الوطن الذي طالما تسابقت، تفاخرت، تنافست وتعاونت قطاعات الدولة كافة من أجل إسعاد مواطنيه، وتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم، وتوفير أسباب العيش الهانئ الكريم لهم، لا يرضى قادته الغيورون المخلصون بأن يأتي اليوم الذي يصبح السجال فيه بين أكثر من مسؤول وجهة حكومية، وقد احتدم فقط من أجل إثبات براءة من دم ابن الوطن! ومما يحل بالأفراد والعائلات من ويلات، سببها حوادث مرورية دامية ومأساوية، كالتي باتت تؤرق أهالي منطقة جازان، بعد أن سجَّلت الإحصاءات ارتفاعاً مرعباً لعدد وفيات وضحايا حوادث الطرق فيها! حتى أصبح السؤال عن مواعيد الصلاة على الموتى "ضحايا الحوادث" وعناوين مقار تقديم التعازي لذويهم سؤالاً تقليدياً نمطياً اعتيادياً ويومياً! بينما انشغلت الجهات المعنية بما يحدث بالتفتيش عن مبررات وذرائع لهدر الأرواح على الطرقات!