"سوق عكاظ" يختتم برامجه ونشاطاته أمام الزوار و"العنقاء"

"الريادة المعرفية" عنوان جديد في "عكاظ المستقبل"
 "سوق عكاظ" يختتم برامجه ونشاطاته أمام الزوار و"العنقاء"
متعب البقمي- سبق- الطائف: يختتم سوق عكاظ في نسخته التاسعة (1436هـ 2015م)، غداً الجمعة، أمام الزوار، وكان الشعراء والأدباء والمثقفون والمفكرون والعلماء بسوق عكاظ "ملتقى الحياة" قد ودعوه بانتهاء البرنامج الثقافي، بعد موسم أعطى الضيوف والزوار بسخاء، وقدم لهم "حشد" من الأمسيات الشعرية والمحاضرات والندوات العلمية والثقافية، والأعمال المسرحية، والعروض الفنية والتاريخية والتراثية.
 
وفي حين يتطلع الزوار الشعراء والأدباء والمثقفون والمفكرون والعلماء إلى العودة في الموسم العاشر، فإنهم يأملون أن تتجدد فيه "العنقاء"، وتخرج فيه بمظهر جديد أكثر توهجاً وتألقاً، وهنا يؤكد مدير الإعلام في سوق عكاظ محمد سمان، أن حضور ومشاركة ضيوف سوق عكاظ هذا العام من الشعراء والأدباء والمثقفين والمفكرين والعلماء جاء ليؤكد أن السوق "ما كان ليكون" لولا حضورهم ومشاركاتهم ومساهماتهم الثقافية فيه، بعد أن زادوه عطاءً، وقدموا لزواره ثراءً ثقافياً وإبداعياً وعلمياً متميزاً، عبر مشاركاتهم المتنوعة في الأمسيات والمحاضرات والندوات المدرجة ضمن البرنامج الثقافي.
 
ويوضح مدير الإعلام في سوق عكاظ أن النسخة التاسعة لهذا العام جاءت لتؤكد أيضاً أن السوق لا يهدف إلى محاكاة الماضي فقط، وإنما يسعى أيضاً إلى استشراف المستقبل، ونقل المفاهيم والعلوم المستقبلية لرواد السوق، وخصوصاً من المواطنين، وتعريفهم بالمفهوم الجديد للعالم الجديد، من خلال برنامج "عكاظ المستقبل"، كما لم يخل البرنامج الثقافي من تقديم رؤى استشرافية للمستقبل بلسان الأدباء والمثقفين والإعلاميين.
 
ويقول محمد سمان: "إن كلمة المستقبل هي العنصر الرئيس في برامج سوق عكاظ وأنشطته المتنوعة، وكانت حاضرة في حديث الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية للسوق مع ضيوف السوق من الأدباء والمثقفين والشعراء والإعلاميين، وفي تفاصيل جميع الندوات والمحاضرات المدرجة ضمن البرنامج الثقافي".
 
لكن الحدث الأبرز هذا العام -والحديث لمدير الإعلام في سوق عكاظ- تمثل في إعلان انضمام حقل الريادة المعرفية كأحد أهم العناصر في "عكاظ المستقبل"، حيث أعلن أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس اللجنة الإشرافية استحداث جائزة جديدة ضمن جوائز سوق عكاظ السنوية تخصص لريادة الأعمال في الحقل المعرفي، وتضاهي في قيمتها المعنوية والمالية جائزة شاعر عكاظ.
 
الريادة المعرفية
 
إعلان الأمير خالد الفيصل عن دخول قطاع الريادة المعرفية ليكون أحد العناوين المهمة في "عكاظ المستقبل" جاء خلال كلمته في افتتاحه ندوة الريادة المعرفية، والتي اقترح فيها أيضاً تطوير هذه الندوة إلى يوم كامل في العام المقبل، باعتبار أن سوق عكاظ تعتني بالاقتصاد والصناعة والتجارة.
 
وكان الأمير خالد الفيصل خاطب ندوة الريادة المعرفية، مثمناً فيها جهود المشاركين فيها، والتي تنعقد في سياق مبادرة سوق عكاظ باستحداث محور خاص لإبداع الشباب ومنجزاتهم يهدف إلى استثمار السوق ليكون إحدى قنوات التواصل الإيجابي من أجل تبادل الأفكار مع الشباب وعرض تجاربهم العلمية والعملية وتقييمها.
 
وقال الأمير خالد الفيصل: "في هذا العام الرابع للمبادرة، ينظم السوق هذه الندوة تحت عنوان (الريادة المعرفية) بالتعاون مع معهد الإبداع وريادة الأعمال في جامعة أم القرى، وتشارك فيها وزارة الاقتصاد والتخطيط المناط بها الهيكلة الاقتصادية والشؤون العامة للتنمية، كما تشارك مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية المعنية بالتنسيق بين أصحاب القرار ورجال الأعمال، وقيادات القطاعين العام والخاص، والجهات الاستثمارية والأكاديميين ورواد الأعمال المعرفيين والمبدعين والمبتكرين من الشباب".
 
وتابع الأمير خالد الفيصل قائلاً: "تأتي هذه الندوة مواكبة لحرص المملكة العربية السعوية على تفعيل خططها الإستراتيجية الوطنية، لتكون رائدة في التنمية القائمة على الاقتصاد المعرفي الذي أصبح لغة العصر، وضرورة حتمية لتوظيف الطاقة البشرية في الاستثمار الأمثل لمواردها المادية بما يحقق التنمية الشاملة المتوازنة والمستدامة بالشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص".
 
وشدد الأمير خالد الفيصل: "كنا في سوق عكاظ ولا زلنا نكرر أن هذا السوق ليس استظهاراً للماضي فحسب، بل علينا أن نأخذ من الماضي أحسن ما فيه ونبني عليه ما ينفع حاضرنا ويفيد مستقبلنا، وقلت سابقاً إن سوق عكاظ القديم كان يقدم آنية اللحظة في الفكر والثقافة والتجارة، ويجب أن نعيد هذا المفهوم ونضيف إليه ما يحقق لنا آمال الحاضر والمستقبل، ولذلك نحرص في سوق عكاظ سنوياً على تحقيق قيمة مضافة، وفتح نافذة جديدة على المستقبل في المجالات الثقافية عامة والعلمية خصوصاً، ليسهم ذلك في تقديم صورة مشرفة للنهضة الحضارية، التي تعيشها المملكة في المجالات الاجتماعية والعلمية والاقتصادية، وهي نهضة تخطو خطوات ثابتة لنقل مجتمعنا السعودي – إنساناً ومكاناً – إلى مصاف الأول المتحضر".
 
وزاد الأمير الفيصل: "وفي سياق استشراف السوق للمستقبل خاصة في العلوم الحديثة والابتكارات والاختراعات بادرنا منذ بداية إحيائه إلى إطلاق معرض (عكاظ المستقبل)، تقدم فيه الجامعات والمؤسسات البحثية والتقنية آخر أبحاثها وابتكاراتها في جميع المجالات، كما أن مؤسسات التعليم العالي مدعوة لدعم وتطوير برامج ريادة الأعمال من أجل تأهيل الشباب وإكسابهم الكفاءات المعرفية والقدرات المهارية لطرح أفكار ابتكارية وإبداعات عملية تشجع ثقافة العمل الحر، وتدعم تحويل الأفكار المبتكرة إلى كيانات تجارية".
 
وخلال الندوة، أعلنت إمارة منطقة مكة المكرمة، وبتوجيه من الأمير خالد الفيصل تعاقدها مع شركة التجربة البصرية، وهي شركة يملكها شابان من رواد أعمال حقل الريادة المعرفة، وذلك وفق الرؤية الطموحة لسوق عكاظ لأن يكون واجهة حضارية عن الإنسان السعودي والعربي. 
 
وبحسب العقد الذي وقعه الدكتور سعد مارق مستشار أمير منطقة مكة وأمين عام اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ وعبدالواحد الزايدي الرئيس التنفيذي لشركة التجربة البصرية فإنه لإنتاج محتوى إعلامي جديد عبارة عن وسائط وتطبيقات تنقل رسالة ورؤية سوق عكاظ الحاضر والمستقبل إلى العالم في قالب عصري.
 
 
الفكر والنقد
 
ولم يفوت البرنامج الثقافي لسوق عكاظ الرجوع إلى جذور الثقافة العربية، فعاد إلى تلك الجذور عبر ندوة "شعر لبيد بن ربيعة.. قراءات نقدية"، وقدمها الدكتور محمد ربيع، شارك بها الدكتور عبدالله التطاوي، والدكتور ناصر الرشيد، والدكتور ماجد الجعافرة، والدكتور عبدالحق الهواس، واتفق فيها النقاد على أن الدراسات التي وردت حول شعر لبيد بن ربيعة كشفت عن مقومات فنية، لاسيما في معلقته، بدراسات موضوعية وفنية على اختلاف المناهج والمشارب النقدية، بين الأسلوبية والبنيوية. 
 
واعتبروا أن الصراع المبكر الذي فرض على الشاعر الفتي أو الصبي، جعلته يبدأ رحلة التأمل لمراجعة الأشياء مبكراً، ما انعكس في ردود أفعاله تجاه البحث عن بديل للأب المفقود في أعمامه وقومه.
 
واختلف النقاد حول شعر لبيد بعد إسلامه، وهو الذي صار من المؤلفة قلوبهم، وكان من المتوقع أن ينظم الكثير في دعوة قومه للدخول في الإسلام، لكن لبيد آثر بالنجاة بنفسه منذ أن حسن إسلامه وفضل الزهد والورع والفرار من المهالك، فلم يشأ في الانخراط في مدارس شعرية أو اتجاهات فنية في ظل عزلته الإنسانية.
 
وفي الندوة المخصصة للشاعر محمد الخطراوي وشارك فيها كل من: الدكتور عبدالله عسيلان، والدكتور محمد محمد الدبيسي، والدكتورة أسماء أبو بكر، والدكتور حمد القحطاني، وأدارها الدكتور صالح الغامدي، أكد النقاد المشاركون أن الشاعر محمد العيد الخطراوي لم يكن شاعراً فحسب، إنما كان معلماً وموجهاً وباحثاً واسع الإدراك عميق النظر وناقداً بصرياً وكاتباً ذا مواهب أدبية متعددة وشاعراً مبدعاً، مشيرين إلى أن من يتأمل فيما ترك لنا من مؤلفات وبحوث علمية وأدبية وبرامج في الإذاعة والتلفزيون ومقالات في الصحف والمجلات، يدرك مدى ما كان له من عطاء معرفي وثقافي وأدبي، خصوصاً وأن آثره الأدبية تجاوزت أكثر من 50 كتاباً وبحثاً من بينها عشرة دواوين شعرية.
 
ولأن سوق عكاظ يهتم بالحاضر، فقد شهد البرنامج الثقافي أيضاً ندوة سلطت الضوء على التحديات التي تواجه دول الخليج، وأدارها د. عثمان الصيني، وشارك فيها كل من: الدكتور على فخر، والدكتور محمد الرميحي، والدكتور مشاري النعيم.
 
وأجمع المشاركون فيها على ضرورة الحفاظ على الهوية العربية وحل المشكلات الداخلية بالالتفات إلى القضايا المعاصرة وإيجاد مظلة لاستيعاب المتغيرات والاستفادة من العقول والباحثين في الإصلاح السياسي والأنظمة الاقتصادية ونشر الثقافة الديموقراطية العادلة، كما تطرقوا إلى الديموقراطية وطرق بنائها بصورة تدريجية، واستعرضوا ما حققه مجلس التعاون الخليجي عبر مسيرته خلال اجتماعاته ومشاريعه من تقدم ورقي لمنظومة دوله، وتطرقه لمختلف القضايا التي تهم مستقبل المنطقة واقتراح الحلول العاجلة لها، كما تناولوا أهمية تحول دول الخليج إلى مجتمع منتج بدلاً من مستهلك والتركيز على التعليم والمناهج والاقتصاد والتدريب.
 
ووفدت إلى سوق عكاظ مجموعة من الأدباء والكتاب لاستعراض تجاربهم في الكتابة أمام المهتمين بالتعرف على تلك التجارب، وذلك عبر محور "تجارب الكتّاب" الذي أفردت له اللجنة الثقافية جلستين خاصتين، بينهم الروائي التونسي حافظ محفوظ، والسعودي فهد الخليوي.
 
أمسيات وسجال شعري
 
وهطل الشعر غزيراً في سوق عكاظ، فأغرق الحضور في بحر من عذوبة الكلمات، بأصوات مجموعة من "سحرة البيان" قدموا من داخل المملكة وخارجها، في ثلاث أمسيات شعرية، أدار الأولى منها الدكتور عبدالله حامد، وشارك فيها كل من: شاعر عكاظ هزبر محمود، وحيدر محمود، وإيمان آدم، ومحمد يعقوب، وعلي عمران، وأدار الثانية الدكتور عادل باناعمة، وشارك فيها كل من: عبدالرحيم السليلي، جاسم عساكر، عفراء خوجلي، عيد الحجيلي، مناهل عساف، وعبدالله فيلكاوي، فيما خصصت الأمسية الثالثة للشعراء الشباب، بينهم ثلاثة شعراء حصلوا على لقب شاعر عكاظ، وهم: حسن طواشي، حيدر العبدالله، وإياد حكمي إضافة إلى مشاركة دلال المالكي، ومفرح الشقيقي، وأدارها د. زياد آل الشيخ.
 
وفي الشعر أيضاً، كان ضيوف وزوار سوق عكاظ على موعد مع حدث جديد لهذا العام، وهو المساجلات الشعرية التي أبرزت مواهب حفظ الشعر في منافسة استمرت أربعة أيام، كان من أبرزها مشاركة أب وثلاثة من أبنائه، وجاءت النتيجة بحصد ثلاثة متسابقين المراكز الثلاثة الأولى في جولات شارك خلالها 30 متسابقاً تم توزيعهم إلى ثماني جولات على مدى ثلاثة أيام، وفاز بالمركز الأول فايز خميس محمد من مدينة جدة، وهو طالب في مرحلة الماجستير بجامعة الطائف ومبلغ 30 ألف ريال، وفاز بالمركز الثاني (20 ألف ريال) عبداللطيف حضيض الحمياني معلم متقاعد من مدينة عنيزة، ونال المركز الثالث وجائزة عشرة آلاف ريال عبدالعزيز إبراهيم الإمام من مدينة جدة ويعمل "محاسباً قانونياً" في أحد المكاتب الأهلية بجدة.
 
أيقونة سوق عكاظ
 
مسرحية سوق عكاظ "سراة الشعر والكهولة" التي جسدت شخصية الشاعر لبيد بن ربيعة، وتم عرضها خلال افتتاح السوق ولمدة خمسة أيام، شهدت خلالها حضوراً جماهيرياً وإعجاباً بالمستوى الفني الذي ظهرت فيه، ما دعا المتابعين للسوق بتسميتها أيقونة سوق عكاظ في دورته التاسعة (1436هـ 2015م)، وجسد فيها شخصية لبيد بن ربيعة الممثل الأردني منذر الرياحنة، ومن بطولة الفنانين السعوديين ذوي الخبرات على المسرح إبراهيم الحساوي، تركي اليوسف، نايف خلف، خالد الصقر، وشجاع الشباطي وغيرهم.
 
ويقول مخرج المسرحية فطيس بقنة: إن المسرحية كانت مختلفة كلياً عما قدم في الأعوام الماضية، من حيث المعالجة في النواحي البصرية والمضمون الفني والتوثيقي، وذلك بسبب عامل التهيئة الفعلية للعمل المسرحي بشكل عام الذي كُتب بعناية واهتمام، حسب تأكيده، مشيراً إلى أنها حظيت بمجموعة نخبوية من النجوم من الممثلين، فضلاً عن طاقم الإنتاج من منفذين ومهندسين ومصورين ومهندسي إضاءة وصوت، حيث تم الاستعانة هذا العام بطاقم يحمل تجارب عالمية، خصوصاً في الأوبرا والمسرح الإيطالي، معتبراً أن الزخم الفني الكبير كان سبباً في نجاح العمل وحصوله على إعجاب الزائرين والضيوف.
 
وأفاد المخرج فطيس بقنة، والذي سبق أن قدم أعمالاً مسرحية في سوق عكاظ، أن طاقمه عمل على جهتين مختلفتين: إحداهما مسرح داخلي والأخرى المسرح المفتوح في الهواء الطلق، مشيراً إلى أن تنفيذ المسرحية في الهواء الطلق كان أمراً إيجابياً وإبراز التكنيك الفني في المسرحية الذي استغرق عرضها 40 دقيقة.
وخلص المخرج فطيس بقنة إلى أن مسرحية لبيد بن ربيعة شهدت مشاركة 80 شخصاً جميعهم من ذوي الخبرة المتراكمة في العمل المسرحي.
 
بدوره، أكد كاتب النص صالح زمانان، أن اختياره لكتابة المسرحية كان محطة خاصة "فسوق عكاظ يمثل المسرحية الكبرى في المملكة وربما الخليج، باعتبار أن السوق قِبلة ثقافية عربية وملتقى سنوي للتثاقف العربي"، مشيراً إلى أن العمل المسرحي المعد "محاولة حقيقية لإحياء الحالة الثقافية والإبداعية التي تزدحم بها ذاكرة المكان التاريخية".
 
جادة ومعارض
 
وجال الزوار على جانبي "جادة عكاظ"، وزاروا المحال والمعارض وأركان الحرف اليدوية التقليدية، واطلعوا على الأعمال والبرامج والفعاليات المنفذة في الجادة، والتي شملت أعمالاً مسرحية درامية تاريخية متنوعة "مسرح الشارع" تمثل جوانب الحياة والأنشطة التي كانت تتم في سوق عكـاظ قديماً وتؤدى باللغة العربية الفصحى، إضافة إلى إلقاء الشعر العربي الفصيح وبخاصة المعلقات، وإلقاء الخطب، التي بنيت عليها شهرة سوق عكـاظ، ويؤديها ممثلون محترفون وهواة.
 
ومرّ الزوار بـ"حي عكاظ" الذي يمثل أحد الأحياء القديمة التي كانت تقام في السوق، ويحتوي على عناصر مختلفة من الحياة القديمة، مثل بيوت الشعر المصنوعة من مواد خاصة بالسوق ومجهزة من الداخل على الطراز العربي، وشاهدوا عروضاً لنماذج من الحياة اليومية المعروفة في السوق قديماً، مثل مرور القوافل والشعراء على الإبل والخيل وإلقائهم قصائدهم وأدبهم في السوق باللغة العربية الفصحى، وتسوقوا من محال الحرف والصناعات اليدوية التي يعمل فيها حرفيون وحرفيات من المملكة وبعض الدول العربية.
 
كما شهدت خيمة المعارض إقبالاً من الزوار، والتي شارك فيها أكثر من 20 جهة حكومية، سنوياً، في معارض متخصصة، منها: الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وزارة التعليم، مكتبة الملك عبدالعزيز، وزارة الثقافة والإعلام، دارة الملك عبدالعزيز، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أمانة محافظة الطائف، الجمعية السعودية للثقافة والفنون، الهيئة السعودية للحياة الفطرية، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، أمانة جدة، هيئة تطوير مكة والمشاعر، إضافة إلى معارض للفائزين بجوائز سوق عكاظ للتصوير الضوئي، والخط العربي، ولوحة وقصيدة، ليتاح للزائرين الاطلاع على أفضل الأعمال المشاركة والمتميزة والتي حصدت الجوائز.
 
الفنون الشعبية
 
ونال محبو وجماهير الفنون الشعبية عبر جادة عكاظ وجبة تراثية دسمة شارك فيها 15 فرقة من جميع محافظات منطقة المكرمة، تنافست خلال 9 أيام لتقديم عروض "العرضة"، "الخبيتي"، "المزمار"، "البدواني"، وفنون أخرى تفاعلوا معها بالتصفيق تارة، وبترديد الأهازيج تارة أخرى.
 
ويتم تقييم الفرق المشاركة من قِبل لجنة مختصّة مكونة من شاعر ومخرج مسرحي وملحن، فيما ستحصل ثلاث فرق فائزة على 3 جوائز تبلغ قيمتها الإجمالية 180 ألف ريال.
 
وشهدت المسابقة في الدورة التاسعة لسوق عكاظ (1436هـ - 2015م) استقطاب أسماء شعرية كبيرة في الساحة الشعرية للمشاركة في العروض، إضافة إلى إحياء فنون فلكورية قديمة ومندثرة أمام 5 آلاف شخص في كل عرض بعد أن رفع طاقة المسرح المخصص للفنون الشعبية لاستيعاب المهتمين بالموروث الشعبي لمحافظات المنطقة، وتمنح العائلات الخصوصية الدينية في المقام الأول، وأيضاً الاجتماعية، وتمكن رواد السوق من الراحة أثناء المشاهدة.
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org