عاصفة الحليم إذا غضب!

عاصفة الحليم إذا غضب!
لم تكن المملكة العربية السعودية - ولن تكون - دولة عدائية، ولم يكن لها مطامع توسعية في يوم من الأيام. السعودية الدولة الوحيدة التي شهد لها ساسة العالم باتزان وهدوء سياستها، بل إن بعضهم طالب ساسة العالم بأن يأخذوا من سياسة السعودية منهجاً لحل مشاكلهم السياسية وعدم التسرع في اتخاذ القرارات.
 
لقد كانت المشكلة اليمنية منذ اليوم الأول لها في وجدان السعوديين، ولم يتركوا باباً إلا وطرقوه لحل هذه الأزمة بين أقطاب الصراع، لكن عبث الحوثيين وتدميرهم لكل ما هو شرعي، وعدم استجابتهم للمطالبات الخليجية والعربية والعالمية للحوار، بل إنهم كانوا يتحاورون أمام العالم ويغدرون في الداخل، حتى استطاعوا بمكرهم وخداعهم أن يفرضوا هيمنتهم على بعض المدن، وبعد أن ملت السعودية من سياسة الأمر الواقع، طالبت بحوار يمني في الرياض، لكن الحوثي رفض، وبدأ في دخول عدن للقضاء على الرئيس الشرعي للبلاد، عندها طالب الرئيس هادي بالعون من أشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي لإنقاذ اليمن من مؤامرة دنيئة، تقودها إيران لاحتلال اليمن، مثلما احتلت العراق وسوريا ولبنان، فكان الرد سريعاً بانطلاق عاصفة الحزم بعد فشل كل المحاولات مع الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
 
إننا أمام مشكلة لن تنتهي بالسرعة التي يتصورها البعض؛ لذا فإنه من الواجب على الشعب السعودي عدم الانقياد وراء الشائعات المغرضة، التي يتم تداولها في وسائل الإعلام والاتصال من أخبار كاذبة لا تمت إلى الواقع، وهدفها إحداث الانقسام بين شعب السعودية وقيادته، وبين قيادتنا وقيادات الدول العربية والإسلامية والدولية. كما أننا في حاجة إلى الوقوف أفراداً وجماعات إلى جانب دولتنا وقيادتنا الرشيدة، ونحمد الله على أن مكّن هذه البلاد من نصرة الحق وأهله، وعلينا الإكثار من الدعاء لجنودنا البواسل بأن يسدد الله رميهم، وأن يثبتهم على الحق، ويخذل عدوهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
 
إن القوة لا يفسدها إلا قوة أكبر، وما تقوم به إيران من شق عصا الوحدة الإسلامية جعل العالم الإسلامي يتنبه إلى خطرها، وما عاصفة الحزم إلا إنذار مبكر لكل من يخرج عن الصف الإسلامي. ولقد أثبت التحالف الذي تقوده السعودية أن واقع الأمة الإسلامية لا يزال في خير - إن شاء الله - ويؤكد أنه إذا كان هناك معول هدم في العالم الإسلامي فإن هناك معاول خير وبناء.. قال تعالى {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} الآية 40 سورة الحج. صدق الله العظيم. 
 
حفظ الله لهذا الوطن أمنه واستقراره، وحفظ لنا قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عيد العزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org