"مشعل الخير" .. منهجيةٌ واضحة وقربٌ من المواطن "ولا حظوة لابن الملك"

"مشعل الخير" .. منهجيةٌ واضحة وقربٌ من المواطن "ولا حظوة لابن الملك"
بروفايل "سبق" | محمد عطيف:  بعد أن أكمل عامه الأول يأتي الأمير رقم 221 في تاريخ مكة المكرّمة؛ مؤكداً أن روح الشباب يمكنها أن تحقّق معادلة الحكمة والمُنجز والحيوية.
 
يأتي مؤكداً أيضاً أن مقولاته مثل "الناس هنا أحبهم ويحبونني وحبهم لوطنهم كبير". و"أنا جنديٌّ أخدم الوطن في أيِّ موقعٍ يراه ولي الأمر"، على أن ذلك هو منهجٌ ومبدأٌ أساسيٌّ في منهجية عمله.
   يأتي ذلك وهو يُعيد للأذهان عبارته الشهيرة: "لا تُوجد حظوة لابن الملك .. بالعكس هناك حملٌ كبير"، يأتي ذلك والأمير الشاب مستمرٌ في مفاجأة الجميع بجولاته الميدانية ومتابعة المشاريع دون حراسةٍ أو مرافقين إلا ما ندر. إنه بلا شك في محاولاته التي جسّدها في أمنيته الكبيرة: "أتمنى أن أكون شبيهاً للملك عبد الله ولو بنسبة 1 %".
 
الأمير مشعل لم يعد مستغرباً جولاته منفرداً بلا رسميات أو التقاطه صور "السيلفي" مع الحجاج والجمهور والعامة.
 
-   لا فرق بين حاكم ومحكوم:
   الأمير الذي ردَّ على سؤال حول تداخله المجتمعي خارج نطاق الرسميات وتلبيته كل الدعوات التي تقدم له بقوله: "حضوري مناسبات الأهالي وتلبيتها يجب ألا يكون أمراً مستغرباً، قمت بزيارات عديدة وسأقوم كذلك بزيارات أخرى وقيادتنا الرشيدة أكدت أنه لا فرق بين الحاكم والمحكوم فالجميع إخوان".
 
  الأمير مشعل خريج مدرسة عبد الله بن عبد العزيز يؤكّد ذلك مراراً ومنصفاً تجربة خاصة قائلا: "أنا أيضاً خريج مدرسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، إنه مدرسة جامعة ولا يمكن الفصل بينه وبين وزارة الخارجية".
 
   الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود هو الابن السادس بين أبناء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ولد عام 1970 ويحمل  شهادة عليا في العلوم السياسية من المملكة المتحدة. وخاض تجربة سياسة متدرجة بدأت فعلياً من إدارة الحاسب الآلي بالحرس الوطني مروراً بوزير مفوّض على المرتبة الرابعة عشرة.
 
كان له حضورٌ في عددٍ من المؤتمرات والاجتماعات العربية والدولية والقمم الخليجية. كما رأس عدداً من  وفود المملكة على مستويات عالية في محافل خليجية وعربية ودولية. وحصل على عديدٍ من الأوسمة أبرزها: وسام الاستحقاق الإيطالي، ووسام تحرير الكويت، ونوط المعركة.
 
وفي 29 / 3 / 1430هـ، صدر الأمر الملكي السامي بتعيينه لمنطقة نجران، وفي 19 / 2  / 1435 هـ، صدر أمر مماثل بتعيينه أميراً لمنطقة مكة المكرّمة.
 
 أما عن نشأته، فيمكن أن نستشف بعض مظاهر ذلك من تعليق لزميل دراسته الأستاذ ياسر الغسلان الذي يصفه: "مبتسم روحاً ومُحيا ..  دون استعلاء في الكلام ولا تكبر في التعاطي.. حتى عندما التقيته قبل نحو عام ونصف وجدته كما كان في آخر لقاءٍ لنا قبل سنوات عدة.. بشوش وخفيف الدم والروح يمازح بروح ذكريات المدرسة".
 
-   منهجية إدارية:
   أينما حل عُرف الأمير مشعل بمنهجية إدارية مرنة وحازمة. فهو لطالما ردّد "لا مكان لمسؤول مقصر، لن أقبل الارتجالية، وسأقصي مَن يحاول إفشال التنمية".
 
 والأمير مشعل ممَّن يطالب بتحقيق دور الإعلام، ويصفه بأنه: "عين مهمة للرصد والمتابعة وتسليط الضوء على أوجه القصور". ومعتبراً أن الرضا عن المنجز يختلف في رؤيته "لو قلت إنني راضٍ عن الأداء، فإن ذلك يعني توقف الطموحات طموحي لا حدود له. لا يمكن القبول ببقاء أي مسؤولٍ ليس في مستوى المسؤولية".
 
  وفي مكة المكرمة، يطالب الأمير مشعل، مسؤولي المنطقة: "إذا رأيتم مني مخالفة فأبلغوني مع توضيح المرئيات حياله". وفي مرات كثيرة قام الأمير بقطع إجازته وخصوصاً لمتابعة آثار الأمطار والسيول في المنطقة.
 
  يقول مدير العلاقات العامة والناطق الرسمي بإمارة مكة محمد الشهري: " سموه جعل التخطيط الاستراتيجي المدروس لحاضر ومستقبل هذه المنطقة همه الأول من أجل الوصول إلى نتائج إيجابية على الواقع، فجاءت زياراته التفقدية للمشاريع التنموية في مدن المنطقة ومحافظاتها والوقوف بنفسه عليها".
 
-   مبادرات سامية:
   الأكيد أن سموه لم يكتف بالمتابعة؛ بل كان للمبادرات حيز كبير في اهتمامه ولعل من أبرزها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، موافقة المقام السامي على طلب سموه تظليل الساحات الخارجية للحرم المكي الشريف.
 
وعن المشروع يقول الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي: "المشروع يوفر تظليل الساحات الخارجية والمناطق التي تحتاج إلى تظليل، أسوة بما جرى اعتماده ضمن مشروع التوسعة بمساحة إضافية تقدر بـ 275 ألف متر مربع، وبما يزيد على 300 مظلة.
 
-   المواطن شريك التنمية:
   الأمير مشعل مستمر في استخدام سلاحه المتمثل في وصية والده خادم الحرمين الشريفين، الذي أوصاه بأن يكون "المواطن شريكاً أساسياً في أي عملية بناء"، "مشدّداً على تكثيف الحملات الرقابية وتلقي بلاغات المواطنين وملاحظاتهم وسرعة التعامل معها بكل جدية".
 
  كما عمد إلى ربط مركز إدارة الأزمات والكوارث بالمنطقة به مباشرة. ومن المعروف أن مركز إدارة الأزمات والكوارث بمنطقة مكة المكرّمة يعد الأول من نوعه على مستوى دول الخليج العربي من حيث تخصّصه في إدارة الأزمات والتعامل مع الكوارث.  ومخاطباً مسؤولي المشاريع: "أنا معكم 24 ساعة في اليوم، و7 أيام في الأسبوع، لمتابعة المشاريع وللتأكد من دقة تنفيذها في وقتها المحدد".
 
 
-   الجانب الإنساني:
 الأمير مشعل أو "مشعل الخير"، كما يلقب، صاحب حضور إنساني كبير لا يتحدث عنه. لكن نتائجه تظهر ملموسة للتفاعل الاجتماعي الكبير له. ففي نجران، كان صاحب المبادرات في إصلاح ذات البين، وخصوصاً في بعض قضايا الثأر وخلافات القبائل، كما كان مشدداً على التسديد عن سجناء الحق الخاص وإطلاق سراحهم، وواصل ديدنه كذلك في منطقة مكة المكرّمة.. مفعلا المسؤولية الاجتماعية والحرص على إعانة المعسرين وفك أسر الموقوفين. ومن أمثلة ذلك تدخله لإنقاذ مواطن من القصاص بعد قتله مقيماً سودانياً، وسبق أن تكفل بقيمة إيجار المنزل الذي يضم عائلتي الطفليْن يعقوب وعلي في قضية التبديل الشهيرة.
 
    يقول الكاتب علي المستنير في مقالٍ له: "... ونجران تودع صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز الحقيقة التي أدركناها أن هذا الأمير قد خلف وراءه محبة واحتراماً وتقديراً من كل أبناء المنطقة بلا استثناء، وقد يكون سبب ذلك شخصيته الفريدة التي تميز بها من تواضعٍ وقربٍ من الناس".
 
-   رياضي وثقافي:
  الأمير الذي عُرف أيضاً بميوله الرياضية، قال في حديثٍ لصحيفة "عكاظ" إنه "نجراني" مؤكّداً: "ولا يمنع ذلك أن أكون هلالياً وأحرص كل الحرص على ما يخدم الناديين ويجعلهما في المراتب المتقدمة".
    الأمير الذي قدّم دعما لنادي نجران بمليون ريال، كرّر ذلك مع نادي الوحدة في مكة المكرّمة، كما حرص على تقديم الدعم لنادي الاتحاد بحضور مباراته أمام فريق العين الإماراتي أخيراً.
 
  الأمير في الشأن الثقافي حاضر ومساند. يقول نائب رئيس اللجنة الإعلامية بنادي مكة الثقافي الأدبي والمستشار الإعلامي لجمعية المسرحيين السعوديين بمكة الدكتور خضر اللحياني: "عُرف عن الأمير مشعل بن عبد الله فكره النيّر ورؤيته الثاقبة، التي لاحظنا دلائلها ولاحظها الجميع، من اهتمامه - حفظه الله - لإكمال المسيرة التنموية الثقافية والأدبية في منطقة مكة".
 
-  بلا حواجز:
  أما د. عبد الإله ساعاتي فيصف لقاء الأمير مشعل مع عددٍ من كِبار وجهاء مجتمع منطقة مكة المكرّمة ونخبة من الجنسين: "خلـع الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرّمة "مشلحه" ورفع "غترته" واتخذ مقعده راسماً البسمة على ثـغره، مجسداً روح التواضع والبساطة عاكساً مفتاح شخصيته المميزة بالحرص والقرب والخلق الجم.. ليؤكد رغبته في حوار متسم بالوضوح والشفافية والصراحة والموضوعية.. بعيداً عن مقتضى «الرسميات» و«البروتوكولات» التي كثيراً ما تشكّل حواجز تحجب مضامين الحوار الصادق".
   مضيفاً: "تقبل الأمير الشاب في اللقاء بصدر رحب سيلاً من الأسئلة.. مؤكداً بلغة الكبار أنه يريد أن يستمع ومازال يتعلم".
 
   مكة أنصتت لأميرها الشاب وهو يقول: "مهما عملنا في مكة المكرّمة فهو قليل فحقها علينا كبير وتستأهل أكثر، فمهما قدّمنا لها سنظل مقصرين في حقها، ووعد لكم بأن القادم سيكون أفضل بكثير إن شاء الله".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org