التنوع المذهبي في دول الخليج العربي واقع يجب التعايش معه وتوجيهه نحو التعاون والعيش الكريم؛ ولكن إيران لا ترغب في أن يتعايش العرب؛ فضلاً عن دول الخليج؛ بل المملكة خاصة، وقد حدث لي موقف في طهران عندما زُرتها مع وفد مجلس الشورى السعودي إبان عملي في المجلس؛ وذلك الموقف يؤكد كيف يكره السياسيون المملكةَ ويتمنون أن نتحارب، وأن تقوم الفتنة بين سنة المملكة وشيعتها؛ فقد ذهبتُ ذات مساء برفقة صديق بعد أن ألقينا الغُترة والعِقال، وسرنا في شوارع طهران حاسري الرؤوس، إلى أن أخذتنا أقدامنا إلى إحدى ضواحي طهران.. كان المكان جبلياً خلّاباً، يتخلله نهر جارٍ، زاده جمالاً ورِقّة وجذباً.. وقد اخترنا أحد المقاهي المُطِلّة على النهر، ودعونا النادل؛ وإذا به يتحدث اللغة العربية وحين رأى هيئتنا وعَرَف أننا من المملكة العربية السعودية، رحب بنا.. وفجأة سأل عن مذهبنا: أشيعة أم سنة؟ فقلت له، وقد انتبه مَن حولنا لحديثنا، وعَلِقَت الأبصار بي وبصاحبي: اجلس حتى أخبرك بمذهبي.