جامعة الأميرة نورة.. هناك مشكلة إدارية!!

جامعة الأميرة نورة.. هناك مشكلة إدارية!!
من المؤسف أن يبدأ العام الدراسي الجامعي وتبدأ معه المعاناة التي أصبحت تركة ثقيلة تتوارثها الأجيال، وتتمثل في إضاعة ما يقارب الشهر في إدراك أمور ليست من الصعوبة بمكان فيما لو خلصت النية وخُطط للعمل بشكل جيد.
 
ويبدو أن مشكلتنا مع التخطيط مزمنة، وهاكم الدليل، وهو هنا جامعة الأميرة نورة؛ فما إن بدأت الدراسة حتى توجهت الطالبات بكل حماس بعد أن خضن غمار اختبار ثانوية عامة وقدرات وتحصيلي، واستطعن - بتوفيق الله - النجاة من الغرق في بحر الانتظار، وبدأت الحكاية.
 
الجدول يتأخر، وعند تسلمه تذهب الطالبات حسب الجدول لقاعات الدراسة المدونة أرقامها في الجدول، فيصدمن بعدم وجود محاضرة، ويتكرر الأمر في باقي المواد، فيراجعن المسؤولة، فتجيبهن بكل برود "في الحقيقة لم نحدد بعد القاعات بشكل نهائي لكل محاضرة"! والسؤال هنا: ماذا كنتن تفعلن في الشهور الماضية؟ وأكاد أجزم بأن هناك من داوم براتب إضافي من أجل تهيئة مثل هذه الأمور، ولذلك أنتظر أن يعاقب.
 
الأمر الآخر هو التنقل في جامعة الأميرة نورة بواسطة القطار، وهذا يرتب على الطالبات عبئاً إضافياً ومشكلة مزمنة مع المواصلات؛ وهو ما يحمل الجامعة على عمل برنامج استقبال وتعريف للطالبات الجديدات بنظام القطار والتنقل، والتعرف على مرافق الجامعة بشكل واضح، وإعداد الكتيبات الإرشادية وتوزيعها في كل مكان في الجامعة.
 
المنطق والعقل يقول إن الطالبة المبتدئة يجب أن تعامَل بطريقة تختلف عن طالبات المراحل الأخرى، ولكن للأسف غاب على مسؤولات الجامعة أن ينفِّذن برنامج استقبال تعريفي لكل الطالبات المستجدات، يشمل تعريفهن على الجامعة وأنظمتها، وتقديم شرح كامل لمرافقها، ومن الجميل أن يتلو ذلك إفطار جماعي.. وهذا كله من شأنه أن يزرع الثقة في نفوس الطالبات، ويترك أحسن الأثر لدى الطالبات عن الجامعة.
 
ولكنّ - للأسف - شيئاً من ذلك لم يحصل، وحتى ساعة كتابة هذا المقال والطالبات يبحثن عن مجهول، ويذهبن ويجئن بدون فائدة، وما زالت أرقام القاعات التي صدر بها الجدول لا تمت للحقيقة بصلة، بل إن بعض المحاضرات وعضوات هيئة التدريس بالجامعة اصطحبن الطالبات للبحث عن أية قاعة غير محجوزة ليبدأن محاضرتهن، فهل يُعقل هذا يا جامعتنا الكبيرة؟!
تُرى من المسؤول عن حالات اليأس هذه؟ أليس حرياً بالجامعة أن تعلن المتسببة في ذلك، وتعاقبها بما تستحق؟ أليس العمل الجماعي مطلباً في مثل هذه الحالات؟ لماذا لا يطبَّق؟ أسئلة تحتاج إلى إجابة..
 
لماذا يساء إلى فلذات أكبادنا بهذه الطريقة؟ وأنا على تمام الثقة بأن المراجع الدراسية ستمثل هي الأخرى عقبة أمام الطالبات، وأستغرب من كل جامعاتنا عدم أخذها بمبدأ توفير المراجع، ومن ثم تأجيرها على الطلبة أو الطالبات بمبالغ رمزية، وتُعاد للجامعة مع نهاية كل "ترم"؛ لتستفيد منها طالبة أخرى؛ وبذلك تكون الجامعة قد استفادت وأفادت.
 
آن الأوان لجامعاتنا أن تأخذ بزمام المبادرة، وتطوِّر من خدماتها بشكل يعكس مدى الوعي والتطور اللذين تمثلهما هذه المؤسسة، وهذا يحتاج لتحرك ووعي كامل بأهمية التخطيط السليم، وتنفيذ العديد من البرامج التي تتناسب مع حجم المرحلة التنموية التي تعيشها السعودية، وتسهم بشكل فعّال في رفع مستوى الطالب والطالبة، بما يحقق له ولأبنائه وقبل كل ذلك لوطنه كل تقدُّم ورقي ورفعة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org