شاهد: "طلاب الخيام".. علم بلا مأوى وأمهات يرفعن الرايات بـ"فجر تبوك"

شاهد: "طلاب الخيام".. علم بلا مأوى وأمهات يرفعن الرايات بـ"فجر تبوك"

​صغار يتحدّون المسافات ويقاومون الحرارة والبرودة.. و"التعليم" تكتفي بالصمت
تم النشر في
عوض العطوي- سبق- تبوك: يبنون خياماً خلف مدارسهم الابتدائية، وتشاركهم أمهاتهم البناء، إقامة لراية العلم، لم يمنعهم البُعد عن الأهل والأصدقاء من مواصلة تعليمهم، رغم المشاق التي تواجههم داخل تلك الخيـام؛ ذلك في مشهد فريد لا يحدث إلا في مركز "فجر" الذي يبعد عن مدينة تبوك 160 كيلو متر، فهناك يحلم هؤلاء الطلاب الصغار ببناء سكني يقيهم ويلات الحرارة والبرودة، ويضمن لهم استكمال الدراسة في أمان، مناشدين إنشاء مرحلة متوسطة وثانوية لمواصلة حلم الدراسة، وسط تخلي "تعليم تبوك" عنهم، على حد وصف أولياء أمورهم.
 
وزارت "سبق" مركز فجـر؛ للوقوف على حالة طلاب المرحلة الابتدائية الذي قاموا ببناء خيامهم خلف مدرستهم بعد أن أمضوا فيها سنين من عمرهم، والتقت بالطالب سالم عبدي العطوي الضى الذى قال: "أمضيت في خيمتي المرحلة الابتدائية كاملة، من الصف الأول وحتى وصلت للصف السادس، لم يُعِقني البُعد عن والدي من مواصلة تعليمي، لكن أحلامي سوف تقف بعد أن أنهي المرحلة الابتدائية؛ لعدم وجود مبنى مهيأ للمرحلة المتوسطة والثانوية".
 
وأضاف: "اعتدت هذا الحال بعد أن وُكّل لي مهام أكبر مني سناً بمتابعة إخوتي الصغار وعددهم ثلاثة، والذين سيسلكون طريق المشقة لحين الانتهاء من المرحلة الابتدائية، كما أن والدي يقطع مسافة 80 كم كل أسبوع من منطقة "وفاد" من بداية يوم السبت وحتى الخميس، وفي بعض الأحيان تقوم والدتي بمرافقتنا؛ لإعداد وجبات الطعام وتنظيف وترتيب أغراضنا الشخصية لحين انتهاء الأسبوع الدراسي".
 
وقال الطالب ناوي خليف الحويطي لـ"سبق": "لم يُساعدنا أحد في توفير التدفئة مع وجود تيار كهربائي داخل خيامنا وُصّل بطريقة بدائية جداً، ولكن اعتمدنا على جمع الحطب من الأماكن القريبة لنا؛ لشدة موجات البرد القارصة التي تعرضنا لها خلال الأيام الماضية، فلم تقم إمارة مركز فجر بمساعدتنا، رغم أننا لا نبعد عنها سوى أمتار".
 
وبيّن: "عند تعرّض المنطقة لموجة غبار لا نستطيع المذاكرة من شدة الرياح التي تقوم بهدم خيامنا، فنقوم بإعادة بنائها بمساعدة أمهاتنا، كما أن أحد المتبرعين جزاه الله خيراً يقوم بتزويدنا بمياه الشرب، ويقوم بتعبئتها بشكل يومي ودون مقابل".
 
وتواصلت "سبق" مع ولي الأمر روى الحويطي الذي بيّن أنه يسكن في "بسيطا" التي تبعد عن فجر قرابة 140 كم، مشيراً إلى أنه لا يبالي بالمسافة التي يقطعها من أجل حصول أبنائه على التعليم، مؤكداً أن هذا هو حالهم على مدى السنوات الماضية لم يتغير سوى أن أحلام أبنائه تنتهي عند المرحلة الابتدائية فقط".
 
وتمنى "الحويطي" من وزارة التربية والتعليم، توفير مرحلة متوسطة وثانوية في مركز "فجر"، وسكن ليتركوا الخيام التي لا تقيهم حرارة الشمس في موسم الصيف، مشيراً إلى تخلي إدارة "تعليم تبوك" عنهم وعدم تقديم أي مساعدات.
 
وأوضحت إحدى الأمهات لـ"سبق" قائلة: "لا يوجد عندنا ثلاجات لحفظ الطعام، ولا لتبريد مياه الشرب في موسم الصيف، واعتمادنا على "الدقيق" الذي نقدمه لأبنائنا، ولا حيلة لنا بتقديم الاكلات المحببة لهم لعدم وجود أي دخل مادي لنا بعد رفض الضمان الاجتماعي، ولا نملك سوى الأغنام التي نربيها ونبيعها، كما أن بناتنا لم يدرسن وغير متعلمات؛ لعدم وجود مدرسة لهن في "فجر"، ولا حتى المناطق القريبة منها مما جعلهن يلزمن البيوت".
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org