كرسي اليونسكو للحوار بجامعة الإمام يدعو لتعميم ثقافة السلم في الإعلام

"الشريف" في ورشة عمل: ترتبط بخمسة أنواع من الخطاب
كرسي اليونسكو للحوار بجامعة الإمام يدعو لتعميم ثقافة السلم في الإعلام
تم النشر في
سبق- الرياض: نظم كرسي اليونسكو للحوار بين أتباع الديانات والثقافات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ورشة عمل علمية للدكتور مصطفى شريف، المفكر الجزائري المتخصص في حوار الحضارات بعنوان "تطبيقات ثقافة السلم في الخطاب الإعلامي"، بالقاعة المستديرة بمركز المؤتمرات والتعليم المستمر في المدينة الجامعية.
 
 وقال أستاذ الكرسي عميد كلية الإعلام والاتصال د.عبد الله بن محمد الرفاعي إن ورشة العمل تأتي ضمن أنشطة وفعاليات الكرسي، ووفقاً لخطته التشغيلية المعتمدة.
 
 وأكد أن هذا الكرسي وبرامجه يأتي تفعيلاً لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في ترسيخ مبدأ الحوار من خلال مبادرته التاريخية بالدعوة للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، التي توّجت بافتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالعاصمة النمساوية فيينا، مشيداً بجهود مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبالخيل في هذا الشأن.
 
من جهته أوضح د.مصطفى شريف في ورشة العمل بأن ثقافة السلم تتطلب منا مجهودات عامة، سواء كانت مشتركة أو فردية لتغيير الخطاب الإعلامي من الاتجاه السلبي إلى مساره الصحيح، وأيضا تغيير أسلوب التفكير، والمعاملات، لتحقيق التعايش السلمي داخل المجتمعات وبين الشعوب، وهذا يعني حل النزاعات عن طريق التفاوض، والوقاية من الأزمات، وإعادة بناء الثقة داخل المجتمعات وبين الشعوب.
 
وقال د.شريف: ولا يصح لوسائل الإعلام أن تكتفي ببث الخبر وبقراءة سريعة للنزاعات، والأزمات، والحروب، حيث يجب أن تساهم في حل كل هذه المشاكل، من خلال توعية وتنبيه المسؤولين والرأي العام لتحقيق السلم، فثقافة السلم مسؤولية مشتركة تهم كافة المؤسسات والناس.
 
وأشار إلى أن تعميم ثقافة السلم من طرف وسائل الإعلام ليس بأمر مستحيل، وهذا مبدأ المنظمات الدولية، كمنظمة اليونسكو وذلك لمحاولة تعزيز ثقافة السلم في كل الدول، خاصة في المناطق التي تعيش وسط نزاعات وخلافات، وترتبط ثقافة السلم بخمسة أنواع من الخطاب، وهي: الإعلام، والتربية، والدين، والسياسة، والاقتصاد، وتتميز وسائل الإعلام بأنها تستخدم من قبل كل هذه القطاعات كسلاح استراتيجي لتحقيق أهداف مختلفة.
 
وقال: يجب على كل باحث أن يفرق بين العناصر السلبية والعناصر الإيجابية للخطب الإعلامية، من أجل بناء إجراءات الثقة بين الاطراف المتعارضة، والتأثير السلبي يستعمل أسلوب الخلط والغموض والتحريض بين الظالم والمظلوم، والمستعمِر والمستعمَر، والمعتدي والمعتدى عليه، بينما التأثير الإيجابي يركز على العمل الوسطي، وعلى ضرورة الحوار والتفاوض والمصالحة، وتجنيد الرأي العام للدفاع عن الحل السلمي، والدبلوماسي، والعقلاني للخلافات والنزاعات.
 
 
واختتم د.شريف: كل ما كان هنالك تنوع داخل وسائل الإعلام، وتعددية في الآراء، كل ما كانت هنالك ثقافة سلم ممكنة أكثر، وهذه التعددية والتنوع في الآراء، تتيح للأطراف الأخرى، إذا تشاركوا في الاطلاع عليها، بالتفكير بشكل جدي بحلول سلمية، وإذا لم تتقاسم كل الأطراف تنوع الأفكار، سيعزز ذلك الأفكار السلبية، والانغلاق على النفس، بينما التقاسم والمشاركة والتبادل يسهموا في بناء ثقافة السلم، وهذا هو دور وسائل الإعلام، وغاية الإعلام السلمي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org