذلك، ونال شكره وثناءه.