أبناء المرابطين.. عيدكم علينا؟!

أبناء المرابطين.. عيدكم علينا؟!

كم هي جميلة جدًّا هذه الكلمات، وكم هي في مكانها،ولكن هل يا تُرى يمكن أن تتحقق على أرض الواقع؟وكيف يمكن أن يحدث ذلك؟!

يعلم الجميع أن شهر رمضان المبارك والعيد السعيد يمران للعام الثاني على التوالي على جنودنا البواسل وهم مرابطون على ثغور بلاد الحرمين الجنوبية، يدافعون عن ثراها وحياضها، بينما الجميع غيرهم من مواطنين ومقيمين يعيشون - ولله الحمد والمنة - في أمان وسلام، ويستمتعون بحياتهم وبإجازاتهم ومناسباتهم بشكل طبيعي، ويتنقلون مع أبنائهم وأسرهم من منطقة لمنطقة، ومن مدينة لمدينة.

من هذا المنطلق حري بنا كشعب متكاتف ومتعاضد ومتلاحم أن نفكر في كيف يمكن أن نقف مع أبناءالمرابطين وأبناء الشهداء، ونعوضهم فَقْد آبائهم، ونخفف عنهم حدة الشعور بالفَقْد والبُعد، وأن نسعدهم خلال أيامالعيد القادمة؟!

المسألة ممكنة جدًّا ومتاحة للقادرين، وخصوصًا رجال الأعمال.. وعسى أن نراها على أرض الواقع وخلال الأيام القليلة القادمة، وهي فقط تنتظر التفاعل من خلال تبني العديد من الجهات التجارية من منطلق استشعارها مسؤولياتها الاجتماعية نحو هذا الوطن الغالي، وتجاه أبنائه من المرابطين على الحد الجنوبي والشهداء، وذلك بالعديد من المبادرات.

خُذْ مثلاً بجهات تجارية متخصصة في الملابس الجاهزة والأقمشة تتبنى كسوتهم، وجهات أخرى متخصصة في المطاعم والأغذية تتبنى تقديم دعوات لهم لتناول الوجبات من خلال فروعها المنتشرة، وجهات متخصصة في الحلويات تقدم لهم الحلوى والكيك، وجهات متخصصة في المواد الغذائية تقدم لهم قسائم شرائية مجانية للتسوق منها،وجهات متخصصة في المدن الترفيهية تتبنى تقديم تذاكر لهم لمدن الألعاب المختلفة، وجهات متخصصة في السياحة والفندقة تتبنى تسكينهم مع باقي أفراد أسرهم في فنادق أو منتجعات وشاليهات.. وهكذا. حقيقة، الأفكار كثيرة جدًّا، وتطبيقها ليس بالأمر الصعب ولا بالمستحيل، بل هي حق وواجب، وأقل ما يمكن أن نقدمه كعربون وفاء وتثمين لهذه الفئة الغالية جدًّا علينا، التي تقدم أرواحها فداء لوطنها وحكومتها وشعبها.. فهل نبخل عليهم بالقليل مقابل الخير الكبير الذي ننعم به بفضل الله ثم بفضلهم؟

شهر رمضان المبارك شهر الخير والعطاء، وشهر المبادرات الكريمة، فمن يا ترى يبادر ويحتسب الأجر أولاً في أبناءالمرابطين والشهداء، ويسن سُنة حسنة، تحض بفعلها الكثيرين للحذو حذوها؛ لترسم كلها في النهاية البسمة على شفاههم، وتوصل رسالة لآبائهم بأن أبناءهم أبناؤنا، وأنهم في أعين ورعاية الجميع.. ولكم أن تتخيلوا انعكاس مثل هذه المبادرات فيما لو تحققت على أبطالنا في الحد الجنوبي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org