"بلدية صبيا" تزيل "بئر حُنْتر" الأثري

دعوات لترميمه حفاظاً على قيمته
"بلدية صبيا" تزيل "بئر حُنْتر" الأثري
عبدالحكيم شار- سبق: تعرض بئر حنتر التاريخي الذي يقع شرق الظبية التابعة لمحافظة صبيا، والذي يعود تارخه للقرن العاشر الهجرى، لاعتداء نفذته بلدية المحافظة حيث تمت إزالة البئر وهدمه ولم يتبق منه سوى أطلال وبقايا من هذا الموقع الأثري.
 
وقال الباحث والمؤرخ موسى إسماعيل محمد العقيلي: "تصرف بلدية المحافظة مستهجن وغير مسؤول وينمّ عن عدم إدراك القيمة التاريخية الثرية لهذا الموقع التاريخي".
 
وأضاف: "لقد فوجئنا في شهر ذي القعدة من العام الماضي 1434هـ بقيام شيولات التعديات التابعة للبلدية بإزالة بعض الأشجار المحيطة بالبئر والاعتداء على الموقع الأثري للبئر الذي أزيل للأسف بسبب عدم إدراك القيمة الأثرية والتاريخية".
 
وأردف: "قدمنا شكوى مباشرة لبلدية المحافظة لحثّها على التوقف عن هذا السلوك ومحاسبة المتسبب عن إهدار أحد الشواهد التاريخية في الظبية لكننا لم نجد إجابة واضحة ومقنعة تبرر هذا الاعتداء المؤلم".
 
وتابع: "قبل الإقدام على هذا الاعتداء أجريت بعض الترميمات حوله وقد كلفني ذلك أكثر من 13 ألف ريال لإيماني بأهمية الموقع ومكانته التاريخية".
 
 وقال "العقيلي": "الموقع يعرف باسم قرية حنتر التاريخي وتقع فيه البئر المسماة ببئر حنتر بضم الحاء وسكون النون، وتقع قرية حنتر التاريخية حالياً شرق الظبية مباشرة على مسافة نصف كيلومتر إلى الشرق منها، وذلك بسبب توسع عمران الظبية إلى الشرق".
 
وأضاف: "العلامة عبد الله النعمان قال في كتابه المخطوط العقيق اليماني: (وحنتر على وزن بلبل تقع جنوب قرية الحسيني، وهذا أيضا صحيح فهي نصاً شرق الظبية وجنوب قرية الحسيني يفصل بينهما وادي صبيا الفرع الجنوبي من الوادي المسمى وادي الظبية المكان الذي دارت فيه المعارك بين قبائل الأشراف مثل آل خواجي وبين قبائل المنطقة والأتراك وتسمى باسم وقعات حنتر لأن حنتر شهدت عدة معارك أكثرها بين القبائل والأتراك وانتصرت قبائل المنطقة على الأتراك العثمانيين)".
 
وأردف: "كانت حنتر سكناً لآل فتحي العقيلي بجوار بئر حنتر المسماة بهذا الاسم إلى اليوم ولا تزال البئر عامرة إلى يومنا هذا".
 
وقال: "كان المكان سكناً مكوناً من الجص والأجر وأصبح مصنعاً للقلال وجميع أواني الفخار وذلك من أعمدة الكهرباء الحديدية المتجهة إلى فيفا إلى آخر قرية قزع من الشرق".
وأضاف: "بدأ الزحف السكاني يتجه إلى موقع آثار قرية حنتر من شرق الظبية ثم انطمس نصف المعالم بالبناء وبقي النصف الآخر أو أقل بقليل ولا تزال هناك بعض المعالم".
وأردف الباحث "العقلي": "كبار السن يرجعون التسمية إلى أن رجلاً يدعى حنتر سقط في بئر حنتر فمات فسميت بهذا الاسم".
 
وتابع: "للبئر صكوك شرعية مستخرجة من محكمة صبيا؛ وينص الصك الأول على أن ماء البئر عذب وصالح للشرب، أما الصك الثاني فيوضح الأراضي الموقوفة عليها، وهذا الصك استخرجته إدارة أوقاف جازان باسم البئر حنتر عندما سلمت لها الوثائق القديمة الخاصة بوقف البئر".
 
من جانبه، قال مدير متحف التراث والآثار بمنطقة جازان حيدر بن زيد المدير: "البئر تقع إلى الشرق من بلدة الظبية وإلى الغرب من قرية قزع ويلاصقها النطاق العمراني المتصل بين الظبية وقزع، وبالتالي فإن الموقع ضمن حدود النطاق العمراني".
 
وأضاف "المدير": "البئر عبارة عن تلّ يغلب عليه القدم وداخل ضمن النطاق العمراني ونتيجة لذلك فقد كادت معظم معالم الموقع الأثري تختفي ولا يوجد سوى القليل من الكسر الفخارية المحلية الصنع المتناثرة على سفح الموقع وهي قليلة".
 
 وأردف: "وقوع البئر ضمن النطاق العمراني يعني أنه من الصعوبة تسجيلها ضمن المواقع الأثرية ومن المستحسن مخاطبة فرع وزارتي المياه والأوقاف بالمنطقة ليتولى البتّ في الأمر".
 
 
 
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org