دروس من مراكش (2)

دروس من مراكش (2)

تم النشر في
الدرس الثاني من رحلة مراكش أنه حين بدأ مؤتمر الندوة العالمية للشباب الإسلامي بمراكش استرعى انتباهي كثافة الحضور السعودي، يتقدمهم عدد من أصحاب الفضيلة علماء المملكة، وكان حضورهم بارزاً.
 
والمشاركون أتوا من تسعين دولة، وقارب عددهم الألف مشارك، وكانت الصدارة للسعوديين، وكانوا جادين منذ حضورهم، سواء في حرصهم على حضور الجلسات والحوار والنقاش، أو في البحوث والأوراق المقدَّمة، أو في رئاسة لجان المناقشة، وفوق ذلك كان اعتزازهم بزيهم الرسمي؛ فجمعوا بين صدارة المضمون وصدارة المظهر.
 
إن الدرس الذي أراه من ذلك اللقاء هو أهمية اختيار المشاركين في المؤتمرات الدولية الذين يمثلون السعودية.
 
إنه يتوافر في الجامعات والجهات الحكومية شباب جادون، تميزوا بالعلم ورجاحة العقل والرزانة، ويتوقدون حيوية وإخلاصاً لدينهم وقيادتهم ووطنهم.
 
إنه يجب أن يكون للمملكة الصدارة والريادة العلمية والفكرية في المحافل واللقاءات الدولية؛ فلدينا الكفاءات المؤهلة.
 
وكم زهونا في مؤتمر الندوة الأخير بمراكش حين مرت بعض المداخلات من غير السعوديين التي أشادوا فيها بالسعودية وقيادتها وعلمائها.
 
في أحد أيام المؤتمر، وأثناء المداخلات حول مواقع التواصل الاجتماعي وأهمية استفادة الشباب منها، تحدثت سيدة من المغرب، وقالت: أنا من الرباط. كنت سافرة وغير ملتزمة، أصلّي فرضاً، وأترك فروضاً، وشاء الله لي الخير أن التقيت من بُعد شيخاً من شيوخ المملكة العربية السعودية عبر التويتر.
 
التقيت الشيخ د. محمد العريفي فتأثرت بفكره وعلمه، وراجعت نفسي، وتعلقت بذاك الشيخ، أُتابع حسابه، بل اتصلت به هاتفياً، فنصحني وأرشدني ووجهني وقوّمني ودلّني لطريق الخير والرشاد.. فتحجبت، والتزمت، وأصبحت بفضل الله ثم بفضل شيوخ السعودية داعية بين بنات جنسي.
 
وتابعت تلك السيدة المغربية: لقد أدركت خطر الفكر الإيراني علينا معشر الشباب والشابات، وصرت أحذر منه، وأصبحت جندية أذود عن سيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن صحابته الكرام وعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وأنا أحضر هذا المؤتمر بصحبة زوجي وصويحباتي وبنات خالتي.. جئنا للمؤتمر، واستفدنا من البحوث والحوار.
 
إن هذه الشهادة التي جاءت مصادفة تؤكد أن لدى السعودية قُوة ناعمة، يجب أن تمتد، وأن تنداح في أرض الله لتجابه تلك الحملات الإعلامية المتطاولة التي تشوه وتُسيء لمنهج السعودية الوسطي المعتدل. 
 
 
رابط الجزء الأول من المقال : http://sabq.org/qAygde
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org