"عاطل".. بدرجة.."خريج"..!!

"عاطل".. بدرجة.."خريج"..!!

تم النشر في
 تعتبر الشهادة في العصر الحديث عصب الحياة.. مثلما المال هو عصب الحياة.. كذلك الشهادة أصبحت عصب الحياة؛ لأنها تأتي بالوظيفة.. والوظيفة تأتي بالمال، والمال عصب الحياة.. فهي إذاً عصب الحياة..!!
 
 وهذا ما نعرفه.. وما نشاهده في كثير من المجتمعات.. وبخاصة مجتمعات العالم الثالث؛ لأن الشهادات هي مستقبل الشخص العادي الذي ليس له علاقة بحرف "الواو".. ذلك الحرف المشؤوم الذي أصبح يكرهه الكثير من أبناء هذه المجتمعات..!!
 
فمستقبله مرهون بالوظيفة التي تعتمد على الشهادة، فتجده يبذل الغالي والنفيس، ويقدم الكثير من التضحيات أملاً في الحصول عليها.. كي يعيش عيشة كفاف.. "كريمة".. لا تضطره لإراقة ماء وجهه من أجل لقمة العيش..!!
 
 ولكن المفاجأة الكبرى.. والمصيبة العظمى.. والطامة الأعظم.. أنه حين يتخرج.. ويظن أنه قد حصل على الوسيلة، وامتلك العصا السحرية للوصول للحياة الكريمة، وبدأ برسم الخطوط العريضة لهذه الحياة.. ويظن أنه قد وضع قواعده ليبني صرح آماله وطموحاته.. لأنه لم يبقَ له سوى التعيين واستلام الوظيفة.. وانتظار آخر الشهر ليقبض أول.. "راتب".. لينطلق.. في عالم تحقيق أحلامه.. وأحلام عائلته.. التي انتظرت سنين طوالاً مثل هذه اللحظة.. يصطدم بالواقع الأليم.. وتذهله الحقيقة المرة.. لتبدأ المعاناة الحقيقية في انتظار الوظيفة.. ويطول هذا الانتظار.. ويطول.. ويطول.. ويطول..!!
 
 ويتحول هذا الانتظار لعذاب أليم.. وتتحول الآمال.. إلى آلام.. وتتبدل الأحلام بكوابيس مفجعة.. يبدأ معها بكراهية شديدة لواقعة المرير.. لتتحول الشهادة وسنوات انتظارها لشبح مخيف.. يكره معه أي سؤال يمت للوظيفة أو الشهادة أو المستقبل أو العمل بصلة..!!
 
 وهنا.. تبدأ مرحلة أخرى.. لا تقل مرارة أو أسى أو ألم أو معاناة عن سابقتها.. ليبدأ بالمناشدات والمطالبات والاستجداء.. من أجل الحصول على أبسط حق من حقوقه..!!!!!!
 
 وما تطالعنا به وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام من مناشدات ومطالبات أصحاب مختلف الشهادات لهو خير دليل على صدق ما أقول.. وأهمية ما كتبت..!!
 
 ولو أحببنا أن نمر مروراً سريعاً على أي وسم "هاشتاق" في " تويتر"، وكتبنا #خريج.. لظهر لنا العشرات من هذا النوع من الوسم..!!
 
 أليس هذا كافياً للدلالة على سوء التخطيط أو انعدامه..؟!!
 
همسة:
 
 هؤلاء أبناؤنا.. ويستحقون الدعم.. فأعيدوا لهم البسمة التي نسوا شكلها، ناهيك عن طعمها..!!!
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org