"عَاصِفَةُ الحَزمِ".. مشرط جَرَّاح

"عَاصِفَةُ الحَزمِ".. مشرط جَرَّاح
لكل مقام مقال، ولكل داء دواء، ولكل شيخ طريقة، ولكل قوم لغة يُتحدَّث بها معهم.. هذه الأمثلة تنطبق تماماً على ما حدث بالأمس.. وما سُمي بـ"#عاصفة_الحزم". نعم، إنه الحزم.. فهذه المواقف ليس لها إلا رجالها.. وأبناء الإسلام هم رجالها بقيادة "سلمان"الحزم والحسم.
 
فهذا المقام ليس له إلا هذا المقال:
(السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ *** في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ) 
وهذا الداء العضال الذي زرعته يد المجوس الخبيثة في خاصرة الإسلام ليس له إلا الحكيم "سلمان" بمشرطه القاطع الفذ.
 
 وهذه طريقة الشيخ التي لا طريقة سواها للتعامل مع هذه الفئة، وهي الطريقة الأنجع للتعامل مع الخونة والجبناء الذين باعوا دينهم ودنياهم، وعضوا اليد التي امتدت لتداوي جراحهم.
إن الحديث عن "عاصفة الحزم" حديثٌ عظيم؛ لأنه متشعب وطويل؛ وذلك للجوانب الكثيرة لهذه العاصفة، وللآثار العظيمة التي أظهرتها. فعندما نتحدث عنها فإننا لا نتحدث عن حرب؛ لأن الحروب لا تكون إلا بين الأنداد، وهذه الشرذمة ليست نداً لخليجنا أو لعالمنا العربي، ولا لإسلامنا العظيم.. بل إنها ليست نداً لمملكتنا الغالية.. ولا حتى لقرية من قراها.. إنما هي شرذمة باغية، صور لها خيالها المريض أنها من الممكن في يوم الأيام أن تكون شيئاً مذكوراً.. وغرها أسيادها بالوقوف خلفها.. وضحكوا عليها ببهرجة قوتها الزائفة، وأعطوها أكبر من حجمها بكثير.. وغرر بها حليفها الكذاب الأَشِر الذي لولا الله ثم السعودية لما رأى الحياة مرة أخرى.. ورغم ذلك تحالف مع هذه الشرذمة، وعض اليد التي امتدت له.. وهذه عادة "العقور" - أجلكم الله - فحاولت عبثاً أن تجعل من نفسها قوة تسيطر على أرض العروبة والحضارة؛ لتنشر بها ضلالاتها، وتبعدها عن دينها الحنيف ونهجها القويم وإسلامها العظيم.
 
وما هم في حقيقة الأمر إلا "ورم سرطاني"، حاولت يد المجوس زرعه في جسد الأمة ظناً منهم أنهم سيعيدون مملكة المجوس مرة أخرى متناسين قول نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -: "لا كِسْرَى بعدَ كِسْرَى ولا قَيْصَرَ بعدَ قيصرَ. والذي نفسُ محمدٍ بيَدِهِ لَيُنَفَقَنَّ كنوزُهُمَا في سبيلِ الله". وأن هناك جرّاحاً ماهراً، اسمه سلمان بن عبدالعزيز، جهز مشارطه، وفي ساعة الحسم أمر بعاصفة الحزم؛ لتقتلع هذا الورم الخبيث من جسد الأمة.. ويسترد يمننا السعيد عافيته بعد تخلصه من هذا المرض - بإذن الله -.
 
وبتوفيق من الله ثم حذاقة هذا الجرّاح ومهارته جعل من حكام العالم قبل شعوبه جماهير مؤيدة له، وداعمين لمشارطه وقت الحاجة؛ فكانت هذه العاصفة تحت غطاء خليجي عربي إسلامي بل عالمي أيضاً.. وهكذا هم الحكماء، يعرفون كيف يعالجون الجراح، ومتى يستأصلون أورام الجسد الخبيثة.. ويقتلعون الخناجر التي يحاول أعداء الأمة غرزها في جسدها.
 
لذا نأمل من الله - عز وجل - ثم من جرّاحنا أن يمتد علاجه للجراح الغائرة في جسد أمة الإسلام؛ ليكون لها البلسم الشافي.. ونفرح بعودة أرض الرافدين لحضن الأمة سالمة غانمة.. ونزداد فرحاً بتطهير أرض الجهاد والرباط شامنا العظيم من أذناب المجوس.. وتطهير أولى القبلتين وثالث الحرمين من أحفاد القردة والخنازير.. ويعم الفرح كل شبر من أرضنا الإسلامية في كل بقاع الدنيا.. وترتفع المآذن في أراكان وفي الأحواز والشيشان.. وفي كل شبر إسلامي.. وننعم بالأمن والاستقرار.
 
ولن نتحدث طويلاً عن آثار هذه العاصفة المباركة، إنما يكفينا منها أنها أظهرت المعدن الأصيل لأبناء العروبة، وجلت الصدأ الذي ران على فطرة أبناء الإسلام؛ فظهر ذلك التأييد الكبير لها، وذلك التلاحم العظيم بين أبناء الأمة والتفافهم حول قيادتهم.
 
 وفي الختام.. 
 نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يكلل هذه الجهود بالنجاح، وأن يحفظ بلادنا الإسلامية من كل سوء، وأن يوفق حكامها لما يحب ويرضى، ويجمع على الحق والهدى كلمتهم، وأن ينصر مَن بنصره نصر لدينه وإعلاء لكلمته.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org