"سبق" تقتحم العالم السفلي لتهريب المتسللين عبر اليمن وتكشف حيلهم

​قطعوا الشبك وارتدوا ملابس النساء.. وظل "وادي الشيطان" هو كلمة السر
"سبق" تقتحم العالم السفلي لتهريب المتسللين عبر اليمن وتكشف حيلهم
تم النشر في
- طرق تهريبهم تطرح السؤال الأهم.. هل هناك تقصير من الجانب اليمني؟
- عدد المتسللين يقدر يومياً بـ 800، استناداً لإحصائية حرس الحدود في شهر صفر الماضي.
- ثغرة المشنق بالعارضة أكثر نقاط التهريب في المحافظات الحدودية ووادي الجنِّيّة أكثر الطرق وأشهرها.
- وادي الشيطان في محافظة الحرث من أكبر المواقع التي يتوافد إليها مجهولو الهويّة والمهربون.
- المهرب يستعين دائماً بمرافق غير سعودي، يستخدمه في النزول مع مجهولي الهويّة لتفادي نقاط التفتيش.
 - يحاول المهربون التحايل على الدوريات بتغيير نوع السيارة أو إنزال المتسللين مع مهرب آخر لإيصالهم.
- بن محفوظ: أبراج حرس الحدود لديها الإمكانية لردعهم -بفضل الله- ثم ما وفرته الدولة من معدات وكاميرات حرارية.
محمد المواسي- سبق- جازان- تصوير: أحمد السبعي: ما زالت مشاهدات المتسللين داخل القرى السعوديّة الحدودية والداخلية، تثير التساؤلات عن مدى تعاون الجانب اليمني حول منع دخولهم غير الشرعي إلى السعودية، فبرغم ما شهدته المملكة مؤخراً من حملات أمنيّة مكثّفة، أطاحت بأكثر من 120 ألف متسلل يمني، وتم ترحيلهم، بحسب تصريحات وزير الهجرة والمغتربين اليمني في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، إلا أن مشاهدات كثيرة لتوافد مجهولي الهويّة وسيرهم في القرى والطرقات، صاحبتها مخاوف المواطنين منهم.
 
 وقادت هذه المخاوف "سبق" لتقصّي ظاهرة التسلل وكيّفيّة دخول مجهولي الهويّة عبر الحدود السعودية من منطقة جازان، لترصد أهم نقاط الدخول وأساليب الدخول غير الشرعي إلى السعودية، بعد أن قُدِّر عدد المتسللين يومياً بـ 800 استناداً لإحصائية حرس الحدود في شهر صفر الماضي، وما تسببت به إغراءاتهم للشباب السعودي بالنقود من ضياع مستقبلهم الذي انتهى بهم في السجون أو في المستشفيات، جراء الحوادث المرورية أثناء تهريبهم.
 
ثغرة المشنق
امتداداً من محافظة الداير بني مالك وحتى جبال محافظة الحرث جنوب منطقة جازان، هذه الحدود جبلية فيها عدة مراكز جبليّة على امتداد الشريط الحدودي، وتتمركز فيها دوريات حرس الحدود في الخط الأول، فيما تتمركز دوريات المجاهدين في الخط الثاني غالباً، والجهات الأخرى في الخطوط الداخلية، ويبذلون جهوداً جبّارة من أجل إحكام الدرع وتحصين حدود المملكة من شرور المهربين والمتسللين.
 
وتوجد عدة نقاط للدخول من اليمن في القرى والمديريات اليمنية، على امتداد الشريط الحدودي إلى منطقة جازان، ومن أسهل النقاط لسكان المناطق الساحليّة والقرى، كنقطة للدخول، موقع المغيالة في محافظة أحد المسارحة، وموقع البرم ووادي السرداحي، كما يسميه بعض المتسللين، ويؤدي للدخول من مخيم المزرق للنازحين اليمنيين في اليمن إلى محافظة أحد المسارحة جنوب منطقة جازان، وطريق العقبة وهو من خلف مصنع الإسمنت في محافظة أحد المسارحة، في مقابلة قرية الملاحيط في اليمن، وهي أيضاً أحد أهم المواقع التي يتوافد إليها راغبو التسلل إلى السعوديّة من المناطق الساحلية والقرى، بحسب المتسللين، وكذلك المشنق في محافظة العارضة، فهي أكثر نقاط التهريب في المحافظات الحدودية خصوصاً مع تلك الثغرات التي تسبب في إحداثها مجهولو الهوية في الشبك الحدودي، ورصدتها "سبق" بالصور.
 
وادي الجنِّيّة
الدخول إلى المناطق الجبلية في منطقة جازان، تحديداً إلى جبال الحشر ووادي دفا ومركز حطَّاب ووادي الجنِّيّة، وهي أكثر الطرق وأشهرها للتهريب والتسلل من اليمن وإلى السعودية، وإليها ومنها، يأتي عن طريق صعدة التي تقابلها في الحدود، حتى إن دوريات حرس حدود بقطاع الداير بني مالك في وادي الجنية تحديداً، اكتشفت وجود نحو 450 إفريقياً قبل 5 أشهر داخل الوادي، بنوا مساكن من الخشب والأشجار وتم تهجيرهم وهدم المنازل، ويكثر القبض على المهربين والمتسللين من الإثيوبيين فيها، ويُرجع البعض ذلك إلى تشابه البيئة وسهولة التنقل فيها بالنسبة لهم، ويواجه رجال حرس الحدود في تلك المناطق المهربين ويتم تبادل إطلاق النار معهم حتى القبض عليهم. 
 
بوابة حرض
حرض هي البوابة الأكبر بين اليمن والسعودية، وفيها المنفذ اليمني تجاه السعودية من منطقة جازان، وكذلك يقابلها في محافظة الطوال منفذ اليمنيين تجاه السعوديّة، وفي حرض عدة قرى تعد تمركزاً للمهربين، منها قرية المبخَّرة اليمنيّة التي تقابلها قرية المبخرة السعودية على الشريط الحدودي وبالقرب من الجمارك اليمنية قرية خدور، التي تعد أكبر مجمّع للذين يقودون المجهولين للخروج عن طريق التهريب على امتداد الشريط الحدودي في البر، بحسب مارواه متسللون لـ"سبق". 
 
وموقع الظبرة، أو ما يسمى "أبو الظبرة" عند المتسللين، في محافظة الطوال السعوديّة أحد الممرات التي يخترق فيها الشبك الحدودي بين الجارتين من قبل المتسللين، وإحدى مواقع انتظار المهربين من قبل المتسللين، حيث يتم نقلهم إلى الداخل، ويعد وادي الشيطان في محافظة الحرث من أكبر المواقع التي يتوافد إليها مجهولو الهويّة أو المهربون، وكذلك قرية الجابري هي أيضاً إحدى القرى السعودية على الشريط الحدودي ومعبر مجهولي الهوية إلى الأراضي السعوديّة. 
 
التسلل البحري
التسلل البحري أقل بكثير من التسلل عبر الحدود البرية والجبلية، لما فيه من مخاطر ومخاوف تمنع وصولهم إلى هدفهم، خصوصاً مع حزم رجال حرس الحدود على امتداد ساحل البحر الأحمر وما ترجمته الإحصائيات الأخيرة.
 
 وأكد متسللون لـ "سبق" أن أعدادهم في قرى اليمن الحدودية تقدر بالآلاف ولكن لا يستطيع الدخول منهم إلا القليل، وهم متمرسون على الدخول خصوصاً الذين يسيرون إلى مواقع ثغرات الشبك الذي يمتد لـ 1800 كلم على امتداد الحدود السعودية، مشيرين إلى أن أعداد المتسللين الذين يدخلون يومياً لا يصل لألف متسلل من أصل أكثر من 5000 يتجمعون داخل القرى الحدودية في اليمن يهمون بالتسلل إلى السعودية مع حدود منطقة جازان، مشيرين إلى أنهم لا يواجهون صعوبة في الدخول إلى السعودية من اليمن، وأن الصعوبة تكمن عند اقترابهم من الأراضي السعودية، ومشيرين إلى أن دخولهم كان عن طريق المشنق بمحافظة العارضة ووادي السرداحي عن طريق العقبة بأحد المسارحة.
 
ما بعد الدخول
يعرّض المتسللون أنفسهم للخطر جراء مغامرتهم ودخولهم بطريقة غير شرعيّة للسعوديّة، من ناحية مغامرتهم في قطع الأودية، كما حدث قبل عام عندما قطع متسلل أحد أوّدية محافظة العارضة، ما أدى لوفاته بعد أن جرف لعدة كيلومترات ليصل لمحافظة الحرّث، وإذا لم تكن المخاطر بيئيّة فالمخاطرة بالتأكيد في التنقل وسط قرى جازان الحدوديّة والتلصص عن عين حرس الحدود، وهو الأمر الصعب عند من لم يمارسوا الدخول غير الشرعي.
 
وبعد مرحلة القرى الحدوديّة يتوقف المتسللون في مواقع معيّنة معروفة لديهم يتواصلون فيها مع السماسرة الذين يتواصلون مع مهربي المجهولين، الذين غالباً هم من السعوديين.
 
أساليب التهريب
ولدى مهرب المتسللين مرافق، غالباً يكون غير سعودي، يستخدمه في النزول مع مجهولي الهويّة لتفادي نقاط التفتيش، عندما يتوقف غالباً بمسافة بعيدة وموقع بعيد عن الأنظار ونقاط التفتيش، لينزل المتسللون ويمشون خلف نقاط التفتيش أو أمامها، ومعهم المرافق الذي يدلهم على طرق سير آمنة، حتى موقع آخر ينتظرهم فيه المهرب ليتابعوا السير، وأساليب أخرى يستخدمها المهربون في السيارات ذات الأحواض، مثل إركابهم في الحوض وتغطيتهم بغطاء قماشي أسود اللون، أو أن يلبس المتسللون الحجاب والزي النسائي، وكثيراً ما اكتشف هذه الألاعيب رجال الشرطة والأمن، وتظليل زجاج السيارات بالكامل، والآخرون من المهربين يسلكون غالباً الطرق الفرعيّة والداخلية بالأحياء والقرى، وطرقاً ترابيّة وعرة تربط بين القرى والمحافظات، إلا أن دوريات المجاهدين وهي خط الدفاع الثاني تتمركز في هذه المواقع، وهي دائماً بالمرصاد لهم كطريق الجوّة في محافظة العارضة، وطريق ترابي يمتد من مشلحة حيث نقاط التجمع خلف مشلحة وطناطن وبينها شهدان وتقع بين (محافظة صبيا وهروب) وحتى طريق مركز الحقو التابع لمحافظة بيش، ينزل المتسللون مشياً على الأقدام أو مع مهربيهم في سيارات معينة خلف قرية الخبطة في طريقٍ جبليٍ وعر حتى يتجاوزون قرية دولة التابعة لمركز الفطيحة مروراً بوادي بيش (وفيه عدة نقاط لتجمع المجهولين بالسماسرة والمهربين) متوجهين لطريق محايل عسير التابعة لمنطقة عسير.
 
وكذلك طرق ترابية ونقاط تجمع المجهولين في سمّرة التابعة لمحافظة بيش والطريق من خلف قرى الخلاوية والنجوع إلى محافظة الدرب بطرق تتمركز فيها دوريات المجاهدين، وقل من يجتازها حيث يتوافد إليها مجهولو الهوية بكثرة، وفي إحدى عمليات ملاحقة المهربين التي قامت بها شرطة بيش في الموقع نفسه تم القبض على نحو 70 مجهول هوية قبل أكثر من عام، وقام مهربون بملاحقة الدورية وصدمها من الخلف حتى انقلابها وإصابة رجل الأمن.
 
التحايل على الدوريات
يحاول المهربون التحايل على الدوريات عندما يتم الإبلاغ عنهم بالهروب ثم التوجه لنقاط التجمع أو الالتقاء لتغيير نوع السيارة، أو إنزال المتسللين مع مهرب آخر ليتم إيصالهم إلى النقطة التي يتوجه لها.
 
وإجمالاً فإن أعداد المقبوض عليهم الكبيرة من المتسللين بشكل يومي أو شهري لن تشير إلا إلى أن الخلل في الجانب الآخر من الحدود، وعدم التعاون في منع ظاهرة التسلل والتهريب عبر الحدود السعودية اليمنيّة، وهذا ما يؤكده متسللون من خلال حديثهم لـ "سبق" أنهم لا يواجهون صعوبات في الدخول من الجانب اليمني حتى يهمّون بالدخول إلى خط الحدود السعودي.
 
الكاميرات الحرارية
ومن جهته، أوضح العميد عبدالله بن محفوظ الناطق الإعلامي لحرس حدود منطقة جازان، أنه "بفضل الله ثم ما وفرته الدولة من معدات وكاميرات حرارية فأبراج حرس الحدود لديها الإمكانية على ردع كل من تسول له نفسه الدخول غير الشرعي للأراضي السعودية".
 
 وحول النقاط التي يتمركز فيها المتسللون داخل اليمن قال: نحن لا شأن لنا في الجانب اليمني، ولكن لدينا من الإمكانيات ما يمكننا من السيطرة على الشعيب والأودية ولدينا دوريات عدة في الخطوط الأمامية والخلفية وغيرها والتي تتبع للأربعة قطاعات قطاع الداير وقطاع العارضة والحرث والطوال وقطاعات بحريّة عدة وهي درع حصين للحدود السعودية، وأشار إلى أن المتسللين توجهوا للمناطق الجبلية ولكن حرس الحدود بالمرصاد لكافة تحركاتهم وكذلك لدينا تسلل عكسي من الداخل إلى الخارج يقوم به أشخاص لديهم مشاكل يهربون منها إلى اليمن وكذلك قد تم القبض على سعوديين وهم يتسللون عبر الحدود، وأشار بن محفوظ إلى أنه تم القبض على 26550 متسللاً خلال شهر صفر من العام الحالي. وأضاف: وهذا بفضل ما وفرته لنا الدولة من إمكانيات.​
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org