"فتيني": هذه حكاية مبتعث أنصفته مكرمة ملكية وحرمه موظفون

قال: الواقعة نموذج لتفصيل المسؤولين القرارات "على مزاجهم"
"فتيني": هذه حكاية مبتعث أنصفته مكرمة ملكية وحرمه موظفون
أيمن حسن– سبق: يرى الكاتب الصحفي بسام فتيني في حكاية مبتعث سعودي بالولايات المتحدة نموذجاً للقرارات والمكرمات الملكية التي تنصف بها الدولة الشعب، لكن يتصدى الموظفون والمسؤولون ليحرموا غالبية المواطنين خيرها، مؤكداً أن هؤلاء الموظفين يفصلون تنفيذ القرارات "على مزاجهم".  
 
وفي مقاله " قصة مبتعث على حسابه!" بصحيفة "الوطن" يروي فتيني الحكاية ويقول "كان عبدالله نائما آمنا في بيته معززا مكرما في بلده لولا أن طموحه وشغفه للعلم والتعلم قاداه للتشبث بأمل الدراسة في الخارج على حساب والده، بعد أن نصحه أحد أصدقائه باقتناص فرصة الابتعاث التاريخية التي وفرها الوطن لأبنائه.. ذهب عبدالله لوالده المتقاعد عارضا عليه حلم الدراسة في الخارج ليعود فردا مؤهلا يفخر به الوطن قبل ذويه، فاحتضنه والده قائلا أبشر يا ولدي سأمنحك كل ما أملك لتعود يوما ما رافعا رأسك متسلحا بالعلم".
 
ويضيف الكاتب "وبدأت القصة حين عَلِم عبدالله أن أربعة أشهر كافية لدراسة اللغة واتباع بعض الشروط التي أقرتها وزارة التعليم نفسها وروجتها على لسان مسؤوليها آنذاك ثم فجأة تغير كل شيء وتنصلت الوزارة من وعودها، وأصبح عبدالله في موقف لا يحسد عليه، فالمال قد نفد ووالده مستور الحال لا يملك ورثا يسنده ولا ثراء يتكئ عليه، فتكالبت عليه الظروف هناك في بلد الغربة حيث الدفع أو الطرد وصرامة الأنظمة".
 
ثم يرصد فتيني كيف جاءت للفتى عبد الله النجدة بمكرمة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز بشمول الدارسين على حسابهم في البعثات على نفقة الدولة، وحرمه منها موظف، فيروي الكاتب "بكى عبدالله حتى بح صوته في ليلة مظلمة، ودعا الله أن يعجل بالفرج فهو لم يقم بكل هذا ليعود خائبا بلا منجز أو علم، ثم أراد الله أن تأتي البشائر للمبتعثين في الولايات المتحدة وهو منهم.. وجاءت أبوة سلمان - الملك - لتحضر حاملة الفرج والفرح لمن أبكتهم الظروف، لكن هيهات تم تحوير واختزال البشائر لتكون فرحة منقوصة أخرجت جل المتضررين من المكرمة، ويبقى السؤال عالقا: لمصلحة من يحدث كل هذا؟ هل أصبح من درس على حسابه متبعا شروط مرجعه مذنبا؟ لم تتنصل الوزارة من وعودها؟".
 
ثم ينهي الكاتب بالدرس القاسي على يد الموظفين "من المؤسف أن تكون إرادة الدولة واضحة جلية في دعم أبنائها ثم يأتي من يعتقد أنه "فلتر" للقرارات ويفصلها على مزاجه.. اتقوا الله وكفى".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org