"سبق" تكشف طلاباً يبرمون صفقات للغش في الامتحانات

تربويون: بسبب ضعف الوازع الديني وغياب دور المدرسة والأسرة
"سبق" تكشف طلاباً يبرمون صفقات للغش في الامتحانات
قاسم الخبراني- سبق- الرياض: كشف عدد من الطلاب المقصرين في دراستهم طول العام والذين يلجأون إلى الغش كحل نهائي لتجاوز المواد والهروب من الإخفاق دون بذل أي مجهود لـ"سبق"، طرق وأساليب الخداع التي يتبعونها، في تنفيذ مهمتهم للخروج من مأزق الرسوب، وعقوبة وتوبيخ الأب، على حساب طلاب اجتهدوا وثابروا وسهروا الليالي من أجل النجاح.
 
ومنها عقد صفقة مع زميل وطريقة تصغير البراشيم في المكتبة، وطريقة الحركات والرموز المشفرة وغيرها من الطرق والأساليب المبتكرة، موضحين بأن البعض منهم وصل به الأمر إلى درجة الاحترافية في الغش وإخفاء البراشيم، بل إنهم أصبحوا يتباهون بها أمام بعضهم البعض ويعدون أنفسهم أبطالاً ويمتلكون شعبية جارفة بين زملائهم.
 
وعزا عدد من التربويين والنفسيين أسباب انتشار الغش بين الطلاب، إلى ضعف الوازع الديني وغياب دور المدرسة والأسرة معاً.
 
وقال أحد الطلاب رمز لاسمه بـ"م. ع" لـ"سبق": إنه يلجأ إلى تصغير صفحات الكتاب حتى يتمكن من إخفائها للوصول بها إلى قاعة الاختبار، ومن ثم إخراجها ومحاولة إخفائها تحت ورقة الأسئلة، وعندما تحين الفرصة يتم النقل منها، موضحاً بأنه يقوم بذلك لصعوبة الأسئلة.
 
واعترف طالب آخر أنه يقوم بالغش أثناء الاختبارات خوفاً من عقوبة والده في حال الرسوب، لافتاً إلى أنه يسلك كل الطرق التي يستطيع من خلالها تجاوز المادة، ومنها الدخول ببراشيم يخفيها في مكان معين مثل الطاقية والجوارب والربط في الساق وفي يد الثوب.
 
وذكر أنه يخرجها عند الوصول للقاعة ويعتمد ذلك على المراقب في حال كان صارماً يخرجها بحذر شديد بعد أن يشغله أحد الطلاب في القاعة بالأسئلة المتعمدة، أما إذا كان متساهلاً فالغش يتم بكل سهولة ويسر على حد تعبيره.
 
وبيّن الطالب "خ. س" أنه يعقد اتفاقية أشبه ما تكون بالصفقة مع زميل في القاعة نفسها، أعد نفسه جيداً للاختبار في حال قرب طاولته يتم كشف الورقة بطريقة معينة.
 
وأوضح بأنه في حال كان على مسافة بعيدة يتم ذلك من خلال حركات ورموز مشفرة كأن يحك الأنف وهنا يقصد أن الإجابة صحيحة أو تحريك القلم وهنا يعني أنها خاطئة أو العكس حسب المتفق عليه، وهكذا يتم في باقي الأسئلة برموز متفق عليها مسبقاً.
 
وقال لـ"سبق" مدير مدرسة ثانوية العز بن عبدالسلام خالد القصير: إن من أهم الأسباب التي تجعل الطالب يلجأ للغش أثناء الامتحانات هو التعلم من أجل الحصول على الشهادة بأي طريقة كانت حتى لو كانت بالطرق الملتوية وليس من أجل التعليم والتثقيف والخروج بالفائدة المرجوة.
 
وتابع: وأيضاً ضياع الهدف التربوي هو أحد أهم الأسباب والمسؤول عن ذلك هي الثقافة البيئة، فالجميع يشترك في المسؤولية. وأشار "القصير" إلى أن التعليم يعتمد بشكل كبير على الحفظ والفهم ولا يوجد تعليم إبداعي، وهنا تكمن المشكلة.
 
ويرى أبو عبدالله وكيل مدرسة أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع المدرسة والأسرة معاً، وأن ضعف الوازع الديني يعد أحد أهم الأسباب التي تجعل الطلاب يلجأون إلى الغش في الامتحانات، وقال: في كل يوم يتم رصد حالات، حيث تتخذ ضدهم الإجراءات النظامية المنصوص عليها.
 
من جانبه قال الأخصائي النفسي علي عطية العقيلي لـ"سبق": إن أسباب الغش تعود لعدة عوامل يأتي من أبرزها ضعف الوازع الديني لدى الطالب وعدم اكتراثه بما يفعله وتعوده في المحيط الذي يعيش فيه "الأسرة" الحصول على كل شيء بأسهل الطرق وليس أفضلها.
 
وأردف: من هنا تبدأ المشكلة حيث يحاول الإجابة في الامتحان دون بذل أي مجهود منه باستخدام الغش، وأيضاً التعليم شيء شكلي وليس ضمنياً وهو أحد الأسباب.
 
وأضاف "العقيلي" لتفادي المشكلة هناك عدة طرق علاجية، ومنها العلاج الاجتماعي وهو تصحيح المنظومة التعليمية لدى الطالب وتعزيز وتقوية الجانب الروحي الديني لديه، وقال بأن الغش ليس ظاهرة في مجتمعنا؛ لعدم وجود نسب محددة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org