خلال أيام.. السعوديون ​يواجهون​ مصاريف مرتفعة تستنزف مدخراتهم

مواطنون يشتكون واقتصاديون يضعون حلولاً لتجاوز الأزمة ​المالية المقبلة​
خلال أيام.. السعوديون ​يواجهون​ مصاريف مرتفعة تستنزف مدخراتهم
- "ا​لبوعينين": لا بد من صرف راتب إضافي للتخفيف من الأزمة الاقتصادية التي ترهق الأسرة السعودية.
- الدكتور خالد سليم: ما يرهق ويستنزف ميزانية الأسرة ليس تتالي المناسبات بل حالة الجشع والاستغلال.
- "الحربي"​: ​للبنوك دور كبير في التخفيف من أزمة الأسرة الاقتصادية خلال الفترة المقبلة.​
- خبير تسويق​:​ مغريات المواسم هي التي تعمل على تقهقر ميزانية الأسرة.
- محمد الشبيلي: مع بدء الإجازة الصيفية تكثر المصاريف نتيجة ارتفاع وغلاء الأسعار.
- ​ ​خالد القوسي: هناك نوع من المبالغة والتباهي في الإسراف عند بعض الأسر.
- أحمد عبده محمد: زيادة المصاريف في السوق بسبب الإقبال على شراء الهدايا استعداداً للسفر.
 
غزوان الحسن– سبق– الرياض- تصوير فايز الزيادي: ​تشهد الأيام​ القليلة المقبلة من العام الحالي تزامن وتتابع عدد من المواسم التي تعمل على استنزاف جيوب ومدخرات السعوديين، حيث تبدأ الإجازة الصيفية ويتبعها شهر رمضان مروراً بعيد الفطر وانتهاء ببدء العام الدراسي، ما يجعل أرباب الأسر يصابون بالحيرة والاكتئاب نتيجة للمتطلبات المالية التي يجب تأمينها في مثل تلك الأوقات من العام..
 
"سبق" ناقشت عدداً من ​المواطنين و​​الاقتصاديين​ الذين قدموا حلولاً للأسر ​قد ​تسهم في تجنب العوز المادي خلال الفترة​ القادمة​​.​
 
 
 حق الأسرة
مع بدء العطلة المدرسية، وكما هو معتاد من تطبيق للعادة للسنوية لغالبية الأسر في قضاء أيام عدة من تلك العطلة في سياحة داخلية ​أو​ خارجية يحقق أرباب الأسر من خلالها مطالب أسرهم في التخفيف من عناء عام دراسي انقضى.
 
يقول المدرس محمد الشبيلي لـ "سبق": مع إعلان انتهاء العام الدراسي وبدء الإجازة الصيفية يبدأ جميع أولياء الأمور والأسر الاستعداد لقضاء إجازة خارج مكان إقامتهم ما يترتب على تلك الإجازات من مصاريف كثيرة نتيجة ارتفاع وغلاء الأسعار في بعض الأماكن وخصوصا الارتفاع الواضح في أسعار عدد الشقق المستأجرة في المناطق السياحية ما يؤدي إلى إرهاق كبير لم يكن في الحسبان نتيجة هذا الغلاء.
 
ويقول صالح العنزي: إن تتابع وتتالي المناسبات من إجازة نهاية العام وحلول شهر رمضان ومناسبة الأعياد تجعل من رب الأسرة يواجه عدد من الضغوط حتى يستطيع تحقيق احد حقوق أسرته في قضاء إجازة ممتعة يرافقها في نفس الفترة الزمنية تامين مطالب البيت من مواد غذائية وغيرها من المستلزمات التي ترافق شهر رمضان المبارك ليبدأ رب الأسرة في شراء حاجة ومقتضيات الأسرة من ملابس وحلويات وضيافات الخاصة في العيد.
 
 
 
مبالغة زائدة
وقال المواطن خالد القوسي: هناك نوع من المبالغة والتباهي في الإسراف حيث ليس هناك حاجة ملحة لتكلف الأسرة نفسها مصاريف مرتفعة وهذا ناتج عن التقليد الذي تقوم به الأسرة بشكل غير محسوب ما ينعكس سلبا على دخلهم عند نهاية الإجازة أو انقضاء الشهر المبارك.
 
وقال أحمد عبده محمد: إن زيادة المصاريف التي نشهدها في السوق هو أثناء الإجازات وما يرافقها من إقبال على شراء الهدايا من الملابس والعباءات للسفر، أما بخصوص الأسعار فقال: الأسعار ثابتة بدون أي زيادة تذكر بل على العكس في هذه المواسم يعمد عدد من أصحاب المحال إلى إجراء نوع من التخفيضات لجلب الزبائن.
 
كما قال المواطن أبو فيصل البلخي: إن من العادات التي تتبع في تلك المواسم وقبل دخولها هو التجهيز المفرط لها من حيث شراء الحاجيات سواء لشهر رمضان أو الهدايا للأقارب والأصدقاء أثناء العطل بالإضافة إلى الحاجيات المدرسية للأولاد دون مراعاة ميزانية ومدخول تلك الأسرة، وهذه الظاهرة للأسف تؤدي إلى أزمة مالية داخل الأسرة ينتج عنها عجز يظهر في الأشهر التي تليها من حيث المديونية
 
 
استغلال المناسبات
قال الباحث والدكتور خالد سليم: إن ما يرهق ويستنزف ميزانية الأسرة في السعودية، ليس تتالي المناسبات فحسب بل حالة الجشع والاستغلال التي تصاحب تلك المناسبات، فعلى سبيل المثال نلاحظ ارتفاعاً يطرأ على أسعار بعض الأمور التي تصبح محط إقبال المواطنين حيث تجد ارتفاع أسعار الشقق السكنية في الشرقية وجدة وأبها مع بدء موسم الإجازة دون ضوابط معينة هذه الزيادة تعمل على حدوث خلل في الترتيب المنظم من قبل الأسرة في تحديد مبلغ الصرفيات المخصصة. وبالمثل في أيام الأعياد وحلول شهر رمضان وما يرافقه من عشوائية الشراء الاستهلاكي.
 
 
 راتب إضافي
وقال الكاتب والخبير الاقتصادي فضل البوعينين لـ "سبق" تعتبر المواسم المقبلة المتتالية من المواسم المرهقة للمواطن السعودي مادياً، حيث يتحمل مصاريف إضافية لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الأشكال، ومع العلم غالبية المواطنين يعتمدون في حياتهم المعيشية على الرواتب الشهرية. وأضاف "البوعينين" قائلاً: عندما يكون هناك عدد من الالتزامات سيؤدي ذلك إلى شح في الموارد وعدم القدرة على مجاراتها وخصوصا في حال ارتباط المصاريف في أمور استهلاكية يمكن الابتعاد عنها ولكن عندما ترتبط المصاريف في أمور أساسية لا يمكن الابتعاد عنها. واستطرد "البوعينين": الادخار هو السبيل الأمثل لمواجهة هذه المصاريف ولكن أصحاب الرواتب الضعيفة لن يقوموا بالادخار ولذلك فأنهم يحتاجون إلى مصدر أخر لزيادة الدخل، وختم "البوعينين" قائلاً: لا بد من التفكير بالمكافآت السنوية المرتبطة بهذه المناسبات من خلال مرتب إضافي يعطى خلال هذه الفترة من العام تستطيع أن تجنب المواطن الأزمة الاقتصادية التي يتعرض لها.
 
 
"برستيج" معين
وقال أستاذ مناهج وأساليب تدريس العلوم الدكتور خالد الحربي لـ "سبق" إن الظروف الاجتماعية التي يتعرض لها المواطن في هذه الفترة من العام تجعله يشعر بالخوف من عدم قدرته على تحقيق متطلبات المرحلة من التزامات ماليه عالية، وذلك بهدف ظهوره أمام أبناء جلدته وأقاربه في مظهر اجتماعي مقبول لا ينقص عنهم في شيء "برستيج" ما يضطره في غالبية الأحيان إلى الاستدانة للوصول إلى مستوى معين من تلك الالتزامات، فعلى سبيل المثال بالإضافة إلى المواسم المتعاقبة التي ترهق جيب الموظف هناك موضوع الزواجات التي تحدث في فصل الصيف وتكون أكثر إرهاقاً لجيب المواطن وخصوصاً الأقارب وما يترتب على صلة القرابة من مبالغ مالية يتبرع بها المواطن لذويه وتزيد الطين بلة.
 
وأضاف "الحربي": لا بد للبنوك أن تلعب دوراً في التخفيف أو الحد من الأزمة الاقتصادية التي تتعرض لها الأسرة من خلال الإعفاءات من الديون أو الأقساط المترتبة على المواطن خلال فترة شهر رمضان فقط على الأقل
 
عوامل مساعدة
كما أشار مدير العلاقات العامة وأحد خبراء التسويق الاستهلاكي في كبرى شركات الأغذية بالمملكة، والذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن حالة الإرهاق المادي التي ترافق تلك المواسم من العام تعود إلى مغريات عدة تدفع بالمستهلك إلى شراء عدد من الحاجيات الغير ضرورية والملحة، حيث من المعروف أن خلال شهر رمضان المبارك تكون هناك تخفيضات على عدد من السلع ما يدفع بعدد من الأسر استغلال هذه الظاهرة وشراء ما يفوق حاجتها ما يجعل ميزانيتها تتقهقر حيث يقوم المواطن بشراء حوائج وأغراضاً بنسبة 30% تفوق متطلباته اليومية نتيجة للعروض المقدمة والأسعار التي تستقطب وتستنزف الجيوب. وأضاف: لا بد للمواطن من معرفة متطلباته الأساسية وتعلم ثقافة الادخار التي تسهم بشكل كبير في الحد من الإرهاق بحيث يتم تنظيم حاجيات ومتطلبات الأسرة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org