"سفّاحا الرياض".. جرائم قتل بشعة بدأت بالثأر لعشيقة وانتهت بالسقوط

باكستانيان أنهيا حياة ضحاياهما طعناً وخنقاً.. وولي وولي العهد يُكرم الأمن
"سفّاحا الرياض".. جرائم قتل بشعة بدأت بالثأر لعشيقة وانتهت بالسقوط
عبدالله البرقاوي- سبق- الرياض: نجحت إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض، في كشف ملابسات مقتل أربعة وافدين من الجنسية الهندية والبنجلاديشية على يد باكستانيّيْن؛ ذلك بعد أن تم الإبلاغ عن تغيّبهم في ظروف غامضة؛ حيث صدرت توجيهات صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظه الله- المبلغة لمدير الأمن العام بتكريم فريق العمل الأمني.
 
كانت البداية عندما تلقت إدارة دوريات الأمن بلاغاً من أحد المواطنين مفاده انبعاث رائحة كريهة من مركبة نوع "هونداي" تقف بحي الفوطة وسط العاصمة الرياض خلف أحد الأسواق، وبعد فتحها وُجدت بداخلها جثة مجهولة في حالة تعفّن شديد، وبها آثار لخمس طعنات نافذة في منطقة البطن وجروح قطعية في اليد اليسرى، وبالتحقق من وضع المركبة اتضح أن اللوحة المثبتة عليها عائدة لسيارة من نوع "كراسيدا" مبلغ عن سرقتها لدى مركز شرطة الديرة.
 
ونظراً لأهمية القضية وما اكتنفها من غموض، خاصة وأنه من خلال المعطيات الأولية لمعاينة الجثة والسيارة تبين الحرص الشديد والتخطيط الدقيق لارتكاب الجريمة من قبل الجناة، فقد أسندت مهمة البحث والتحري عن مرتكب هذه الجريمة الشنيعة إلى إدارة التحريات والبحث الجنائي؛ لما تتمتع به من خبرة وإمكانيات؛ حيث اتخذت كافة الإجراءات والتدابير البحثية للتعرف على هوية المجني عليه، ومن ثم محاولة معرفة ظروف وملابسات الجريمة.
 
وأسفرت تلك الجهود، ولله الحمد، عن الاشتباه بوافدين من الجنسية الباكستانية، الأول يدعى أسد محمد يوسف جان (24 سنة) والثاني آدم خان إياس خان (22 سنة)، وإخضاعهما لجلسات تحقيق مركّزة نتج عنها إقرارهما بالتخطيط لقتل أحد الوافدين -من جنسية هندية- نظراً لإقامته علاقة محرمة بامرأة سريلانكية كانت على علاقة سابقة بأحدهما؛ حيث واعداه، وحال حضور المجني عليه قام الجاني وشريكه في الجريمة بالركوب معه بسيارته "فان"، وطلبا إيصالهما إلى أحد المواقع، وفي الطريق باغتاه بخنقه وطعنه، ثم تعاونا على لفّه ببطانية، وألقيا جثته خلف مستودعات بحي السلي، وأخذا سيارته وأوقفاها بحي الفوطة.
 
وبعد هذه الحادثة بأسبوع احتاج المجرمان مبلغاً من المال؛ لشراء مادة الحشيش المخدرة من أحد المقيمين من الجنسية الباكستانية -تم القبض عليه في وقت لاحق- فقاما باستدراج وافد بنجلاديشي -في العقد الثالث من العمر- يعمل سائق سيارة أجرة من نوع "كامري"؛ حيث طلبا منه إيصالهما إلى حي الصحافة، وعند وصولهما بادره أحدهما بخنقه بقطعة قماش، فيما قام الآخر بطعنه عدة طعنات بسكين كان يحمله، وسرقا ما معه من نقود، ثم قاما بنقل جثته إلى حي الفوطة، ووضعاه داخل السيارة "الفان" التي كانت بقيادة الضحية الأولى، وبعد ذلك استخدما سيارته في تنقلاتهما.
 
وفي الجريمة الثالثة قاما بالترصد لوافدٍ من الجنسية الهندية -في العقد الثالث من العمر- يقود سيارة أجرة من نوع "هونداي"، وطلبا منه إيصالهما إلى أحد المواقع بحي الصحافة، وحال وصولهما قام أحدهما بخنقه، والآخر قام بطعنه بالسكين، ثم اتجها به إلى حي العارض؛ حيث قاما بمحاولة إخفاء جثته بإلقاء كمية من الأخشاب عليها، ثم سرقا سيارته لاستخدامها في تنقلاتهما بعد تركيب لوحات سيارة من نوع "كرسيدا" قاما بسرقتها من حي الديرة، وبعد ذلك أوقفا السيارة إلى جوار السيارة "الفان" بحي الفوطة.
 
ولرغبتهما في الحصول على سيارة أخرى لتنقلاتهما، قاما بالترصد لوافد أربعيني من الجنسية البنجلاديشية يعمل سائق أجرة، وطلبا منه أن يقوم بنقلهما من البطحاء إلى حي الصحافة على سيارته "الكيا"، وعند وصولهما إلى الوجهة المطلوبة قام الأول بخنقه والثاني طعنه بالسكين، ثم قاما بنقله إلى حي العارض ودفناه تحت التراب.
 
وجاء من ضمن اعترافهما أنه سبق لهما وأن أقدما على سرقة سيارة من نوع "فان" من حي الديرة، وقاما بأخذ ماكينة السيارة وبيعها في التشليح لشراء مادة الحشيش المخدر، ثم قاما بحرق السيارة في حي وادي لبن، وبفضل من الله -عز وجل- ثم بجهود ضباط وأفراد إدارة التحريات والبحث الجنائي الذين ما فتئوا في مواصلة الليل بالنهار في سبيل كشف غموض القضية والقبض على مرتكبيها؛ اعترفا بما نُسب إليهما، وقاما بالدلالة على مواقع الجثث الثلاث الأخرى والتي كانت في مراحلة متقدمة من التعفن، والسيارات الخمس، وطابقت أقوالهما الواقع والمعاينة الأولية لتلك الجثث والمواقع وصدقت أقوالهما شرعاً.
 
يُذكر أنه صدرت توجيهات صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظه الله- المبلغة لمدير الأمن العام بتكريم فريق العمل؛ حيث قام مدير شرطة منطقة الرياض باستقبالهم ونقل لهم تقديره الكريم لما أظهروه من جهود مميزة وتحيات مدير الأمن العام.
 
يشار إلى أن التحقيقات لا تزال تجرى للكشف عن أي جرائم أخرى قام المجرمون بارتكابها؛ تمهيداً لبعثهما لجهة الاختصاص؛ لإحالتهما على القضاء الشرعي لينالا جزاء أفعالهما الشنيعة واجتثاث الشر الكامن في نفسيهما.
 
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org