ضيوف "حراك" يفنّدون مقولة: "داعش" تُعشش في كل بيت سعودي

قالوا: ما يُوجد لدينا "التزام" وأسلحة التنظيم سهل كسرها بإنهاء "المظالم"
ضيوف "حراك" يفنّدون مقولة: "داعش" تُعشش في كل بيت سعودي
تم النشر في
سبق- الرياض: رفض رئيس مركز أسبار الدكتور فهد العرابي الحارثي، المقولة التي ردّدها البعض، أن "داعش" معششة في كل بيت سعودي، وألمح إلى أن بعض المثقفين لديهم خلطٌ حيال مفهوم التشدُّد والغلو والتطرُّف والارهاب، بينما أكّد ضيوف برنامج "حراك"، أن تنظيم "داعش" لديه أسلحة عديدة أبرزها الإعلام، ويمكن كسرها إن توافر العزم، مشيرين إلى أن القضاء على المظالم والحد منها يساعدان على محاصرة التطرُّف والقضاء عليه.
 
الالتزام والتطرُّف
وقال "الحارثي"، في مداخلته مع الإعلامي عبد العزيز قاسم في برنامجه "حراك" أمس: "ما يُوجد في الأسر السعودية المحافظة هو الالتزام، فإذا لم يكن هذا التشدُّد - برأي البعض - أو الالتزام موصلاً للتطرُّف وتكفير الآخر، فإنه مما يُحمد وجوده في المجتمع السعودي المحافظ، ولا يوجد أيُّ متدين وملتزم بالدين الصحيح يقرّ بما تقوم به داعش".
 
كان برنامج "حراك" الذي يقدم في قناة فور شباب، قد طرح حلقةً ساخنةً بعنوان: "داعش .. تبعات حرق الكساسبة"، شارك فيها عضو مجلس الأمة الكويتي السابق الدكتور جمعان الحربش، وضيوف آخرون.
 
رسائل "الكساسبة"
في رده على سؤال القاسم عن تلك الرسالة التي أرادت "داعش" إيصالها للعالم عبر مقطع الفيديو الاحترافي الذي صوّر حرق الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة، قال "العرابي": "أراد تنظيم داعش إيجاد حالة رعب وإرهاب بإرسال رسائل تعزّز من وجودهم وتسهم في جذب الشباب، وقد نجحوا في ذلك مع فئة من الناس.
 
مهمة التحالف
وأضاف: "الفيديو المصوّر لحرق الكساسبة واستخدام التقنيات الحديثة في إخراجه، يؤكّد أننا أمام مرحلة معاصرة في التنظيمات الإرهابية، وهي التي تتخذ مظهر الدولة التي لها جيش ومصادر دخل مستقلة، ويظهر أن مهمة التحالف لم تحقّق شيئاً من أهدافها التي أرادتها في محاربة داعش خلال الفترة الماضية، فما زال التقدُّم في داعش مستمراً".
 
مفارقة الإرهاب
وطرح "العرابي" مفارقة بين نمو الإرهاب في العالم والجهود الدولية لمكافحته، قائلاً: "على الرغم من ازدياد الاهتمام العالمي بمكافحة الإرهاب وتسخير الميزانيات الضخمة لمشروعه، فإن هناك سرعة ملحوظة بظهور منظمات إرهابية حديثة من ضمنها تنظيم داعش، وهذا مؤشرٌ إلى أننا نعمل ونحارب في حيز خاطئ، فالقضاء على الإرهاب يستوجب القضاء على الفوضى التي صنعتها أمريكا بالعراق، والإهمال الذي تتعرّض له سوريا من دول العالم، وحاضنات الإرهاب في ليبيا واليمن.
 
المظالم والتنمية
وختم "العرابي"، مداخلته الهاتفية برؤيته لحل مشكلة داعش، بقوله: "لا بد أن تكون هناك نظرة علمية منهجية لما يحدث في العالم العربي، وانجذاب الشباب نحو أطروحات متطرفة يعني أنهم يعاصرون حياة مليئة بالإحباط الذي يقلل من طموحاتهم، والشعور بالفشل الواضح في التنمية العربية، فمكافحة الإرهاب ليست بالطائرات والمواجهات الأمنية إنما لابد أن تمتد إلى معالجة فشل التنمية، إلى تحقيق تطلعات الشباب وإشراكهم في القرار".
 
الإنترنت والشباب
وأقرّ خبير الجماعات الجهادية مروان شحادة -ضيف البرنامج - توسّع فكر داعش وانتشاره في كل بلاد العالم، وليس السعودية، قائلاً: "داعش موجودة في كل دول العالم وهي تتمدّد من خلال الفكر وتنشر رسائلها عبر فضاء الإنترنت، وليس بالضرورة أن يكون تمدداً على المستوى العسكري، إن المشكلة لا تكمن في وجود داعش الآن؛ بل في البحث عن أسباب وصول الشباب للتنظيم".
 
سلاح خطير
وجزم "شحادة"، في بداية الحلقة على أن مقطع الفيديو الذي بثّته داعش صحيح 100 % وبعيد عن الفبركة الإعلامية، وأن التنظيم يتوافر على خبراء إعلام محترفين في مجال التصوير السينمائي، مضيفاً: "المتتبع لهذه التنظيمات يعلم أنهم يولون مسألة الإعلام أهمية كبرى، ويعلمون حقيقةً أن الحرب الإعلامية توازي في أثرها الحرب على أرض الواقع، خاصة بعد الإعلان عن خلافة البغدادي والدولة الإسلامية التي التحق بها الكثير من الإعلاميين والمختصين ممن لديهم الخبرات في إنتاج رسائل إعلامية ذات مستوى عالٍ من الاحترافية، ناهيك عن عدد من الأوروبيين المسلمين الذي يفوق الخمسة عشر ألفاً ينتمون لتنظيم داعش، فهو يوظف جميع إمكاناته للظهور بمظهر الرعب والقوة، فيستطيع بذلك التلاعب بمضامين الرسائل للوصول إلى أهدافه".
 
العلماء والمواجهة
في موقفٍ صريحٍ يبرز القصور من الجهات الدينية والرسمية الذي أسهم في إيجاد هذا الصراع، قال "شحادة": "تراجعت أدوار المؤسسات الدينية الرسمية في العالم الإسلامي، وذلك بعد خوضها في السياسة وظهور مصطلح "علماء السلطان"، وارتباط الفتوى بالحاكم وتبرير الاستبداد، وتقع مسؤولية عظمى على عواتق العلماء - بعد رد اعتبارهم أمام شعوبهم واسترداد ثقة الشباب بهم - في  تفسير الحوادث التاريخية الاستثنائية التي تناولت مشروعية حرق الكفار في حدود ضيقة، وتوافُق ذلك الحكم مع ما قامت به داعش في حق الطيار الأردني".
 
مضامين الفيديو
وكشف بدوره عن مضامين الرسائل التي أرادتها "داعش" من بث مقطع الكساسبة، مشيراً إلى أنها أرادت إيصال رسالة للحلفاء ولطياري التحالف الدولي، كذلك للدول وللشعوب العربية والإسلامية، ولأنصار التنظيم في آن واحد.
 
الكرد وإيران وأمريكا
وفيما يتعلق بالحرب الدولية على الإرهاب، فإن المصالح الأمريكية تقف أمام جدية الالتزام بمواجهة الإرهاب "التفكير قائم في المجتمع الدولي للقضاء على داعش، لكن لا يوجد أي دولة تأخذ هذه المسألة على عاتقها، خاصة أن هذه المواجهة ستصعّد النفوذ الإيراني والنفوذ الكردي من جهة أخرى؛ ما يثير حفيظة تركيا وإسرائيل وكذلك دول الخليج، وتظهر عدم جدية الولايات المتحدة الأمريكية بالقضاء على "داعش"؛ لأنها تريد استنزاف قوة الشيعة والسنة بالمنطقة في آن واحد، وهي بذلك توظّف الطائفية للحفاظ على مصالحها ودعم الأنظمة الديكتاتورية للمحافظة على أمن إسرائيل، زد على ذلك أن الاقتصاد الأمريكي قائمٌ على الأموال الخليجية والعربية، وحالة الحرب في المنطقة العربية تسهم في تقليل البطالة وتشغيل المجمع الصناعي والتكنولوجي في أمريكا".
 
اتهام دولي
أطلق النائب الكويتي السابق الدكتور جمعان الحربش، اتهاماً للمجتمع الدولي؛ حيث قال: "لقد وضع العالم وبمرأى أعين الجميع أهل الشام تحت خيارين قاسيين، تحت سطوة بشار العلَوية وتحت سيطرة تنظيم الخوارج (داعش) الذين استولوا على المناطق المحررة في الشام وأقاموا عليها ولاياتهم".
 
وأضاف "الحربش": "لا يمكن استبعاد الاختراقات الدولية والاستخباراتية عن هذا التنظيم".
 
فشل "الإخوان"
وفي إطار ذكر الخطاب الديني الموجّه للشباب، شنّ "شحادة" هجوماً على خطاب "الإخوان المسلمين"، وقال: "ممارسة (الإخوان المسلمين) الاستبداد بإقصاء وتهميش الآخرين، وجمود خطابهم الديني والسياسي، وبُعدهم عن تقديم الإجابات والحلول الشافية للشباب، أدت إلى فشلهم الذريع في السلطة وأوقفت امتداد إرثهم الفكري والسياسي الذي دام أكثر من ثمانين عاماً".
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org