التغسيل بدهن العود!!

التغسيل بدهن العود!!
انتشر في الأيام الماضية مقطع فيديو، يُظهر رجالاً يقدمون دهن العود ليغتسل منه ضيوف صاحب البيت؛ ليُستدل به على كرمه لضيوفه.
 
وقد جعل الله الكرم من الخصال الكريمة، ومنه كرم النفس والأخلاق والتسامح والتواضع والبذل والعطاء وإكرام الضيف، وجعل كثيرٌ من الجهلاء الأكل هو الكرم فقط، وقد تحول مفهومه من زمن الجوع إلى الترف والمفاخرة بألوان الأكل والشرب؛ لتمتلئ العين لا شبع البطن فقط.
 
 لذا نجد أقواماً ما زالوا في جاهلية في ذلك؛ فنشاهد تقديم الأكل يكفي أضعاف مَنْ تُقدَّم إليه! ومصيرها ترمى في قمامة الفضلات {لتُسأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عنِ النَّعِيْم}.
 
من هنا حثَّ الإسلام على صرف المال في منافعه ومظانه بحكمة وحُسن تدبير، ومنع الإسراف والتبذير، ومنع المكابرة والأكل في آنية الذهب والفضة والتباهي بالمأكولات والمشروبات ولبس الحرير والديباج طاعة لله أولاً، وجبراً لقلوب الفقراء والمساكين ثانياً؛ إذ إنك تجد قيمة وجبة من ذلك الإسراف تكفي أسرة فقيرة شهراً أو شهرَيْن!!.. وتكفي قيمة لبس بعض المسرفين المترفين أفراد أسرة فقيرة سنة كاملة كسوة ولباساً وملحفاً!!.. يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة". والمعنى يفسدون أموالهم فيما لا ينفع بل يضر؛ لذلك أوصى رسول الله - عليه الصلاة والسلام - بقوله: "لا تلبسوا الحرير ولا الديباج، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها؛ فإنها لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة".
 
وينطبق عليهم قول زهير:
 
ومن يعمل المعروف في غير أهله *** يكن ذما عليه ويندم  
 
بل قد تكون دعاء عليه حين يصرف النعمة فوق الحاجة من فقير معدم أو مدين مسجون أو محروم من أكل أو شرف..
 
ومما يجب أن يُعلَم أن سبب زوال النِّعَم ومحق بركتها كفرانها، وعدم شكرها باحترامها وحفظها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org