فهد العتيبي- سبق- الطائف: أكدت شرطة منطقة مكة المكرمة صحة ما نشرته "سبق"، وانفردت به، حول تفاصيل القضية، التي جاءت تحت عنوان (ضيوف يشوّهون مواطناً وأسرته بالأسيد.. واللغز: لماذا تُزعج زوجتي؟!).
وصرّح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكة المكرمة، المقدم دكتور عاطي بن عطية القرشي، إلى "سبق" بأن مركز السلامة بشرطة محافظة الطائف تسلم محضر دوريات الأمن المتضمن حدوث خلاف بين مواطن وأحد أقاربه، نتج منه إصابة ثلاثة أشخاص بحروق متوسطة نتيجة استخدام مادة الأسيد.
وأكد "القرشي" أن أطراف القضية ما زالوا منوَّمين بالمستشفى، وحالاتهم مستقرة، وتمت إحالة كامل الأوراق لهيئة التحقيق والادعاء العام.
وكانت "سبق" قد نشرت تفاصيل القضية، وفيها تعرّض مواطن وزوجته وابنته لتشوهات جلدية وحروق شديدة إثر رشّهم بماء الأسيد الحارق من قِبل مواطن وزوجته كانا ضيفَيْن عليهم في منزلهم؛ إذ احتدم النقاش بينهم إثر خلاف واتهام أحد المواطنَيْن للآخر بإزعاج زوجته هاتفياً، فيما نشبت مُضاربة بين الرجلَيْن، كذلك بين المرأتين داخل الشقة، أفزعت باقي الجيران الذين شهدوا الواقعة، فيما لحقَ بأحدهم بعض الحروق من تلك المادة التي كانت بحوزة الضيف المعتدي، في حين تسلمت الشرطة مجريات الواقعة، وبدأت التحقيق فيها مع كامل أطرافها المنوَّمين ببعض المستشفيات بالطائف.
وفي التفاصيل التي يرويها المجني عليه "د م ب" (34 عاماً) لـ"سبق" قال: "كنت برفقة زوجتي وطفلَيّ (بنت- سنة وثمانية أشهر، وابن- ثلاث سنوات وتسعة أشهر) نتنزه في متنزّه الردف بالطائف يوم السبت الماضي ليلاً، ثم عدنا للشقة التي أسكنها في حي شرقرق، وتناولنا سوياً وجبة العشاء عند التاسعة والنصف من الليلة نفسها، حينها سمعنا طرق الباب؛ فاتجهت وإذا بأحد أصدقائي وزميل في العمل قبل أن يتقاعد، وكان برفقته زوجته التي لها علاقة مع زوجتي في زيارات سابقة لهما. حينها فسحت لهما المجال للدخول، وكنت أنا والرجل في مجلس، أما زوجته فقصدت مجلس النساء. فيما كنتُ قد لمحت في يده جالوناً يحمله، لم أكن أعلم ما في داخله، ولم أهتم لذلك فقط من باب الملاحظة".
ويواصل حديثه قائلاً: فوجئت بعد وقتٍ قصير منذُ جلوسنا سوياً يقول لي: لماذا تُزعج زوجتي بالهاتف؟ وأخذ يُردد عليّ ذلك الاتهام الباطل حتى حدثت مشادة في الحديث، وهو يؤكد ذلك الاتهام، حينها طلبت منه أن يلجأ للجهات الرسمية، وتقديم شكوى إن صحَّ ذلك الاتهام، ولم أكمل حديثي إلا وزوجتي تدخل علينا مع ابنتي وابني هاربة من زوجة الضيف، التي حاولت الاعتداء عليها، وبدأ الرجل حينها يُطلق ألفاظاً غير لائقة، موجهاً كلامه لزوجتي قائلاً: "زوجك الآن أوريك وش بيصير فيه"، إثر ذلك فتح غطاء الجالون الذي كان بحوزته، وبدأ يرش منه علينا أنا وزوجتي وأطفالي، وما كان مني إلا أن دفعته ودخلت معه في اشتباك بالأيدي، تطور لمضاربة عنيفة دفاعاً عني وعن أسرتي، بعد أن علمت أن الجالون كان مليئاً بمادة الأسيد الحارق، التي لحقت بنا جميعاً، وتسببت في تشوهات وحروق شديدة في الأيدي والأرجل وباقي أنحاء الجسم.
وأشار المجني عليه إلى أن الجاني كان بحوزته سكين حاول أن يطعنه بها، لكنه تمكّن منها، وسحبها، وألقى بها بعيداً عنهم، فيما أكد دخول أحد جيرانه لمحاولة فض النزاع.
وكشف المجني عليه أن الإسعاف تأخر في نقلهم للمستشفى؛ وتولى أحد الجيران عملية نقله وزوجته وطفلَيْه لمستشفى الملك فيصل بالطائف، الذي استقبل الحالة فقط، في حين تولت الشرطة مجريات التحقيق، في الوقت الذي أحيلت فيه زوجته وطفلاه لمستشفى الملك فهد بجدة للعلاج.