سوداني يغادر قرية شرق الليث طفلاً ويعود لها بعد 20 عاماً مهندساً

سوداني يغادر قرية شرق الليث طفلاً ويعود لها بعد 20 عاماً مهندساً

قال: تركت مؤسستي الخاصة وعدت شوقاً لأرض الحرمين الشريفين
تم النشر في
عوض الفهمي- سبق- الليث: لم يدر يوماً في خلد أحد من أبناء قرية جدم 75 كلم شرق محافظة الليث أن ذلك الطفل الصغير محمد الطاهر سالم عجب الحبيب سيعود لها يوماً من الأيام بعد غياب دام عشرين عاماً، إلا أن المثل العربي الذي يقول (مصير الحي يتلاقى ) تحقق أخيراً.
 
 حيث فوجئ سكان مركز جدم بعودته وهو يحمل أعلى الدرجات العلمية، بعد أن قاده الشوق والحنين لديار الحرمين الشريفين.
 
السيد ( محمد الطاهر 32 عاماً ) قال في حديثه لـ "سبق": غادرت مركز جدم شرق الليث عام 1416هـ وعمري آنذاك 12 عاماً، بعد أن أصر والدي الذي كان يعمل معلماً بها العودة إلى موطنه السودان.
 
 ويضيف: حينما غادرت تلك الديار أكملت تعليمي في السودان وتخرجت من الجامعة في تخصص الهندسة، لكنني لم أنس بلاد الحرمين ولم أنس أيام الطفولة التي قضيتها في المملكة وخاصة تلك الأيام الجميلة التي قضيتها في مركز جدم أيام طفولتي فكانت أمنيتي الوحيدة أن أرجع لبلاد الحرمين، خاصة حينما أتيحت لي الفرصة للعمل في إحدى المؤسسات الكبرى بالمملكة، حيث قبلت بها رغم قلت المرتب المتعاقد عليه مع المؤسسة، بالإضافة لتركي لعملي الناجح في السودان في المؤسسة التي أنشأتها مع أحد الزملاء، وكل ذلك من أجل العودة لأرض الحرمين وتحقيق أمنيتي بذلك.
 
وتابع: حيث قدمت للمملكة ووضعت لنفسي برنامجاً خاصاً لأتمكن من زيارة كل الأماكن التي تربيت فيها وأنا صغير فقد بدأت بزيارة مكة المكرمة والمسجد النبوي، بعدها توجهت لزيارة مركز جدم شرق محافظة الليث، حيث تربطني علاقة قوية جداً مع زملائي في الدراسة سابقاً، والذين لازالوا متواجدين هناك.
 
وأردف: فقد كنا زملاء في المدرسة وأصدقاء وجيران في القرية، وقد كنت ألعب معهم وكانوا بمثابة الأخوة لي فلم أتعامل يوماً على أنهم سعوديون وأنا سوداني، وهم أيضاً لم يشعروني بأني غريب عنهم، وهذا ما جعلني أذكرهم دوماً طيلة هذه السنين، فقد أحببتهم كما يحب الأخ أخاه وكنت أدعو ربي أن يجمعني بهم والحمد لله فقد استجاب ربي لدعائي، فقد تمكنت من لقاء أحدهم في مكة بعد أداء العمرة وكانت قصة عجيبة.
 
وبيّن: حيث إنه وبعد فراغي من أداء العمرة مررت بأحد أفراد شرطة الحرم وكان مكتوب على لوحة الاسم ( اسم القبيلة ) التي ينتمي لها أصدقائي في ذلك المركز البعيد، فجذبني فتذكرت فسألته عنهم فعرفهم فطلبت منه رقم هاتف أحدهم واتصلت به وكان يومها موجوداً في مكة المكرمة.
 
محمد طاهر أكد أن من أجمل الذكريات ذاك الوادي الذي يسمى ( وادي جدم )، "فقد كنا نلعب فيه الكرة في تلك الرمال البيضاء والماء يجري من حولنا والأشجار الخضراء، فقد كان هذا الوادي بمثابة الحديقة لنا في تلك الجبال الوعرة ولا أنسى تعلمي لقيادة السيارة بفضل هؤلاء الأصدقاء، كما أنني تعلمت هواية صيد العقارب التي لا زلت أخاف منها حتى الآن".
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org