"تبوك" بين الدهس و"التكس"!!

"تبوك" بين الدهس و"التكس"!!
من العجيب أن ترى مدينة كاملة مكتظة بالحركة السكانية والمرورية خاوية اليدَين من "جسور مشاة" وأنت تسمع عن مشاريعها التنموية عاماً تلو عام، وبأرقام خيالية في بيانات أمانتها المتتالية، ثم لا تكاد ترى على واقعها سوى ما ينطبق على المثل الشعبي القائل "زي الحلاق يضحك على الأقرع بطقطقة المقص".
 
من الأمور التي لا يجب تجاوزها أمر إهمال جسور المشاة، في ظل اتساع رقعة تبوك، وشوارعها السريعة، وكثافتها السكانية، متزامناً مع ارتفاع مخيف في عدد حالات الدهس، ومن أبرزها المواطن "صالح البلوي" الذي راح ضحية من ضحايا غياب أدوات سلامة المشاة؛ ليضاف إلى غيره من ضحايا عبور الطريق، الذي كانت طفلة المدرسة بالأمس آخر ضحاياه.
 
من المضحك أن تجد هذه الجسور الخاصة بالمشاة تُزين بعض مداخل المحافظات الصغيرة في بعض مناطق السعودية، ثم تجدها تغيب أو تُغيَّب عن مدينة "الورد".. نعم الورد المنثور بكثافة في بعض طرقاتها، ولاسيما طريق "الخمسين" الذي تحرص الأمانة كل الحرص على "رعايته" والاهتمام بشتلاته وأرصفته، كيف لا وهو الطريق الممتد من قصر أمير المنطقة - رعاه الله - حتى بداية طريق "ضباء" مروراً بالأمانة والإمارة وبعض المنشآت الحكومية، في الوقت الذي تتجاهل فيه الأمانة الكثافة العمرانية والسكانية على جوانبه الأخرى التي تستحق وجود جسر واحد على الأقل، يخدم "بني البشر" من النساء وكبار السن والأطفال وعابري الطريق.
 
وفي الوقت الذي تُباهي فيه بعض مناطق السعودية "بتاكسي لندن" لا يزال "الدباب" هو سيد الموقف وهو "الليموزين" الرسمي الذي يحكي مدى التطوُّر الذي لحقها على مستوى المواصلات منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً حتى الآن!! لتكون هذه المنطقة هي صاحبة الحصرية في "دباب دندن" ومدى المحافظة عليه.
 
أظن أنه قد آن الأوان لتكف الأمانة عن التباهي بأرقام ميزانياتها الضخمة و"استراتيجيتها" المستقبلية التي تُبقي بآمال أبناء هذه المنطقة قيد الانتظار حتى عام "1450"، والبدء الفوري بإنشاء جسور المشاة حفاظاً على سلامة أبنائنا سالكي الطريق، أو جسر واحد على الأقل يسهم في خدمة هذه الكثافة البشرية، ويوقف "شبح" الدهس الذي يذهب ضحيته الكثيرون؛ فقد سئمنا من رصفكم تلك الطرق الصفراء.
 
وأخيراً، لا يفوتني هنا أن أوجّه سؤالاً يراودني منذ سنوات إلى وزارة المواصلات: ما العوائق - بربكم - التي تمنع وجود شركة "ليموزين" في تبوك، تفي بحاجة الأسر وضيوف المدينة؟!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org