"بلو": يجب نشر ثقافة التبرع السخي واللائق بطبيعة الخدمات الخيرية

قال: صاحب بنك بالمملكة طلب تخفيض 500 ريال على معين بصري
"بلو": يجب نشر ثقافة التبرع السخي واللائق بطبيعة الخدمات الخيرية
تم النشر في
فهد العتيبي- سبق- الرياض: أوضح أمين عام جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية محمد توفيق بلو، الحاجة الماسة لنشر فكر وثقافة التبرع السخي واللائق لطبيعة الخدمات الخيرية والإنسانية التي تقدمها الجمعيات الخيرية بصفة عامة، و"إبصار" بصفة خاصة، أسوة بما يقوم به رجال الأعمال في بعض دول العالم المتقدمة.
 
وانتقد "بلو" الأسلوب الذي يتبعه بعض المتبرعين من رجال الأعمال بالمملكة ودوائر المسؤوليات الاجتماعية في القطاع الخاص، وذلك إما لعدم استيعابهم الدور الكبير الذي ستمثله تبرعاتهم للجمعيات الخيرية، أو عدم القناعة بالبرامج والخدمات المقدمة رغم عدم وجود آليات للتقييم، مقارنة بالمبالغ المالية اللازمة للخدمات، مشيراً إلى أنهم عانوا كجمعية لذوي الإعاقة البصرية تختص بتأهيل ذوي الإعاقة ومكافحة العمى من إيقاف عدد من البرامج في انتظار الدعم أو التبرع.
 
وأضاف "بلو" أنه غالباً ما تضطر الجمعيات إلى وقف أنشطتها وخدماتها نظراً لنقص السيولة النقدية، وانتظار الداعمين في شهر رمضان، حيث تتدفق التبرعات بتفاوت من سنة إلى سنة أخرى.
 
وأشار "بلو" إلى تقاعس القطاع الخاص في دفع عجلة العمل الاجتماعي والخيري بصورة فاعلة، مشيراً إلى أن هذا الدعم قد ارتبط بفئات معينة من رجال الأعمال، وأنهم كجمعية يرغبون في دعم القطاع الخاص، مبدياً رغبة الجمعية في مواصلة خدماتها وبرنامجها بصورة مستقرة.
 
واستشهد أمين عام جمعية "إبصار" في مقارنته بين نموذج التبرعات في الولايات المتحدة الأمريكية، والتبرعات التي تحصل عليها الجمعيات الخيرية بما أخبره صديقه البروفيسور مارك ولكنسون، المدير الطبي ورئيس قسم إعادة التأهيل البصري في جامعة "أيوا" في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يشارك الجمعية منذ عدة سنوات في برامجها التدريبية لتأهيل أطباء العيون وأخصائيي البصريات في مجال العناية الإكلينيكية بضعف البصر، حيث تلقوا تبرعاً بمقدار 25 مليون دولار من السيد "ستيف وين"، رجل الأعمال والرئيس التنفيذي لمجموعة منتجعات وين المحدودة بالولايات المتحدة الأمريكية، والمصاب بإعاقة بصرية نتيجة التهاب صبغي منذ العام 1971م، وذلك تقديراً منه لجهود البحث العلمي الذي أنجزته الجامعة لمعالجة مرض الالتهاب الصبغي بالعلاج الجيني وزراعة الخلايا الجذعية، وقد أمضى نحو 30 عاماً يبحث عن أفضل وسيلة علاج لحالته في شتى دول العالم وتوصل إلى حقيقة مفادها أن أبحاث جامعة "أيوا" تعتبر الأفضل والأقرب إلى الإنجاز، وتبرع بهذا المبلغ تسريعاً للإنجاز العلاجي في هذ المجال.
 
ونوه "بلو" بأن مثل هذه المبادرات من بعض رجال الأعمال الغربيين تؤكد الحاجة الماسة إلى توعية رجال الأعمال السعوديين والمؤسسات الحكومية بأهمية العناية بالبحث العلمي في مجال علاج أمراض العمى ورفع الحس الإنساني في التفكير بالآخرين.
 
وأشار "بلو" إلى مفارقة لتجربة مر بها منذ عدة أيام مع أحد رجال الأعمال السعوديين، الذي يمتلك بنكاً سعودياً شهيراً أصيب بضعف بصر نتيجة لكبر السن، واحتاج شراء مكبر إلكتروني من الجمعية، وفوض مدير مكتبه بتناول هذا الأمر بعد أن تأكد أن جمعية إبصار هي الجهة الوحيدة في المملكة التي بإمكانها تقديم خدمة تأهيل ضعف البصر له، وتوفير الجهاز الذي يحتاجه، استغربت الجمعية طلب إدارته تخفيضاً في قيمة الجهاز البالغة 11 ألف ريال، فخفضت له الجمعية 500 ريال، وهو الحد الأقصى الممكن، وبحكم أن الجهاز لم يكن متوفراً احتفظ بالجهاز التي أعارته إياه الجمعية للتجربة، حيث لا يمكنه الانتظار ريثما يأتي الجهاز من أمريكا، وطلب من الجمعية أن تشتري لها جهازاً بديلاً، كما قررت إدارته خصم مبلغ إضافي مقداره ألف ريال على اعتبار أن الجهاز الذي احتفظ به مستخدم.
 
وتمنى "بلو" أن يطلع رجال الأعمال على موقف السيد "وين"، خصوصاً أنه قد تكررت مواقف مشابهة لبعض رجال الأعمال الذين لم يجدوا حلاً لحالتهم إلا بمراجعة عيادة جمعية إبصار، فحصلوا على الخدمة المطلوبة كسائر المستفيدين، ودفعوا رسوم الخدمة، وغادروا الجمعية دون أن يتبرعوا حتى بمبلغ 25 مليون هللة، في الوقت الذي تكابد فيه الجمعية العناء لجلب تبرعات وموارد مالية لتغطية نفقات خدماتها الخيرية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org