سبق- أبها: أكّد الأمين العام لهيئة كِبار العلماء الشيخ د. فهد بن سعد الماجد، في خطبته بجامع الملك عبدالعزيز بمدينة أبها في منطقة عسير، أن عاصفة الحزم كانت موجهةً إلى هدفٍ صحيحٍ ودقيق، مشيراً إلى أن الحوثيين والصفويين يريدون زعزعة استقرار المملكة؛ لتظهر وكأنها غير قادرة على خدمة الحرمين الشريفين، ووجّه رسالةً إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي؛ مفادها أن أنوف العرب حقّقت العزة في أرض اليمن.
وقال "الماجد" في خطبة الجمعة اليوم: "المملكة العربية السعودية بلاد التوحيد والوحدة، قامت على أساس العقيدة الصافية، وعلى أساس الأخوة الصادقة، وهذان الأساسان هما سبب ما تشهده المملكة من استقرارٍ ورخاء، وأن المشروع الأول والأهم والأكبر الذي تحقّق للمملكة وعلى أساسه تبنى كل المشروعات، هو وحدتها المبنية على توحيدها".
وأضاف أن اليمنيين وهم الشعب العربي المسلم ذو التراث العربي الإسلامي الأصيل لن يسمحوا للتمدُّد الفارسي الصفوي بأن يتمكّن، معرباً عن قناعته بأن حرب اليمنيين في حقيقتها ليست مع الحوثيين, ولكن مع مَن صنعهم ودرّبهم ومكّن لهم وهم الفرس الصفويون، والمخلوع صالح غير الصالح.
وأردف: "المشروع الأول والأهم والأكبر الذي تحقق للمملكة وعلى أساسه تبنى كل المشروعات هو وحدتها المبنية على توحيدها، وإن عاصفة الحزم وما تلاها من إعادة الأمل أمر بها خادم الحرمين الشريفين، فأرسلت أكثر من رسالة، وفي اتجاهات مختلفة، كما أن العاصفة صنعت إجماعاً عربياً وإسلامياً وهو إجماع أعلنته الشعوب قبل الحكومات، وأيّدها المسلم العادي قبل السياسي المحنك".
وتابع "الماجد": "تجلَّت في عاصفة الحزم روح المبادرة، وإن من الخير للمسلمين أن يسيروا إلى الأمام دائماً مع الأمم الزاحفة إلى الحياة، مندفعين بحداء القرآن إلى الحق الذي تؤيده القوة، وإلى القوة التي يؤيدها الحق ليعمروا هذا الكون بالعدل والصلاح والإحسان والخير والمحبة".
وقال أمين هيئة كِبار العلماء: "الأمة أفضل ما تكون في حالاتها، إذا هي اعتمدت على نفسها بعد الله تعالى، وهكذا كان في الحلف العربي الإسلامي الذي قادته المملكة، وشعر العرب والمسلمون بالفخر والاعتزاز، وانبثت في حنايا صدورهم روح جديدة تذكّر بروح المسلمين الأوائل".
وأضاف: "لقد أثبتت عاصفة الحزم أن الوجدان العام للمسلمين هو مع بلاد الحرمين الشريفين، ولقد قيض الله الإمام الهمام الملك عبدالعزيز ليجدِّد ما رثَّ من حبل الدين، ويجمع ما شتَّ من شمل العرب، فأصبح الليل، وانجلت الغمة، وتهتكت سدول الظلام عن السماء الواعدة".
وأردف: "لقد أقام الملك عبدالعزيز دولةً عربيةً سعودية ذات منهج إسلامي أصيل، ومنحها الله تعالى من تأييده وعونه الشيء العجيب، والتحم شعب المملكة تحت راية التوحيد، وإن أعظم مشروع إسلامي أنجز منذ مئات القرون هو إقامة هذه الدولة السعودية التي كانت خيراً وعزاً للحرمين الشريفين، وكانت حجة بالغة على أن تطبيق الشريعة الإسلامية لا يمكن أن يكون بحال من الأحوال حجر عثرة في سبيل تقدم الدول، بل العكس من ذلك فالشريعة هي رائدة التطور والتقدم ورفع الإنسان إلى أحسن حالاته".
وتابع: "في الوقت الذي تتحمّل فيه المملكة أعباء العالم الإسلامي يجب أن تتوحّد جهودنا، ونكون كما العهد بنا على قلب رجل واحد، ونتواصى بالصدق والإخلاص والأمانة".
ووجّه رسالة إلى المرابطين والمشاركين في عاصفة الحزم وإعادة الأمل، قال فيها: "بيّضتم وجوهنا، وأقررتم عيوننا، وسررتم نفوسنا.. دافعتم عن حرمات الدين ونصرتم إخواننا اليمنيين، وأنقذتم اليمن".
ووجّه الأمين العام لهيئة كِبار العلماء رسالة إلى "خامنئي إيران"، قال فيها: "زعمت أن أنوف العرب سترغم في أرض اليمن، فنقول لك ما قاله جرير بن عطية اليربوعي التميمي:
"زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً أبشر بطول سلامة يا مربع".
ووجّه الأمين العام لهيئة كِبار العلماء، رسالةً أخرى للأمين العام لحزب الله، قال فيها: "خطاباتك من مخبئك ليس فيها جلوة الخطيب؛ فضلاً عن صولة المقاتل, وما أحراك بقول الحطيئة:
"دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي".
وأضاف "الماجد" مخاطباً "نصر الله": "إن الخطاب معك مضيعة للوقت لأنك تُدار ولا تدير من سادتك في طهران".