"الياور" لـ"سبق": مبادرات السعودية هي البلسم الشافي لجراح الأمة

أشاد بجهودها لتحقيق الاستقرار بالعراق مهاجماً إيران و"الربيع العربي"
"الياور" لـ"سبق": مبادرات السعودية هي البلسم الشافي لجراح الأمة
عويد التومي- سبق- الرياض: أثنى الأمين العام لحركة العدل والإصلاح العراقية، الشيخ عبد الله حميدي عجيل الياور، على الجهود المباركة التي بذلتها المملكة العربية السعودية لتحقيق الاستقرار ولمّ شمل العراقيين وإيقاف الاحتقان الطائفي، وذلك من خلال مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2010 التي جاءت عقب استفحال الانقسام بين فرقاء السياسة، وتأخُّر تشكيل الحكومة آنذاك، والتي أعاقتها "أجندات استعمارية لا تريد الخير للعرب بشكل عام والعراقيين بشكل خاص".
 
وشدد "الياور" على أن مبادرات السعودية هي البلسم الشافي لجراح الأمة.
 
وأشار إلى أن اتفاقات "مشبوهة" حالت دون نجاح المبادرة، وهدفت إلى عزل العراق عن محيطه العربي، وفقاً لمصالح ساسة عراقيين لم يسمّهم، وأبرز تلك الأجندات والاتفاقات مبادرة "أربيل"، التي أضاعت حقوق العراقيين، وخصوصاً العرب، وكرّست المحاصصة. ولو تحققت مبادرة الملك عبد الله لجنّبت العراق كل الويلات التي حدثت من بعد.
 
وقال "الياور" في تصريح إلى "سبق": إن طهران استغلت الفرصة التي منحتها إياها الولايات المتحدة الأمريكية بالوجود في العراق لتحقيق أحلامها التوسعية في المنطقة، التي ترجع إلى مئات السنين. وأضاف بأن هناك أطرافاً في الحكومة العراقية تعمل عل ترسيخ الدور الإيراني في العراق وتجذيره.
 
 وذكر أن دمج الميليشيات في الجيش عملية خطيرة، وأن هذا القرار كان خطأ بحق العراقيين وأمنهم، وأن السبب الرئيس لتأجيج الفتنة الطائفية في العراق هو فشل المسؤولين أنفسهم، سواء من السنة أو الشيعة، وأن الهدف الرئيس من وراء ذلك عدم إشعار المواطن العراقي بالأمان.
 
وفي معرض حديثه قال "الياور" إن مواقف السعودية تجاه مختلف القضايا العربية هي البلسم الشافي لأوجاع العرب وصراعاتهم، ولا يمكن أن يمحوها التاريخ، وهذا نابع من دور السعودية العروبي والإنساني، وإحساسها بالمسؤولية تجاه أشقائها العرب، وثباتها وسيرها على خط متوازن.. والجميع شاهدٌ على رفض السعودية مقعداً في مجلس الأمن الدولي احتجاجاً على تقاعس المجتمع الدولي عن مناصرة القضايا العربية، والماضي شاهدٌ على مواقف السعودية بدءًا من القضية الفلسطينية التي تُعتبر القضية المحورية والأولى للعرب، والتي أعطتها السعودية جلّ اهتمامها ومتابعتها، واعتبرتها القضية الأم.
 
وشرح: جميعنا نذكر مبادرة السلام العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لحل القضية الفلسطينية وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى اتفاق الطائف الذي أنهى الصراع السياسي والطائفي في لبنان، ومهّد إلى بسط الاستقرار والسلم حتى يومنا.
 
وتحدّث "الياور" عن الوضع في العراق منذ عام 2003، واصفاً ما جرى بأنه هدم للدولة ومؤسساتها بدلاً من إسقاط النظام، وخلّف حل الجيش والشرطة حالة خطيرة من الفراغ، ولم يُعَد بناؤهما بطريقة صحيحة، وتم الاستغناء عن معظم قادة الجيش السابق من أصحاب الخبرة والكفاءة؛ ما جعل العراق ساحة مفتوحة أمام الإرهاب، وأن الائتلافات التي تشكلت منها الحكومة كانت سبباً رئيساً في إضعاف الدولة، وجعلت من إعادة بناء الدولة أمراً مكلفاً وصعباً، وأن السياسيين العراقيين اختزلوا الديمقراطية بالانتخابات، متناسين حقوق الإنسان والحياة الحرة الكريمة الآمنة.
 
 وواصل: عمّت المظاهرات والاحتجاجات كل مكان، وتمّ تجاهل الدستور، وخصوصاً ما يتعلق بالحقوق والحريات العامة.
 
وقال إنه لو كان مسؤولاً لفرض تدريس الدستور؛ فعندما يجهل المواطن بنود الدستور سيجهل حقوقه وواجباته؛ ما يجعله عاجزاً عن فهم الحالة المعقدة التي حصلت في العراق. ما حصل هناك هو قدوم معارضة خارجية، كانت تجهل معاناة المواطن اليومية، وأخذت تطلق شعارات وهمية، تتبخر عقب الانتخابات.
 
ما يستحقه المواطن العراقي هو الأمان والحماية والكرامة، وهذه الأمور تحتاج إلى من يحققها للعراقيين تحت لواء المواطنة وليس الطائفية.
 
والعراق بلد غني بموارده المادية والطبيعية والثروات، كما أنه صاحب أقدم حضارات التاريخ.
 
وأشار إلى التدخلات الإيرانية في العراق، فابتعاد العرب عن هذا البلد ومحدودية اهتمامهم بعودته إلى المحيط العربي أعطيا فرصة تاريخية لإيران، فرصة انتظرتها مئات السنين، فأشغلت عرب العراق بالطائفية، وأبعدتهم عن دورهم القومي، إضافة إلى تركيا التي تساند التركمان، ووصل حد التدخل الإيراني لإدخال الأسلحة التي عُثر عليها في مخازن بالجنوب والشمال.
 
 وقال إن مسؤولية التدخل الإيراني كانت مسؤولية مشتركة، وأمريكا هي السبب الرئيس؛ فقد فتحت الباب واسعاً أمام إيران لبسط نفوذها، إضافة إلى الدور السلبي الذي لعبته سوريا في العراق باعتبارها حليفاً لإيران عبر فتح حدودها وتصدير المقاتلين والسلاح، وساهم كثير من المسؤولين العراقيين في ذلك، عبر البحث عن مصالحهم الشخصية والسفر إلى عواصم بعينها، وطلب التدخل وفتح باب النفوذ.
 
حتى بعض المسؤولين والنواب السنّة، بل إن بعضهم تم شراؤه من قبل دول لها نفوذ كبير في العراق.
 
ولفت إلى أن الطابع الطائفي هو المسيطر على التشكيلة السياسية العراقية، والتفريط بحقوق الشعب لصالح إيران، إضافة إلى الانشغال والإهمال العربي الذي أشرنا إليه سابقاً، معتقداً في الوقت ذاته أن إرهاب المواطن العراقي هو هدف رئيس، فإذا توافر الأمن والأمان سيتجه المواطن حينها إلى المطالبة بحقوقه؛ لذا لا بد من سلب الأمن وافتعال التفجيرات والقتل وغيرها؛ لذا من الأفضل لهم أن يبقى همّ المواطن هو الأمن والأمان.
 
وقال إنه لا يجب أن يحكم العراق شخص متعصب أو متطرف أو طائفي، وألا ينظر للعراقيين بحسب انتماءاتهم المذهبية والدينية والعرقية، بل ينظر إليهم على أنهم مواطنون وحسب.
 
وذكّر بأن العراقيين تعايشوا على مر العصور والسنين دون اقتتال. علماً بأن المجتمع العراقي مجتمع قبلي إلى حد كبير، ولم نرَ الاقتتال إلا عندما وصلت الأحزاب المتطرّفة. كما أشار إلى التهجير الذي تعرّض له أبناء العشائر العراقية، والذي عمل على تفكيك النسيج الاجتماعي العراقي، إلى أن وصل الوضع في العراق حد التقسيم.
 
وعن الحالة السورية قال "الياور" إن المملكة العربية السعودية وقفت إلى جانب الشعب السوري الجريح ضد العدوان البشع الذي يتعرض له على يد النظام الجائر. وذكر "الياور" أن الملك عبد الله وبأصالته المعتادة خاطب الضمير العربي والإنساني مراراً، ولكن استمرت آلة الإجرام الأسدية بسفك دماء إخواننا وأهلنا في سوريا. وأضاف بأن نظام الأسد "بيئة مصدّرة للإرهاب"، وأنه منذ التدخّل الأمريكي عام 2003 عمل عبر جهاز استخباراته على دخول الإرهابيين إلى العراق، وقدّم لهم التسهيلات اللازمة، كما أنه غض طرف الإعلام عن هذه القضية.
 
وعند سؤاله عن رأيه في "الربيع العربي" قال "الياور" إنه يدعم استقرار البلاد العربية، ويدعم الخير والحرية لهذه الشعوب، لكنه في الوقت نفسه ضد الظلم واستباحة الدماء في هذه البلدان، وهذا ما جرى للأسف. فشعوب "الربيع العربي" كانت تطمح إلى التغيير نحو الأفضل، لكن النتيجة كانت مزيداً من الفساد الإداري والمالي والاقتصادي والتدهور الأمني، واستباحة دم الإنسان وقتله بدون سبب، واستبدال الظلم بظلم أكبر، وهدر الحريات والاستقرار.
 
وأردف: تمخّض عن ثورات الربيع العربي ظهور مجاميع أساءت لكل شيء حتى للإسلام، ولو قارنّا الوضع في تلك البلدان قبل وبعد الثورات لوجدنا أن الوضع كان أفضل قبلها، فقد أصبح حالة عارمة من الفوضى وانعدام الأمن وانتشار الجريمة، بل إن معظم تلك البلدان يتجه نحو الاقتتال والتقسيم واختزال الثروات في مناطق على حساب غيرها؛ لذا فـ "الربيع العربي" مصطلح تبنته الإدارة الأمريكية والشعوب العربية الطامحة نحو الأفضل، والحل في هذه البلاد يختلف من بلد إلى آخر، فالشعوب إن أرادت الحل عليها أن تتكاتف وتنسى جراحها وآلامها، وتحافظ على الوحدة الوطنية من التقسيم، وأن يُطبق مبدأ المواطنة فعلياً، وعدم السماح بتدخّل الأجندات الخارجية.
 
وأثنى "الياور" على قرار الملك عبد الله بن عبد العزيز بمنع القتال في الخارج وتجريم من يقوم به، واصفاً إياه بأنه قرار حكيم من ملك بمكانة خادم الحرمين الشريفين، وخصوصاً أن الكثير من الشباب يُغرَّر بهم باسم الجهاد والجنة والمال، ويتم إغراؤهم بالمال وغسل أدمغتهم، وأن الكثير من الدول والشعوب تعتبر هؤلاء أعداء لها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org