"سوبر" النصر والهلال في لندن.. قرار "ارتجالي" وفكرة "شاطحة"

غضب جماهيري يرفض نقلها خارج السعودية ولا يقبل حرمان ​المشجعين منها
"سوبر" النصر والهلال في لندن.. قرار "ارتجالي" وفكرة "شاطحة"
تم النشر في
- الجماهير الرياضية ترفض جعل مباراة النصر والهلال حفلة سياحية خاصة لنخب السائحين في لندن وأوروبا.
- لماذا لا يعرف "رجال الأعمال" تسويق مبارياتنا إلا في لندن؟ وأين دعم السياحة الداخلية وتنشيط الاقتصاد المحلي؟
- كرة القدم السعودية الحالية ارتبط مصيرها بالقرارات الارتجالية والأفكار الفاشلة والإنجازات الضعيفة.
- مباراة سعودية تحوَّلت إلى "لعبة للتجار" وبرنامج سياحي "للتمشية" ودعم اقتصاد الآخرين.
- الأندية السعودية قطاع حكومي.. ودورها ورسالتها في المجتمع يختلفان عن الأندية الإيطالية والإنجليزية الشهيرة التي يملكها رجال أعمال.
- الهدف الربحي حوَّل كرة القدم السعودية إلى "لعبة الأغنياء" وأفقدها جمالها ونقاءها.
 
شقران الرشيدي – سبق - الرياض: يبدو أن كرة القدم السعودية مرتبط مصيرها دائماً بالقرارات الارتجالية، والإنجازات الضعيفة، والأفكار الفاشلة التي لا نعلم من أين يأتي بها "جهابذة" الاتحاد السعودي لكرة القدم، ومسؤولوه.
 
ولا أبلغ من "التخبط" الذي يعيشه مخططو كرة القدم السعودية من القرار الأخير "الصادم" للجماهير الرياضية بنقل مباراة السوبر السعودي بين فريقي العاصمة السعودية (النصر والهلال) إلى عاصمة الضباب "لندن"، وجعلها حفلة سياحية خاصة لنخب السائحين في لندن وأوروبا!
وتتكاثف الأسئلة التي طرحتها الأوساط الرياضية الرافضة والغاضبة من هذا القرار: "ما الهدف من نقل مباراة سعودية بين فريقَيْن سعوديَّيْن، ولاعبين سعوديين، من الرياض إلى لندن بعيداً عن أرضهما وجماهيرهما؟ من يقف خلف هذه الفكرة (الغريبة)؟ وما هي الإضافة الكبيرة إلى كرة القدم السعودية من هذا القرار؟ ومن المسؤول عنه؟ ولماذا تحولت مباراة (السوبر السعودي) إلى برنامج سياحي في لندن؟".
 
إن غرابة الفكرة تأتي من حرمان الجماهير السعودية من مشاهدتها عن قرب، والاستمتاع بالتحدي الرياضي الشريف المعتاد بين عشاق الفريقَيْن، ومن عدم جدواها جماهيرياً؛ فلا شعبية كبيرة للفريقين في لندن! وفي ضعفها تسويقياً؛ فمن سيشتري تذاكر مباراة "السوبر" السعودي في السوق اللندني إلا نخبة من السعوديين؟! وفي "غبائها" إعلامياً؛ فمن سيتابعها عدا مجموعة من السياح المشغولين ببرامج سياحية أخرى؟
ولعل السؤال الملحّ الموجَّه للمتعهد السعودي الذي تعهد بنقل السوبر السعودي إلى لندن، وتحمُّل تكاليفها: لماذا لا يعرف تسويق مبارياتنا إلا في لندن، ولنخبة من السياح هناك؟ ولماذا يعجز عن تسويقها داخل السعودية، وللسعوديين؟ ولماذا لا يسهم في دعم السياحة الداخلية، وتنشيط اقتصاد المدينة التي تستضيف السوبر السعودي من بيع التذاكر، والإعلانات، والنقل التلفزيوني؟ أين اهتمامك - بوصفك متعهداً - بالجماهير الرياضية السعودية العريضة، وبجلب السعادة لها بمشاهدة نجومها المحببين، وفرقها؟ فبلادنا ومدننا وجماهيرنا ورياضتنا أولى بكل ذلك!!
إن كرة القدم السعودية تختلف كلياً عن الأندية الإيطالية والإنجليزية الشهيرة التي يملكها رجال أعمال، وشركات لا تمانع من نقل مبارياتها إلى أي بقعة جغرافية في العالم طالما هناك من يدفع المال، واثقة بمتابعة الإعلام الرياضي، وجماهير كرة القدم العالمية لمبارياتها؛ لما تضمه من مدربين، ولاعبين مشاهير، و"نجوم شباك"؛ يجلبون لها المال بمختلف الطرق الإعلانية. ولا دليل أبلغ من جولات الفرق الأوروبية السنوية حول العالم التي تزيد شعبيتها، وتجمع من خلالها ملايين "اليوروات"، والدولارات.
 
وفي المقابل، الأندية السعودية تقف في موقف هزيل؛ لا نجوم "شباك"، وديون متراكمة، وتخبطات إدارية، ولا تعمل بمفهوم الشركات، ولا يملكها رجال أعمال يهمهم الربح، بل هي قطاع حكومي ضمن قطاعات أخرى تشرف عليها الدولة، التي تُنشئ الملاعب، وتدعم الفرق مالياً كل عام، وتشرف عليها إدارياً وتنظيمياً، وتعدها جزءاً حيوياً ضمن منظومتها الحكومية؛ وبالتالي دورها ورسالتها مختلفان تماماً في المجتمع السعودي عن أوروبا.
 
إن نقل "السوبر السعودي" إلى لندن لن يفيد الكرة السعودية وناديَيْ النصر والهلال، وجماهيرهما لن تربح شيئاً من نقلها؛ فالمال ليس كل شيء، والهدف الربحي دون مراعاة أهداف أخرى، اجتماعية ورياضية وترفيهية، يحوِّل كرة القدم السعودية إلى لعبة الأغنياء، ويُفقدها جمالها، ونقاءها.
 
إن اتحاد كرة القدم السعودي بقراره نقل مباراة السوبر السعودي إلى لندن ختم بالشمع الأحمر على ضعفه، وأكد ارتجاليته، وتخبطه الإداري، وكشف جلياً مدى تحكُّم الشركات ورجال الأعمال بقراراته الحاسمة، وأوضح أن الفارق شاسع بين رجال تعي دورها ورسالتها نحو مجتمعها، وتعمل لتؤسس لمستقبل مشرق، ينظم بطولاتنا، وفرقنا، ومنتخباتنا، ويعيدها للإنجازات، والنتائج، ويزرع الثقة من جديد كما كانت.. ومَن يضيعون في دهاليز الإدارة، ويتوهون في مساراتها، و"كمالياتها"، ولا يفهمون ماذا يريدون؟ وما هي أدوارهم الحالية في كرة القدم السعودية؟
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org