"أبو متعب" في عيون الصحافة الغربية

لا تكاد توجد صحيفة ولا قناة في العالم إلا وتحدثت عن الخطب الجلل، المتمثل في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - رحمه الله -. أكثر من ٧٠٠٠ خبر صحفي في كبرى الصحف العالمية تناولت الحدث في يومه الأول، إضافة لمئات الساعات التلفزيونية لتحليل الخبر وتأثيراته على المنطقة.

 

  "التايمز الأمريكية"، الصحيفة الأكثر توزيعاً بالعالم، والأكثر تأثيراً على الرأي العام بالولايات، كان لها مجموعة تغطيات وتحقيقات خلال أقل من ٢٤ ساعة. ولا عجب أن يكون عنوان الصحيفة وبالخط العريض: مات (الداهية) الذي أعاد تشكيل الحكومة السعودية! مات الداهية الذي أوقف مخصصات مالية غير مستحقة لنافذين في الدولة. مات الداهية الذي عاش شبابه بالبادية، والذي رفض أن يصفه الناس بصاحب الجلالة، ومنع أي أحد من تقبيل يده.

 

وتضيف الصحيفة بأنه دوماً ما كان يقدم مصلحة دولته قبل أي شيء، حتى لو كان ذلك على حساب غضب البيت الأبيض؛ فهو الملك الذي رفض بشكل قاطع دخول أمريكا في العراق، ووصف الحرب بأنها (احتلال غير مشروع)، ورفض أن تستخدم المقاتلات الأمريكية القواعد السعودية لضرب العراق. وبعد "تكهرب" علاقة الرياض بواشنطن، وخصوصاً في السنوات التي تلت أحداث سبتمبر، قام الملك بخطوة جريئة وغير مسبوقة، لتنويع الخيارات الاستراتيجية للسعودية، وذلك بتوقيع شراكات بترولية مع مؤسسات صينية وروسية، بعد احتكار أمريكي طويل، وقد حل الخبر كالصاعقة على واشنطن. 

 

  وتضيف التايمز بأن عهد عبدالله بن عبدالعزيز كان مليئاً بالإنجازات الاستثنائية، والاستثمار في البشر، وكان في عهده أكبر برنامج عرفته السعودية في تاريخها: برنامج الملك عبدالله للابتعاث؛ إذ يدرس آلاف من الطلاب والطالبات، وتتكفل الحكومة السعودية بجميع التكاليف.

 

وفي ذلك تقوية لدور المرأة وحضورها على المسرح الاجتماعي بشكل غير مسبوق، بل في مؤتمر التنافسية الدولي الأخير، الذي أقيم في الرياض، وسيخصص له مقال لاحق ربما، قال أريك شميدث مدير الإدارة لشركة قوقل الشهيرة: أعزيكم أيها السعوديون في ملككم المحبوب، وهو الرجل الذي قاد الكثير من التغيير في السعودية.

 

أخيراً، إن كان من شيء يغبط عليه الملك عبدالله فهو حب كبار السن ودعاء العجائز له، ولا عجب أن تفرد له قناة CNN  عنواناً كبيراً: مات (المجدد) السعودي!

 رحم الله الملك عبدالله، وأعان الملك سلمان في مهتمه الجديدة.