"الهويمل": الاحتفال باليوم الوطني لا يكون بالغوغائية والرقص

قال: لم أجد كلمة "البر بالسعودية" في صحافتنا المحلية
"الهويمل": الاحتفال باليوم الوطني لا يكون بالغوغائية والرقص
تم النشر في
عبدالحكيم شار- سبق- الرياض: رأي الكاتب والأديب محمد عبدالله الهويمل، أن "الانتماء للوطن قَدَر، فأنت في اليوم الوطني تحتفل بقَدَرِكْ"، مشيراً إلى أن "التنمية تقوم في مجتمع مطمئن غير متوتر، والبلدان التي تفتعل الخصوم والخونة والصراعات والنزاعات لا يمكن أن تقوم فيها تنمية"، لافتاً إلى أن كلمة "بلادي فطرية شرعية، فالعلماء يصفون الوطن بكلمتين: البلاد والعباد"، وتساءل المحاضر الهويمل: "هل السعودية وطن أم بلد أم ديرة؟"، مجيباً بأنها "خليط من تلك الثلاث، لكن الوطنية الثورية ترفض أن تكون السعودية ديرة وبلداً.
 
جاء ذلك في محاضرة للهويمل في "منتدى الجمعة" بحي الرائد في الرياض.
 
وأقسم "الهويمل": والله ما أجد هذه الكلمة في الصحافة أبداً "البر بالسعودية" البر بالوطن. وأردف: صحيح أن هذه اللفظة مصطلح قرآني وشرعي، لكن فلنستخدمها لأن الوطن لا يريد منك إلا ما يريده والداك.
 
وخاطب الذين يحتفلون باليوم الوطني ويثيرون غوغائية: ماذا يريد هؤلاء؟ أنا أقول لنفسي هؤلاء يحتفلون بانتصار، فتقنية الاحتفال باليوم الوطني هي نفسها تقنية الاحتفال بفوز المنتخب! التجمع والأعلام والصراخ ورفع الأغاني في الشوارع ويرقصون على أغان غزلية وليست وطنية! فهذه هي "لَبْرلَتْ" الوطنية، فلا تبحث عن وعي عندئذ.
 
ودعا الهويمل لقراءة الصحافة الثورية التي تجعل الأعداء هم أكثرية الشعب، على حد وصفه. وقال في ثاني أمسيات "منتدى الجمعة الثقافي" الفكرية لهذا العام والتي أقيمت الجمعة الماضية، وأدار حوارها أسعد بن محمد رشيد: كثير من كتاب الليبرالية يفرحون -علي حد تعبيره - بحالة الانفلات وكأنه كسر للوقار السلفي الذي أعطى طابع الهدوء للمجتمع السعودي، ولكي نجرح كبرياء السلفية فلنطرح هذه الغوغائية.
 
ولاحظ الكاتب الهويمل أن من أخطاء الثورية الليبرالية خلو مفردة "السعودية" من أعمدة وزوايا كتاب الصحافة اليومية والأسبوعية وهم يتحدثون عن اليوم الوطني، وستجد بديلاً لها كلمة "الوطن" وقارن ذلك باحتفالات الكويت ومصر مثلاً باليوم الوطني، حيث ستجد في الإعلام والصحافة مفردة "الكويت ومصر" أكثر من الوطن! أما في صحافتنا فستجد –بحسب رأيه– مفردة الوطن أكثر من السعودية! مرجعاً ذلك إلى أن الوطنية لديهم وطنية ثورية وليست وطنية فطرية. وأقسم: والله لو كانت الوطنية لديهم فطرية لصعدت "السعودية" وقلّت كلمة الوطن، لأن السعودية ظهرت وازدهرت مع تأسيس الدولة، والرياض عاصمة السعودية والشعب سعودي والتنمية سعودية.
 
وأضاف: الوطنية الثورية تتصادم مع النص السياسي، مشيراً إلى أن خطب الملك فهد يرحمه الله كانت تمتلئ بالأممية والوطنية، ولم يجد أي مشكلة في التوفيق بين أن يكون أممياً ووطنياً، وذلك علي النقيض من الثوريين، لافتاً إلى أن المملكة اليوم محاصرة بالأعداء من الشمال والجنوب، ويفترض أن الوطنية الثورية تكف عن التعبير عن نفسها على الأقل الآن، لأن من يحاصروننا الآن من الشمال والجنوب هم عقائديون.
 
 وأضاف: الوطنية القريبة من الإسلام والمعبرة عنه هي التي سترفع من معنويات شعب ومقاتلين. وأقول: إذا أقبل الخوارج إلى النّهْروان فليس لهم إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فتش عن ابن أبي طالب، هزمهم وأبادهم ولم يبق منهم إلا أربعة، وانظر لشروط انتصار هذا الرجل، ستجد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يمتلك ديناً فطرياً ووطنية فطرية. فالوطنية الثورية لن تحسم المعركة مع تنظيم داعش ولا مع غيره وهذه نصيحة أوجهها لولاة الأمر وللإعلام والمثقفين.
 
وفرّق "الهويمل" بين مفردتيْ الولاء والوطنية، باعتبارهما ليسا مفهوماً واحداً، وقال: في تصوري أن الوطنية قيمة، والولاء إجراء، بمعني أنك لن تكون وطنياً إلا أن تكون سعودياً مثلاً، لكن ممكن واحد يكون موالياً وليس له علاقة بالسعودية ولا يحمل الجنسية السعودية، ولاء للنظام السياسي وللعلماء وللسلفية ولثقافة المحافظة فكل وطني لا بد أن يكون موالياً وليس كل موالٍ لا بد أن يكون وطنياً.
 
وقد شهدت المحاضرة عدة مداخلات أثرت الحوار لكل من الشيخ عبدالله الراشد، الدكتور سعيد باسماعيل، المهندس جميل العمير، حمود عودة الشمري، ماجد الخزيم، والمهندس فهد شلبي. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org