"الطاقة الشمسية" مستقبلنا الآمن

"الطاقة الشمسية" مستقبلنا الآمن
الطموح الذي يراود الاقتصاديين يتمثل في استبدال الطاقة التقليدية بالطاقة البديلة والمتجددة(الطاقة الذكية الخضراء) وكانت أوراق العمل التي طرحت في منتدى الرياض الاقتصادي الأسبوع المنصرم تتحدث عن الخسائر الفادحة من جراء الهدر الضخم للبترول الذي يستهلك في توليد الطاقة الكهربائية، وتحلية المياه، ووضع المختصون تقديراً للخسارة المتوقعة، حيث تعادل ما يزيد عن 795 مليون ريال يومياً، بحلول عام 2035م، وبهذا الرقم المذهل، نحن إزاء منعطف خطير، فالإرهاصات تنبئ عن مجيء وقت لا محالة يتضاعف فيه الاستهلاك من منتجنا البترولي، وبطبيعة الحال تتقلص الاستفادة منه في التصدير إلى أقصى حد ممكن، وهذا لا يتوافق مع طموحاتنا، ولا يتناغم مع أحلامنا، ويبدّد التفكير في الاحتفاظ بالاحتياط للأجيال القادمة في ظل الظروف التي تسير عليه آلية الاستهلاك الجائرة من أجل توليد الطاقة التقليدية. ولكون التنامي الفكري والتقني يجعل الإنسان يفكر في البدائل المناسبة، فإن الطاقة البديلة هي الحل الناجع والأمثل لمشكلة قد تحدث في قادم السنوات.
 
ومن حسن الحظ أن بلادنا ولله الحمد تنعم بميزة قلّ تواجدها في كثير من بلدان العالم، وتتمثل في موفور الطاقة الشمسية والتي تعد الضوء الأخضر لمستقبل آمن إن شاء الله، سيما وأن مدير إدارة مشروع الطاقة الشمسية في أكاديمية الطاقة المتجددة يقول بأن المملكة لديها فرصة في استقبال طاقة شمسية هائلة لا تنضب، وأن ما يصلها في اليوم الواحد يكفي لإمداد العالم بالطاقة.
 
هذه النعمة التي أسداها رب العباد لبلادنا تحتاج إلى استثمار أمثل بتسخير الإمكانات، وتهيئة الدراسات والأبحاث، مع الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا الصدد.
 
ولو عدنا إلى حقبة زمنية قريبة لوجدنا أن الحضارة الأوروبية الحديثة قامت أساسا على طاقة الفحم وأسهم في إخراجها من عصر الظلام إلى الانفتاح المعرفي والثورة الصناعية، ليتم فيما بعد اكتشاف طاقة أسهل استخراجا وإنتاجا وتصديرا وهو النفط الذي ساعد في تزايد الحركة الصناعية وأصبح البترول العمود الفقري في تحريك المكنة الحديثة، ولأن التطور عملية مستمرة لارتباطه بالفكر البشري ولكون الإنسان مستمر في عمليات الابتكار والاختراع والاستثمار، ولأن البترول مثله مثل الفحم قابل للنفاد، فإن استنهاض القدرات الفكرية والعقلية في الابتكار وصولاً إلى بدائل جديدة ومن بينها الطاقة الشمسية التي تعد البديل الأفضل في الوقت الراهن مما جعل الكثير من الهيئات العلمية في الدول المتقدمة تشتغل عليها بحثا ودراسة، وهذا الذي يجعنا نحمد الله سبحانه وتعالى أن وفر لبلادنا هذه الطاقة وعلى مدار العام.
 
المسارعة في استثمار الطاقة الشمسية يحقّق لنا عدّة أشياء أولا: التخفيف من الاستهلاك الضخم من البترول، فضلا عن الاستفادة من طاقة متجدّدة وغير قابلة للنضوب، وهي الطاقة الشمسية، ويصبح لنا كعب عال في التنافس الدولي، ينعكس أثره إيجابياً على مجتمعنا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org