وصمةُ عار تُلاحق "أردوغان" ويفخر بها.. تاريخٌ أرهَبَ العرب وسفكَ الدماء

مطالبات دولية بالاعـتذار عن "إرث سيئ" أهدى العـالم الإسـلامي للمسـتعمرين
وصمةُ عار تُلاحق "أردوغان" ويفخر بها.. تاريخٌ أرهَبَ العرب وسفكَ الدماء

عندما سيطر العثمانيون على قرابة نصف بلاد العالم؛ ذاق من ظلمهم وتوحشهم كل الشعوب التي وقعت تحت وطأتهم، وعلى رأسهم الشعوب العربية في جزيرة العرب والخليج ومصر وشمال إفريقيا، ومنذ سقوط العثمانيين في الأول من نوفمبر 1923م على يد مصطفى كمال الدين أتاتورك، بإعلان تأسيس الدولة التركية الحديثة؛ لم ينسَ أحد من المحيط إلى الخليج ومن الغرب إلى الشرق، تلك الجرائم والمذابح التي ارتكبها العثمانيون في تلك الفترة التاريخية من الزمن؛ باستثناء النظام الحاكم للدولة التركية.

الحديث عن جرائم العثمانيين في المنطقة العربية لم ولن ينتهي، برغم مرور عشرات العقود؛ فلا تزال المنطقة تعاني من ويلات تلك الخلافة المزعومة، التي تقترب إلى حد ما من وحشية تنظيم "داعش".

وبرغم ما يلاحق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -الذي يطمح في عودة تلك الخلافة- من مطالبات دولية بالاعتذار عن "الإرث السيئ" للدولة العثمانية، وما سبّبته من أذى في كل بلدان المنطقة العربية وكل البلاد التي دخلها الجنود العثمانيون؛ فإنه يعتبر نفسه حفيدًا للخلفاء العثمانيين.

وفي الوقت الذي يفاخر فيه "أردوغان" في كثير من استعراضاته الخطابية أمام أنصاره، بأنه امتداد للدولة العثمانية؛ إلا أن عليه أن يتذكر هو والباكون على زوال خلافة آل عثمان، ما ارتكبوا من مذابح وأهوال ووقائع نهب وسرقة وجرائم يشيب لها الولدان في كل بلدان المنطقة العربية؛ فالتاريخ العثماني ممتلئ عن آخره بسيئات خلّفها في أنحاء العالم الإسلامي، والعجيب أن الرئيس التركي، ينكر ذلك؛ بل ويدافع عنه بشدة، متجاهلًا أن الدولة العثمانية أهدت العالم الإسلامي إلى دول الاستعمار بأبخس الأثمان، وهو في أضعف الحالات.

الكثير من الشواهد الجارية؛ تُبيّن أن تركيا الحالية لا تقل سوءًا عن الدولة العثمانية التي قوّض أركانها مؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك؛ لأن الدولة التركية تنفي وقوع المجازر التي تؤكدها الأمم المتحدة وتصر على إنكار المذابح والادعاء بأن عدد الضحايا قد تم تضخيمه لخوف تركيا من وصمة العار، فالعثمانية والإخوانية، وجهان لعملة الاستبداد الواحدة، وكما أبادت الدولة العثمانية الشعب الأرمني، فإن تركيا الإخوانية -ربما- تبيد المخالفين لها من الشعب التركي نفسه.

وتطل ثقافة الدولة العثمانية من جديد، ولكن ليست على يد فخري باشا "قائد حملة سفر برلك الذي جوّع وهجّر أهل المدينة في الحرب العالمية الأولى"؛ بل على أيدي الحركيين والأتراك الذين يدعون لعودة الاحتلال التركي لبلاد العرب، وهم يعلمون يقينًا أن "تتريك" العرب الذين حاولت السلطنة العثمانية إجبارهم عليه ذات يوم؛ هو ما فجّر الثورة العربية الكبرى، وكما فعل فخري باشا قبل قرن من الآن، تحاول تلك الأيادي أن تعود "لترحيل" الأمن والاستقرار العربي قسريًا إلى شتات الأرض، حاملة رصاص وخنجر "فخري باشا"؛ لكنها اليوم لم تسلمه لفخري، بل سلّمته لـ"أردوغان" الباحث عن سلطنة جديدة وتتريك جديد.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org