"عقلاء القطيف" يفسدون "فرحة الدواعش الفاجرة" ويبطلون أوهام الفتنة

"عقلاء القطيف" يفسدون "فرحة الدواعش الفاجرة" ويبطلون أوهام الفتنة

هرعوا للإنقاذ وتبرعوا بالدماء .. و"الجاسر": "الداخلية" قادرة على ضبط الشبكة
تم النشر في
محمد حضاض- سبق- جدة: رغم الفرحة الغامرة الفاجرة التي اعترت "الدواعش"، بعد أن تسبّبوا في تناثر أشلاء عشرات الأبرياء في أحد مساجد القطيف، إلا أنهم فُوجئوا بصمود عقلاء الوطن في كل أرجاء المملكة، وخصوصاً في القطيف، وزيادة التماسك بين أبنائه من مختلف أطيافه؛ ليفشلوا في زرع بذور الفتنة بعملهم الإرهابي.
 
تماسك وطن
فمنذ أن ظهرت الأنباء الأولية، عن سقوط قتلى وجرحى في مسجد القديح، تسابق جميع أبناء المملكة من أقصى شرقها حتى سواحلها الغربية لاستنكار الجريمة، وهرع شبان الشرقية من مختلف المدن ليساعدوا فرق الإنقاذ على علاج الجرحى، وتوافدت إلى المستشفيات أعدادٌ ضخمة من الدمام والخُبر والظهران للتبرُّع بالدماء؛ يتقدّمهم الوزراء والمسؤولون، وقلوبهم حزينة على ما حدث لأشقائهم من عملٍ جبان، وليثبتوا تماسكهم، وفشل "داعش" ومَن وراءها في دق إسفين في قلب المجتمع السعودي.
منفِّذ التفجير
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية، قد أعلنت أن تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن التفجير الذي استهدف أحد المساجد في بلدة القديح في محافظة القطيف، أمس (الجمعة)، وأسفر عن شهداء وجرحى، وأوضحت الوكالة أن التنظيم تبنى في بيانٍ على أحد المواقع التابعة له الحادث الإرهابي، وقال إن منفّذها الذي فجَّر حزامه الناسف رجلٌ غيور من رجالات أهل السُّنَّة هو "أبو عامر النجدي"، ونشر التنظيم صورة منفِّذ العملية؛ حيث تسبّب الحادث الشنيع، وفقاً لأحدث إحصائية لوزارة الصحة، في ٢١ حالة وفاة، وإصابة ١٠٩.
 
خسة إرهابية
ويرى الكاتب الصحفي جاسر الجاسر، أن استهداف المصلين منتهى الخسة الإرهابية، وعلامة ضعف، وجريمة تسعى إلى بثّ الفرقة بعد أن وأدت «الدالوة» جريمة لا تقل دموية، وجعلت منها رمز تماسك وتضامن، ثم تمكنت وزارة الداخلية من اصطياد كل المجرمين ومَن والاهم وساندهم خلال ساعات فقط، وهي اليوم قادرة على ضبط الشبكة التي ضاقت بها الأرض، فلم تتورّع عن جعل المسجد هدفاً لمجرد إشعال فتيل توتر، وإشغال البلد بداخله، ومحاولة تمزيق وحدته.
 
وعي القطيف
يمتلك مواطنو القطيف كثيراً من الوعي والحكمة، فلم ينقادوا إلى الغرائز ولا إلى الدعوات المشبوهة، وهم قادرون على إحباط مخطط مُفتعلي الفتنة، الذين سيفشلون في شق الصف الإسلامي عموماً، والصف الوطني السعودي، على وجه الخصوص.
 
متصل بـ "الدالوة"
نادى كثير من أهالي القطيف؛ للاستماع إلى صوت العقل والحرص على وحدة الصف واجتماع الكلمة في مواجهة أي مفسد، مؤكدين في نداءات على "تويتر"، أن هذا الحادث الآثم - في طبيعته، وطريقة تنفيذه، ومَن استهدف به - ليس منقطعَ الصلة عن حادث الدالوة الإرهابي؛ الذي راح ضحيته عددٌ من الشهداء،  فكلتا الجريمتين تصبان في هدف لا يخفى على عاقل؛ وهو تدمير النسيج الاجتماعي في بلادنا العزيزة، ولا علاج لهما ولأمثالهما إلا بقطع دابر الفتنة من أساسها.
 
لن يفلتوا
هذا التماسك الوطني زاد من حنق إرهابيي "داعش"، الذين انتظروا انفلاتاً أمنياً في القطيف، وزعزعة للشارع الشرقي، ولكن خططهم المكشوفة ونيّاتهم الخبيثة انقلبت عليهم وفُوجئوا بتماسك وطني نادر، ولن يفلتوا من العقاب المنتظر في قادم الأيام.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org