بندر الدوشي- سبق- واشنطن: نفى وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، صحة ما تردّد حول موافقة المملكة على استضافة بعثة أمريكية لتدريب مقاتلي المعارضة السورية.
وقال الفيصل في مؤتمر صحفي عُقد أمس الأول في ختام الاجتماع الإقليمي الذي ضمّ وزراء خارجية دول الخليج، ومصر، والعراق، والأردن، إلى جانب لبنان وتركيا وأمريكا، إنه لم يسمع عن وجود مراكز تدريب كهذه بالمملكة، مبيناً أن الجيش الحر له مراكز للتدريب في الدول المجاورة.
ويأتي ذلك قبل أن يؤكد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست الأنباء التي أشارت إلى استعداد السعودية استضافة معسكرات لتدريب المعارضة السورية على أراضيها، مشيراً إلى أنه عقب المشاورات في جدة أعلن السعوديون عزمهم استضافة هذا المعسكر, فيما كانت وكالة "رويترز" هي الأخرى قد نقلت عن مسؤولين أمريكيين، أن المملكة وافقت على استضافة معسكرات لتدريب مقاتلي المعارضة السورية، وذلك في إطار استراتيجية للرئيس الأمريكي أوباما لقتال متشدّدي الدولة الإسلامية، وهو ما تم نفيه.
وجدّد جوش إيرنست دعوة حلفاء الولايات المتحدة الدوليين والإقليميين، خاصة السنة منهم، إلى الانضمام إلى التحالف الدولي في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مؤكداً استعداد السعودية تدريب مقاتلين سوريين.
وفي تصريحات إلى قناة "الحرة"، أكّد المتحدث استمرار المشاورات الأمريكية مع الحلفاء، مشيراً إلى استجابة عددٍ كبيرٍ من الدول الإقليمية إلى دعوة الرئيس أوباما في أثناء اجتماعٍ استضافته السعودية الخميس في جدة، وحضره وزير الخارجية جون كيري.
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة "واشنطن بوست" في تقريرٍ لها: إن السعودية هي المفتاح الرئيس لمكافحة الإرهاب في المنطقة؛ نظراً لقوة تأثيرها في المحيط السني، ولقوتها المالية، ولمهنية القوات الأمنية السعودية المدربة تدريباً قوياً.
وفي مقالٍ لإيشان ثارو في الصحيفة، اعترف الكاتب بأن السعودية هي مفتاح الحرب على الإرهاب، رغم ما ساقه الكاتب من ادّعاءاتٍ مُغرضة في المقال، إلا أنه اعترف قائلاً إن التعاون الموسع مع السعودية هو مفتاح أيِّ جهدٍ تنوي إدارة باراك أوباما بذله في مكافحة الإرهاب؛ نظراً لنفوذها الكبير على المحيط السني، ولكفاءة قواتها الأمنية، ولقوتها المالية التي تؤهلها لمواجهة هذه التهديدات التي باتت مصدر قلق للسعوديين.
وفي تقريرٍ لصحيفة "نيويورك تايمز" نقلت تصريحات وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، التي قال فيها إنه لا توجد حدود لما يمكن أن توفره السعودية في هذا الشأن، مقللاً من الخلاف بين الإدارة الأمريكية والسعودية؛ نظراً لامتناع الأخيرة عن قصف نظام بشار الأسد بعد استخدامه السلاح الكيماوي ضدّ شعبه.
وقال: لا يوجد هناك خلافٌ. الآن يوجد اتفاقٌ لمواجهة الوضع الراهن، لكن لم يصرح الأمير بتفاصيل حول مآل الدور الذي قد تلعبه السعودية في تسهيل وتدريب المعارضة السورية المعتدلة.
وحول حضور تركيا اجتماع جدة، وعدم توقيعها البيان، أكّد مسؤولٌ بالخارجية الأمريكية، أنهم يقدرون الموقف التركي؛ نظراً لمسألة الدبلوماسيين المختطفين لدى تنظيم داعش، ومن المقرر أن يطير السفير الأمريكي إلى أنقرة لمناقشة الموضوع بتفاصيل أوسع، ولمواصلة الاجتماعات مع المسؤولين الأتراك الذين قد أثاروا من قبل مشكلة تسليح الأكراد، وقلقهم من وصولها إلى أيدي حزب العمال المصنف إرهابياً لدى تركيا.
يُشار إلى أن الجهود السعودية في مكافحة الإرهاب باتت حديث وسائل الإعلام الغربية التي ترى أن السعودية مؤهلة لمحاربة الإرهاب على الأرض وفكرياً، ولديها تجارب قوية في مواجهة تنظيم القاعدة الذي ألحقت به الهزيمة، وأجبرته على هروب بعض قياداته إلى اليمن.