متخصصون: 40% من الطلاب معرضون لبراثن مخدرات الامتحانات

الأشخاص الأضعف شخصية والأكثر اتكالية والمهملون هم الأكثر عرضة
متخصصون: 40% من الطلاب معرضون لبراثن مخدرات الامتحانات
تم النشر في
عبدالله البرقاوي- سبق- الرياض: كشف متخصصون في مكافحة المخدرات عن أن 40% من الطلاب معرضون للوقوع في براثن المخدرات أثناء الاختبارات والامتحانات؛ نظراً لما يوقعه أولياء الأمور عليهم من ضغوط نفسية، موضحين أن الأشخاص الأضعف شخصية، والأشخاص الأكثر اتكالية، والأشخاص الذين لا يتحملون المسؤولية والمهملين الذين يعانون نقصاً تربوياً شاملاً سواءً من الأسرة أو المدرسة هم الأكثر عرضة للتعاطي والاستهداف.
 
جاء ذلك خلال ورشة عمل عقدتها أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، للتخطيط الوقائي لموسم الامتحانات، أمس الأربعاء بمقر الأمانة بالرياض، تحت رعاية مدير عام مكافحة المخدرات عضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات اللواء أحمد بن سعدي الزهراني، وبحضور نائب مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عبدالله الجميل، وحضور أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية الأستاذ عبدالإله بن محمد الشريف.
 
شارك في الورشة عدد من المتخصصين والمستشارين في مجال مكافحة المخدرات؛ حيث افتتح الورشة نائب مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عبدالله الجميل نيابة عن مدير عام مكافحة المخدرات، مؤكداً أهمية العمل الوقائي وخفض الطلب، مشيراً إلى أنه يوازي الأعمال التي يقوم بها ضباط الميدان من محاربة العرض، موضحاً أن الأمانة العامة بالتعاون مع المديرية بدأت في تنفيذ برامج المراكز التوعوية بالحصول على أراضٍ لها في مختلف مناطق المملكة.
 
وأكد "الجميل" على المشاركين، الحرص والاهتمام للحضور والمشاركة في مثل هذه الورش التي يتم من خلالها تبادل الخبرات والاطلاع على كل جديد في مواجهة هذه القضية.
 
وأوضح مستشار اللجنة الدكتور نزار الصالح، كيفية استغلال التعاطي والترويج في فترة الامتحانات، مشيراً إلى أن الاستغلال يأتي بإيهام الشباب بأن بعض أنواع المخدرات فيها قوة على المذاكرة، وقدرة على السهر والتحمل مثل حبوب الكبتاجون، ويتم تسويقها بمسميات مختلفة ومشوقة بعيدة كل البعد عن المخدرات.
 
وقال: "الأشخاص الأضعف شخصية والأشخاص الأكثر اتكالية والأشخاص الذين لا يتحملون المسؤولية والأشخاص المهملون الذين يعانون نقصاً تربوياً شاملاً سواء من الأسرة أو المدرسة، هؤلاء هم الأكثر عرضة لرفاق السوء"، مبيناً أن المخدرات تعطي قوة وهمية، وتتسبب في تدني مستوى نتائج الاختبارات.
 
ونوّه "الصالح" إلى أن تقصير الرجال المعنيين في مجال مكافحة المخدرات ينعكس سلبياً على شباب المجتمع، وأن التقصير إذا حصل فهو نتيجة التزايد في التعاطي والترويج والتهريب، وأنه يجب أن نختزل الأفكار في سبل الوقاية على جهتين، جهة المدرسة وجهة المنزل؛ لأن جهود رجال المكافحة وحدها غير كافية، إذ لا بد من إشراك الأسرة والبيئة المدرسية والجامعية.
 
وتابع: "طريقة المروّج في إقناع الشباب بالتعاطي تأتي على شكل خدمات بسيطة يستهدف من خلالها الشباب في الشوارع والأسواق، كأن يعرض على الشاب توصيله بالسيارة أو اللعب معه أو زيارة للاستراحة، وأكد أن العصبية على الأبناء في وقت الامتحانات تعدّ سبباً من أسباب تعاطيهم المخدرات وتقديمهم للمروجين".
 
وذكر: "فترة الاختبارات هي مصدر القلق الكبير على الطلاب؛ لأن نسبة التسرب خلالها أكبر من فترة الدراسة على مدار العام، لذلك يجب تقليل نسبة تسرب الطلاب إلى الشوارع".
 
وتحدث مدير إدارة الدراسات والمعلومات الدكتور سعيد السريحة، عن الدراسات وظاهرة المخدرات محلياً وكيفية المواجهة، كما شارك مستشار اللجنة الدكتور نزار الصالح في الورشة، وتحدث عن تأكيد الدور التنسيقي للأمانة العامة والمديرية العامة لمكافحة المخدرات والجوانب الوقائية، كما قدم نبذة تعريفية عن المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس".
 
وقال: "ظاهرة المخدرات هي أخطر ظاهرة في المجتمع، وتتجاوز خطورتها خطورة الإرهاب وحتى الحروب، وأن الشخص الذي يتعاطى داخل الأسرة يدمر بقية الأسرة من الأب والأم وحتى الإخوان والأخوات والأبناء، ويتعطل إنتاج الأسرة، فالأم لا تستطيع أن تهتم بالمنزل، والأبناء لا يستطيعون المذاكرة، فالمخدرات ضررها لازم ومتعدّ، مشيراً إلى أن 40% من الطلاب معرضون للوقوع في المخدرات؛ لعدم معرفتهم بها، وبأضرارها وأنواعها.
 
وأوضح مستشار اللجنة الدكتور سعيد الغامدي، كيفية استهداف الطلاب والطالبات وتحصينهم ضد المخدرات قبل وبعد الامتحانات، وتحدّث عن مدى تأثير التوعية بأخطار المخدرات بين صفوف الطلاب، مشدداً على أن وسائل الإعلام لها أدوار مهمة وخطيرة في نفس الوقت، فظهور قادة الرأي على وسائل الإعلام يمثل توجيهاً لمتابعيهم، وليس كل قادة الرأي كتاباً أو مسؤولين، فمن قادة الرأي الممثلون والمغنّون وحتى الراقصات يصنفن على أنهن قادة رأي بحسب الحجم الكبير للمتابعين لهم.
 
وطالب وسائل الإعلام بتقديم معلومات أكثر عن المخدرات حتى تصل للناس من خلال التقارير والتحقيقات والأخبار والإحصائيات، ذاكراً أن مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" و"أنستجرام" "وسناب شات" أصبحت مكمناً لكل مفسدة.
 
واختتمت الورشة أعمالها بمعلومات عامة قدّمها مدير إدارة التخطيط والتطوير سمير الخطيب، الذي أدار محاورها، وتحدث بمعلومات عن عصابات التهريب وأساليب تهريبهم وانتهازهم للفرص، كما تحدث عن الدول المهربة للمخدرات.
 
يُذكر أن هذه الورشة جاءت تزامناً مع قرب الامتحانات في المدارس والجامعات؛ لحماية الشباب من الطلاب والطالبات من الوقوع في براثن المخدرات، وعدم التغرير بهم من قبل المروجين، وتُعتبر هذه الفترة هي فترة انتعاش للمروجين؛ حيث يستهدفون الطلاب والطالبات وإغراءهم بحبوب ومواد مخدرة على شكل حلوى أو أدوية؛ بحجة أنها تساعد على الفهم وتقوية الذاكرة، وهنا تقف الأمانة العامة بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات في وجه هؤلاء الفاسدين المغرّرين بشباب الوطن؛ لحمايتهم من الوقوع في آفة المخدرات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org