أعتقد أن المشكلة القائمة حالياً لا تكمن في عملية التواصل بين المواطن والمسؤول بقدر ما هي تتعلق بمسألتين، إحداهما: تداخل الجهات الرقابية على الجهة الخدمية الواحدة والتضارب فيما بينها في (المسؤولية)، ثم ضعف (الفاعلية) بعد تقديم الشكوى؛ فغالباً يتم إعادة الشكوى (رتويت) من المتضرر إلى الجهة المدَّعى عليها (الخصم)، ويُطلب منها تحرير خطاب يرد على الشكوى المقدمة ضدها، وإبداء وجهة النظر حولها؛ فيأتي الرد في 90 % من هذه الشكاوى بالالتفاف عليها، أو تكذيبها، أو "الفذلكة" عليها، فيكون مصيرها حين تصل إلى الجهة الرقابية (الحَكَم) إما إفهام المذكور أو (تحفظ)، ونادراً ما تندب هذه الجهة لجاناً للمثول على الضرر، أو تفصل فيها بناء على تصورها المبدئي، وهذه الأخيرة بالتحديد نادراً ما تكون لصالح المشتكي. هذه باختصار (دوامة) الشكاوى التي ملّ المواطنون منها، وأصبحت تمثل صداعاً للجهات الرقابية.