فريق طبي بجامعة الملك خالد يكتشف ويعالج طفلاً كأول حالة بالمنطقة

الثاني من نوعه بعد حالة واحدة تم اكتشافها في أمريكا عام 1997م
فريق طبي بجامعة الملك خالد يكتشف ويعالج طفلاً كأول حالة بالمنطقة
تم النشر في
سبق- أبها: تمكن فريق بحثي من كلية الطب بجامعة الملك خالد من تشخيص وعلاج التهاب رئوي حاد لطفل يبلغ من العمر أربع سنوات، حيث أظهرت الأشعة السينية التي تم الحصول عليها من المريض، وجود التهاب رئوي حاد يسببه فطر من نوعية نادرة، وتعد هذه الحالة هي الأولى في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط.
 
وقام الفريق الطبي المكون من الدكتور مارتن جوزيف والدكتور علي محمد سهيل والدكتور أحمد بن محمد الحكمي والدكتور محمد حامد من كلية الطب بالجامعة ومن قسم طب الأطفال بمستشفى عسير المركزي الدكتور إبراهيم الزيداني بعزل وتمييز خميرة (فطر) نادرة من عينات ارتشاح من المريض، حيث أوضحت صور الأشعة السينية للمريض التي أظهرت وجود التهاب رئوي حاد مع وجود طمس في الزاوية الضلعية الحاجبية اليمنى وبعد الفحص تبين التعافي من الآفات وحجم الرئة الطبيعي بعد العلاج.
 
وواجه الفريق الطبي صعوبات جمة في التعرف على الميكروب من خلال الفحوصات المجهرية والظاهرية الروتينية، ولكن بفضل تحليل تسلسل الحمض النووي في المجالات 1 و 2 (D1 / D2) من الحمض النووي الريباسي ومن المنطقة الداخلية الفاصلة (ITS)– الخاصة بالفطريات، فقد تم تصنيف الميكروب مع "تليشوبسس ماينور" - Tilletiopsis minor- الذي يعد نادراً وهو الثاني من نوعه بعد حالة واحدة في البشر تم اكتشافها في الولايات المتحدة عام 1997م.
 
 
ونظراً لعدم استجابة الحالة للأدوية المضادة للبكتيريا (فانكومايسين وميروبينيم)، وبعد إرسال التشخيص بوجود فطر، فقد تم استبدال العلاج باستعمال أمفوتريسين ب (Amphotericin B )، ثم بعد ذلك تمت إضافة فاريكونازول liposomal Voriconazole بالوريد من أجل السيطرة على العدوى وأظهر المريض تحسناً وغادر المستشفى بحالة جيدة بعد شهر.
 
وبين عميد كلية الطب بجامعة الملك خالد الدكتور عبدالله عسيري أن الفطريات من جنس الـ"تليشوبسس" هي من جنس الخمائر الثنائية (dimorphic fungus) وتصنف في فئة (Exobasidiomycetes) والتي تتميز بتكوين الغبيرات (ballistoconidia) ومن دون تكوين خلايا برعمية.
 
 
 وتم اكتشاف هذه الفطريات عام 1930 بواسطة عالم يسمى دكستر (Dexter) , وإن عملية تحديد الخمائر بناء على التوصيف المظهري تعتبر شاقة وتستغرق وقتاً طويلاً وفي كثير من الحالات ليست قاطعة ومقنعة في هذا التقرير كان التشخيص الروتيني والاختبارات المجهرية غير ناجحة في التوصل لنوع الفطر.
 
 ولكن التقرير الأولي الذي تم إرساله بوجود فطر في العينات التي تم إرسالها للمختبر ذات فائدة كبيرة في بداية العلاج الفطري، وهذا هو المهم لصحة المريض، وهذا ما توصي به هذه الدراسة ألا وهو ضرورة إرسال العينات ذات الجودة العالية في الوقت المناسب، كذلك ضرورة تواصل المختبر مع الأطباء المعالجين لمعرفة النتائج حتى ولو كانت أولية أولاً بأول وبشفافية ومصداقية.
 
وذكر الدكتور أن هذه الحالة التي تم عرضها هي خطيرة وهذه الآفات والارتشاحات في الصدر تعتبر مميتة ولكن بفضل الله فقد تلقى هذا الطفل علاجاً شافياً ودقيقاً وفي وقت مناسب، وإن الأفق الواسع في عملية التشخيص واحتمالاته المتعددة مهمة وليست بالسهلة وتحتاج لتعاون فرق طبية ومخبرية متخصصة.
 
كما بين أنه في السنوات الأخيرة تزايدت عمليات الكشف وتشخيص الخمائر في العينات السريرية كمسببات للأمراض وذلك للتطور في تقنيات التشخيص. وقد أدى ارتفاع الطلب وتعدد التطبيقات من المراكز الطبية والمؤسسات الأكاديمية على التحليلات الجزيئية، إلى نشوء وتطور في تغييرات مهمة من علم تصنيف الخمائر، أدت هذه إلى نتائج مهمة تمثلت في إعادة تعريف العديد من أنواع الفطريات وميكروبات أخرى عديدة، وأيضاً إلى تحديد أنواع جديدة كما هو الحال مع الفطر الذي تم التعرف عليه في هذه الدراسة، والدراسة قيد النشر بالمدونات الطبية السعودية ( Annals of Saudi Medicine).

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org