حين كنتَ ذاك الصغير في مدرستك الكبيرة هل حدث أن دس أحدهم يده في جيبك، وانتزع ما يمكن أن يكون فيه؟ لعله اعتاد أن يلتقط فطورك الصباحي، ويجعلك تتضور جوعاً بلا فسحة! قد يكون رحيماً حين يمط شفتيه فحسب ويمضي منتصراً ضاحكاً دون أن يطرحك أرضاً! هل كنت تراه طويلاً، كبيراً، قوياً بما يكفي لتخافه؟ إذ يمكنه أن يركلك أو يمزق كتابك، وعليك أن تصمت! ويجعلك تحت تأثيره مستسلماً له، ويُسكت أي انتباهة منك بجحظة عينه، أو حركة جفنه، أو عضة لشفته السفلى.. فتخور قواك. ربما لا يكون انتقاك وحدك بل فرض سيطرته على مجموعة معينة؛ استسهل انهزاميتها، وترأس عصابته الصغيرة! مستعرضاً قوته في غياب دور المعلم الذي لم يلحظ ولم تنبهه، مع تغييب مؤشرات تسلطه عن والديك.