قراءة لـ"سبق": المملكة أكثر مَنْ تضرر مِن الإرهاب.. وهو صناعة غربية بشهادات دولية

شهادات دولية: الإرهاب صناعة غربية والهدف مخطط عالمي لتقسيم الدول العربية
قراءة لـ"سبق": المملكة أكثر مَنْ تضرر مِن الإرهاب.. وهو صناعة غربية بشهادات دولية
محمد عطيف- سبق: في واحد من أشهر الأفلام المتداولة عن تجارة السلاح "Lord Of War" يبرز أحد تجار السلاح، والذي يقوم بدوره النجم "نيكولاس كيدج"، قبل أن يتمكن أحد عملاء الإنتربول الدولي من اعتقاله بعد جهود كبيرة ليخضعه للتحقيق، غير أن تاجر السلاح يقول له: إن عليه أن يستمتع بالتحقيق معه لنصف ساعة؛ لأن هناك مسؤولاً كبيراً سيحضر ويعطي المحقق تهنئة قبل أن يفسح الطريق للتاجر الشهير بالمغادرة.
 
وفيما تعلو السخريةُ وجهَ المحقق، يضيف تاجر السلاح: "أنت لا تفهم حقيقة الأمر؛ بلدكم بحاجة لأمثالي، أنا لست مجرد تاجر وإلا كيف ستمول الحكومة عصابات السلاح والمنظمات الإرهابية وغيرها حول العالم؟ هم لا يستطيعون ذلك بشكل رسمي، لكن من خلالي وأمثالي، أنا أحصل على تسهيلات ليست متاحة لأحد. سياسة الرئيس تحتاج للطرق الخلفية لدعم جهات ضد من لا ينصت جيداً أو لأهداف أخرى".
وفعلاً خلال نصف ساعة غادر تاجر السلاح المكان في سيارة فاخرة!
 
عمليات سرية:
غير بعيد يقول الكاتب الأمريكي تتيري ميسان تحت عنوان: "الولايات المتحدة أكبر ممول عالمي للإرهاب": "كشف العديد من الكتاب الصحفيين إبان الحرب ضد السوفييت في أفغانستان، عن دور الولايات المتحدة المؤكد في تمويل الإرهاب الدولي، ومع ذلك، فقد ظلت هذه العمليات تجري حتى وقت قريب في إطار العمليات السرية التي لم تمولها واشنطن بشكل علني في أي يوم من الأيام، وصار الإرهاب، منذ وقتها فصاعداً، السياسة الرسمية المعلنة لـ"بلد الحريات".
ومنذ فترة قريبة نقلت صحيفة غربية عن 12 من أعضاء الكونجرس وعضوين من البرلمان الكندي وعضو من مجلس اللوردات البريطانى؛ مهاجمتهم للرئيس الأمريكي أوباما، واتهموه بأنه يدعم سياسات إرهابية في الشرق الأوسط، ووصفوه بالضعيف العاجز عن اتخاذ القرارات.
وهذا ليس إلا القليل عن النفاق الغربي نحو السلام العالمي وتسهيل وصناعة الإرهاب، ثم اتهام جهات بريئة به. وهو، كما يقول المحللون المنصفون، جزء من مشروع مخطط الشرق الأوسط الجديد.
 
وكما جاء في كلمة لصحيفة "وول ستريت جورنال" في عددها بتاريخ 13/6/2014، فإن الشرق العربي في طريقه إلى "سايس بيكو" جديد من خلال الأحداث في سوريا والعراق؛ وهو ما يعضده تقرير آخر لمجلة "تايم" في عددها بتاريخ 30/6/2014 أكد أن الاتجاه الجديد هو خلق خطة أكثر واقعية من المخطط السابق، وأن صناعة الإرهاب أحد أهم مقومات هذا المخطط.
 
صُنّاع الإرهاب:
لقد أكد خادم الحرمين الشريفين في خطابه الأخير أن من صنعوا الإرهاب هم أول من سيعانون منه، وقد سبق للغرب أن عانى من فعل يده عندما ارتدت عليه ويلاته وليس أبرز مثال من "القاعدة"، النفاق الغربي عموماً والذي يتسبب الآن في قتل آلاف الأبرياء في مختلف دول العالم لم يعد خافياً من يقف خلفه فعلياً وتخطيطاً وإدارة.
 
من جهته يؤكد رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي "ألكسي بوشكوف" أن الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية انتشار الإرهاب في الشرق الأوسط.
 
هذا فيما يقول البروفيسور الأمريكي كيفين باريت الأستاذ السابق في الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة فيسكانسن الأمريكية: "الإرهاب العالمي لا يمكن أن يواصل حياته دون دعم دولي. "القاعدة" وبن لادن هما صنيعة الأمريكان والصهاينة؛ لذلك فإن الإدارة الأمريكية، وبأمر من اللوبي الصهيوني، ما زالت حتى اليوم تدافع عن بعض الحركات الإرهابية وتصفها بالتحررية، وتدعم سراً تنظيم القاعدة بغية زعزعة أوضاع المنطقة".
 
"فوضى خلاّقة":
يقول رئيس تحرير صحيفة "الاقتصادية" سلمان الدوسري: "قبل 10 سنوات تقريباً بشرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس بفوضى خلاقة في الشرق الأوسط، ووصفتها بأنها ستنتج في النهاية وضعاً أفضل مما تعيشه المنطقة حالياً".
 
ويعلق "الدوسري": "يا ترى هل كانت تعي الولايات المتحدة الأمريكية أنها ستفتح الباب أمام قوى الإرهاب لتعيث فساداً في المنطقة؟ هل تعي الولايات المتحدة أنها ستكتوي بنار هذا الإرهاب مهما بعدت أرضها آلاف الأميال عن بلاد "الفوضى الخلاقة"؟.
 
وأكد: "القصة ليست جديدة، بدءاً من طالبان مروراً بالقتال في الشيشان والبوسنة والهرسك والعراق واليمن والصومال، وانتهاء في سورية ما بين "داعش" و"النصرة" وغيرهما من التنظيمات المتطرفة. كل القصة أن هناك من يزايد على المملكة في خدمة الإسلام، ما أقبحهم من مصلحين!".
 
لمصلحة من؟!:
هذا فيما يقول الكاتب مالك عبيد في مقال نشرته "الشرق الأوسط": "داعش اليوم لا تقاتل في سوريا فقط، أي على مسافة بعيدة من الحدود الخليجية، بل هي اليوم تحتل مناطق تمتد صحراؤها لغاية حدود السعودية؛ الأمر الذي يترجم حقيقة اللعب بورقة الإرهاب ضد منطقة الخليج برمتها".
من جهته يقول الكاتب بصحيفة "الأهرام" جميل عفيفى: "الولايات المتحدة الأمريكية والغرب على اقتناع تام بأن القدرة العسكرية لن تكون هي المحرك في تقسيم المنطقة، أو تدمير الجيوش العربية- كما هو مخطط لها- لذا لجأت إلى دعم الإرهاب في الشرق الأوسط؛ من خلال الجماعات الإرهابية، وغض الطرف عن مصادر تمويلها أو تزويدها بالسلاح. الإرهاب صنيعة غربية أمريكية أهدافها واضحة، كل ما يحدث يصب في المقام الأول في مصلحة إسرائيل".
 
المملكة أكثر من تضرر من الإرهاب:
وجاء إنشاء "المركز الدولي لمكافحة الإرهاب" التابع للأمم المتحدة في سبتمبر "أيلول" 2012، بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ليبلور فكرة التعاون والتنسيق الدولي في مواجهة الإرهاب تحت مظلة أممية، الفكرة من البداية كان بطلها حرص الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ليطلقها في  مؤتمر دولي عقد في الرياض عام 2005، ويواصل الدعم المعنوي والمادي لها باستمرار.
 
وحول ذلك يقول وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل: "موقف المملكة من الإرهاب موقف ثابت وحازم، المملكة من أوائل الدول التي أدانت الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، وهو ما أوضحته في كافة المحافل الدولية، معلنة استعدادها التامّ لتضافر جهودها مع جهود المجتمع الدولي لمكافحته، وهي أيضاً من أوائل الدول التي أسهمت في مكافحته من خلال مصادقتها على عدد كبير من الاتفاقيات والمعاهدات".
 
عقوبات صارمة لمن يقاتل خارج البلاد:
كما عملت المملكة بكل حزم على قفل الطريق على كل من يريد التغرير بأبناء الوطن، فأصدر الملك عبدالله أمراً ملكياً يجرّم السعوديين ممّن يقاتلون خارج البلاد، وتحديد عقوبة السجن من 3 إلى 20 عاماً، ويقضي الأمر الملكي بتجريم المشاركة في أعمال قتالية خارج المملكة، أو الانتماء للتيارات أو الجماعات، سواء كانت دينية أو فكرية متطرّفة أو المصنفة منظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، أو تأييدها أو تبنّي فكرها أو منهجها بأيّة صورة كانت.
ويقول تقرير نشرته الـ"بي بي سي": "تنظيم داعش الذي يتمتع بعتاد جيد وتمويل قوي، استولى على أغلبية المناطق الغربية في العراق، وهو الآن على أعتاب المملكة، المملكة أصبحت في هذا المشهد بشكل مباشر حالياً، وخادم الحرمين الشريفين أمر باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتأمين المملكة من هذه الجماعات المتطرفة، أو غيرها، والتي من شأنها تعكير صفو الوطن". 
 
أقلام مأجورة.. ورخيصة:
إن كل الأصوات التي تنسب الإرهاب للمملكة ثبت كذبها وزيفها وأنها مأجورة بشكل فاضح، يقول تقرير لصحيفة "الرياض": "المملكة في فم المدفع، فالمزاعم تقول إنها صانعة الإرهاب الإسلامي وداعمته، وآخرون يطرحون أنها السبب في صياغة التشدد الإسلامي، وتبقى بعض الرؤى المنصفة التي رأت كيف أن المملكة تكتوي بالإرهاب في داخلها، وعلى حدودها وآخرها الهجوم الأخير من تلك العناصر على حدود المملكة مع اليمن في شرورة".
ويضيف "التقرير": "الموضوع أكبر من تصور مروِّجي الإرهاب ودعاته؛ لأنهم جزء من لعبة دولية لها حضورها الحقيقي في مفاصل الدول الإسلامية، انتشرت حلقات الإرهاب من صناعة أمريكا للقاعدة لتنتشر عالميّاً، الحقيقة الناصعة هي أن المملكة رأس حربة ضد الإرهاب، وهي تدرك المخاطر والأدوار المشبوهة، وتعرف جيداً ما هو دورها، ومع من تتعاون، ومن يلبس ثوب الصديق، وهو العدو المستتر".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org