عن الحيوان "سيسل".. وآخرين من الروهينغا!!

عن الحيوان "سيسل".. وآخرين من الروهينغا!!
في سياق تصوير فيلم وثائقي لتسليط الضوء على الحيوانات المهددة بالانقراض؛ عرضت صور عدد من الحيوانات على واجهة مبنى "إمباير ستيت"، ناطحة السحاب الشهيرة في مدينة نيويورك الأمريكية، مساء السبت الماضي.
 
وعرض المبنى صوراً لنمور الثلوج، ونمور عادية، وكائنات بحرية متنوعة، بالإضافة إلى صورة بطول "350" قدماً "106 متراً" للأسد "سيسل"، الذي قُتل في زيمبابوي مطلع الشهر الجاري.
 
ويهدف هذا العرض الفريد من نوعه، على واجهة أحد أشهر البنايات في العالم؛ إلى تعزيز ما يسميه الغرب: الحوار بشأن الانقراض الجماعي للحيوانات.
 
تأملت في هذا السياق الغربي، وكيف هو حنون إلى هذا الحد على الحيوانات، ويقيم لها المعارض والصور ويقيم من أجلها الحوارات؛ رغبة في إنقاذها من الانقراض، وحفاظاً على نسلها من الفناء.  
 
ثم ذهب بي الذهن إلى بورما، نعم، هي نقلة بعيدة ولكنها ضرورية ومحزنة للأسف الشديد!!
 
فقد نقل ناشطون من الروهينغا على حساباتهم على موقع "تويتر"؛ أخباراً وصوراً مروعة عن الحالة التي آلت إليها أوضاعهم، وطالبوا بإغاثتهم وإنقاذهم من الغرق، وخصوصاً أن إعلاميين في ميانمار وصفوا الفيضانات والعواصف التي دمرت البلاد وأهلكت العباد بـ"غير المسبوقة".
 
فقد تضرر أكثر من ألف وسبعمائة من الفيضانات الأخيرة في "أراكان" ولا توجد أية مساعدات، وغرقت مساحات واسعة من الأراضي والمنازل، وهم ينتظرون إغاثة عاجلة من الحكومات والشعوب والمنظمات الإنسانية، دون أي اهتمام من الحكومة البورمية البوذية.
 
ويقدر حساب "نبضات أراكانية" عدد المفقودين جراء الفيضانات "بأكثر من "2500" شخص في شرق أراكان فقط".
 
وفي إشارة إلى عنصرية وطائفية البوذيين وحكومة ميانمار، يغرد حساب "أمونة الأركانية" أن هناك سؤالاً يسأل قبل إنقاذ الإنسان والحيوان: "هل أنت بوذي؟ سؤال يطرح عليك قبل إنقاذك، أنت في دائرة إنقاذنا ما دمت على ملتنا"؛ فالحكومة البورمية تقدم مساعداتها للمتضررين البوذيين دون الروهينغا!!
 
لقد وجد الحيوان "سيسل" من يدفع عنه وعن أبناء جنسه، ويقيم لهم المعارض والصور والحوارات، فيما لم يجد "آخرون" ينتمون إلى الجنس البشري من أبناء الروهينغا من يدافع عنهم من أبناء ملتهم "المسلمين"، أو من بني جنسهم "البشريين".
 
وكأني بهم يقولون:
ولستُ أريد إلا أن تُعيروا
لإنسانيتي بعض الحقوقِ
ألا يُحْيي شهامتَكم ندائي
 
وهذا الموتُ من تحتي وفوقي

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org