"أردوغان" يستعين بحديث ضعيف لتهنئة أتباعه ببدعة .. لماذا يحرص على التغريد بالعربية؟

أثار الجدل بين المغرِّدين
"أردوغان" يستعين بحديث ضعيف لتهنئة أتباعه ببدعة .. لماذا يحرص على التغريد بالعربية؟

استعان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ بحديث ضعّفه كِبار علماء الحديث لتهنئة أتباعه على "تويتر" ببدعة "الرغائب"، فيما كتب تغريدته باللغة العربية للوصول إلى أكبر قدر من الناطقين بها، في خطوةٍ لا تفهم إلا في سياق محاولة كسب ود مزيدٍ من المريدين من أهل العربية.

وفي تغريدته المثيرة للجدل أرفق الرئيس التركي، صورة لمسجد تركي متوجّهاً بحديثه إلى الأمة الإسلامية، وكتب على الصورة "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان"، وهو حديث ينسبه العامة للرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولكن ضعّفه علماء الحديث، وقال عنه الشيخ محمد بن صالح العثيمين: "لم يرد في فضل رجب حديثٌ صحيح، ولا يمتاز شهر رجب عن جُمادى الآخرة الذي قبله إلا بأنه من الأشهر الحرم فقط، وإلا ليس فيه صيام مشروع، ولا صلاة مشروعة، ولا عمرة مشروعة ولا شيء، هو كغيره من الشهور"، مضيفاً في تسجيل صوتي رداً على أحد السائلين عن حكم الحديث بأنه "لا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالنبي سيكون أحرص الناس على أن يبارك الله له في رمضان".

ولم يتوقف "أردوغان"؛ عن إثارة الجدل عند هذا الحد، إذ كتب في تغريدته "أهنئ شعبنا والأمة الإسلامية جمعاء بليلة الرغائب، وقد ورد فيها عن الإمام النووي وحكم تخصيصها بالصلاة: "هي بدعة قبيحة منكرة أشد إنكار، مشتملة على منكرات...".

وعلى الرغم من لعب الرئيس التركي على أوتار الحماسة الدينية، وممارسته الهمز واللمز من خلال خطبه الرنانة عن الحرمين وأمنهما، مستدراً عواطف أتباعه وأنصاره، إلا أنه تجاهل وضع صورتَي الحرمين واستبدل بهما مسجداً تركياً في الصورة التي أرفقها، وعلى الرغم من توجّهه للأمة الإسلامية بالحديث من خلال تغريدته، وهو ما أثار غضب المغرّدين الذين اتهموه بالحقد، فيما أعرب عددٌ من المغرِّدين عن تعجبهم من أن يأتي رجلٌ يدّعي أنصاره أنه خليفة المسلمين بأمور لم ترد عن النبي، وصنّفها كِبار العلماء من البدع!

وكتب أحد المغرِّدين منتقداً الرئيس التركي: "الشرهة على اللي سمّاك أمير المؤمنين وأنت تدعو الى هذه البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان".. بينما غرَّد آخر: "ضع صورة الحرمين الشريفين، صورة مسجدك في تركيا تدل على حقدك".

لماذا يغرّد بالعربية؟

من اللافت تخصيص الرئيس التركي حساباً كاملاً موثقاً للتغريد باللغة العربية فقط، على الرغم من أنها ليست من اللغات الرسمية في بلاد الأناضول، إذ تعد التركية اللغة الرسمية الوحيدة للبلاد، وهو الأمر الذي أثار حيرة واستغراب الكثيرين، إذ لم يسبق أن غرّد أو خصّص رئيس دولة حساباً أو تغريدات بلغة غير لغة وطنه إلا المرشد الإيراني علي خامنئي؛ الذي يغرّد هو الآخر بالعربية لكسب ود أهلها، فأصبحت الشعوب العربية مطمعاً بعد أن أصبحت بعض بلادهم ساحة للحروب والصراعات بالوكالة بين المتنافسين على الكعكة.

وبينما تمارس السلطات التركية بين الحين والآخر حملة لمحو الأسماء العربية من على واجهة المحال في المدن التركية، خصّص رئيس البلاد حساباً كاملاً بالعربية حرص على توثيقه، مخاطباً شعوبها، وموجّهاً رسائله لها، نحو كسب مزيدٍ من المريدين والمخدوعين بالشعارات الرنانة والخطابات الشعبوية، إذ يزخر الحساب برسائل غير مباشرة وأخرى مباشرة عن الدعوة للثورة على الحكام، فضلاً عن المزايدات السياسية والمتاجرة بقضايا إسلامية مثل قضية القدس، بينما في الوقت نفسه تحظى إسطنبول بعلاقة دافئة مع تل أبيب، وهو ما يعرّي الخطاب التركي، ويكشف تناقضه أمام المتابعين.

ويرى المراقبون أن الأمر يتعدّى مجرد كون "تويتر" وسيلة إعلامية لدى الرئاسة التركية إلى وسيلة لغسل الأدمغة، وفتن المتابعين العرب بالزعيم التركي، واصطناع شعبية له في أوساط الشباب العربي، وتوجيه رسائل خطيرة مبطنة من خلاله اعتماداً على ما يحظى به الحساب من متابعة أكثر من مليونَي مغرّد عربي على الأرجح.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org