قطر وسنوات النكران

قطر وسنوات النكران
منذ العام 1995 عندما انقلب الشيخ حمد بن خليفة على والده الشيخ خليفة بن حمد وقطر تنتهج سياسة عداء سافرة للدول الأكبر في المنطقة العربية، وتحديداً المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، معتمدة في ذلك على اعتقاد خاطئ أنها باتت رقماً سياسياً في المنطقة، عقب أن انتقل إليها مركز العمليات الجوية القتالية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط من قاعدة الأمير سلطان الجوية إلى قاعدة العديد الجوية في قطر جنوب الدوحة عام 2003.
إن قطر منذ تسعة عشر عاماً ترفض أي استقرار للعلاقات الخليجية، وتسعى إلى انتهاج سياسات مخالفة للدول ذات القيادة والريادة معتقدة أنها بذلك ستجعل منها قوة دولية، ومستخدمة سلاحها الوحيد (قناة الجزيرة)، وتلعب على وتر الحاجة والفقر اللذين ينغمس فيهما كثيرٌ من مواطني العالم العربي مستغلة عواطف العامة ومشاعرهم لخلق نزعة عدائية بين تلك الشعوب وحكوماتها.
إن واقع الحال يؤكد بكل تجلٍّ أن قطر لن تغير من سياساتها، ولا من توجهاتها الحالية أو المستقبلية؛ لأن أسباب عزلتها الحالية خليجياً وعربياً لا تزال قائمة، وليست وليدة اليوم والليلة، إنما هي تراكم لمخططات تنفذها بتفانٍ وإخلاص للمخطط المغرض منذ سنوات.
إمارة قطر باتت تلعب دور الخنجر الأهم لأمريكا وإيران في خاصرة الخليج العربي، بل العالم العربي والإسلامي بأكمله، وهي التي تعلن بتبجح أنها ألغت احتكار القواعد الأمريكية لأراضي غيرها حين منحت - رغم مساحتها الصغيرة التي لا تتجاوز 11.437 كم2، أراضي السيلية والعُديد للولايات المتحدة؛ لتقيم عليهما قاعدتين من أهم القواعد الأمريكية، اللتين قصفت من خلالهما عواصم وقرى عربية وإسلامية، ذهب ضحيتها آلاف الأنفس البريئة.
إن على قطر أن تدرك الآن، وقبل فوات الأوان، أن موقعها الجغرافي لا يمكن أن تنفك منه؛ فجوارها الخليجي، وتحديداً السعودي، هو طوق النجاة، ومحيط الحياة لها؛ فهي تعلم أن مجرد إغلاق المجال الجوي فقط سيخنقها تماماً، فما بالك لو أُغلقت الحدود البرية والبحرية، وأُغلقت المجالات الجوية السعودية والإماراتية والبحرينية، كيف ستعيش هذه الإمارة؟.. على قطر أن تدرك الآن أن مجلس التعاون الخليجي اليوم استضاق بها بسبب خروجها المتعمد على النص.. وإذا كانت الشعوب الخليجية والعربية تعلم يقيناً أن قطر على خطأ فإنها تأمل من الحكومات الخليجية أن تكشف ما لديها من ملفات تجاه هذه الإمارة. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org